قبل أن يكون صاحب (مقهي ريش) أشهر مقهي ثقافي في مصر، والعالم العربي، لمجدي عبد الملاك شخصية مميزة، وخاصة جدا... كان لواء طيار، شارك في حرب 67، وحرب 73 وهو شخصية وطنية بنزعة يسارية متزنة، مثقف من طراز خاص، حريص علي صداقة المثقفين، وحريص علي أن تظل مقهي ريش نقطة جذب دائمة للكتاب والمثقفين، ولعله صاحب المقهي الوحيد في مصر الذي ينتقي رواده وزبائنه واحدا واحدا.. يسمح للبعض بالجلوس في المقهي، ويمنع البعض الآخر بحسم ووضوح... فقد كانت ريش هي بيته وحياته اليومية وتاريخه الشخصي.. وهي أيضا جزء من التاريخ الثقافي المصري.. استخدم ثوار 1919 المقهي لطباعة المنشورات(ومازالت المطبعة موجودة في متحف المقهي) وغنت أم كلثوم بالمقهي، وكانت الندوة الأسبوعية لنجيب محفوظ، بينما كان أبرز رواد المقهي أمل دنقل، ونجيب سرور ويحيي الطاهر عبد الله، ويوسف أدريس، وإبراهيم أصلان، وإبراهيم عبد المجيد ومعظم رموز الثقافة المصرية... في أواخر أيامه بدا مجدي مكتئبا للغاية، منسحبا من الحياة، عزوف عن الطعام والكلام والإبتسام أيضا.. فسر البعض اكتئابه بتزايد المرض عليه.. والحقيقة أن أعمق أسباب الاكتئاب كان انشغاله (بمصير مقهي ريش) فلا وريث للمقهي يحفظ كل ذلك التاريخ الكبير، والمكان مستأجر من مالك العقار، والذي ينتظر بفارغ الصبر، خلو المكان ليحيله إلي أي نشاط تجاري!! كما أن المقهي برغم تاريخه الطويل والعريق، وارتباطه الشديد برموز الثقافة الوطنية المصرية، لم ينجح في تكوين مؤسسة لإدارته، يمكنها حماية المكان وصيانته..!. مات مجدي عبد الملاك ولا يعرف أحد إلي أين ينتهي مقهي ريش ؟ أين يذهب فلفل أشهر الجرسونات في مصر؟... هل يشتري ساويرس المقهي بالفعل(كما يتردد) ويحافظ علي هوية المكان ؟ أم يشتريه هو أو غيره، ويقوم بتغييرملامحه؟ أم يعود إلي صاحب العقار لنقول، وداعا مقهي ريش!! قبل أن يكون صاحب (مقهي ريش) أشهر مقهي ثقافي في مصر، والعالم العربي، لمجدي عبد الملاك شخصية مميزة، وخاصة جدا... كان لواء طيار، شارك في حرب 67، وحرب 73 وهو شخصية وطنية بنزعة يسارية متزنة، مثقف من طراز خاص، حريص علي صداقة المثقفين، وحريص علي أن تظل مقهي ريش نقطة جذب دائمة للكتاب والمثقفين، ولعله صاحب المقهي الوحيد في مصر الذي ينتقي رواده وزبائنه واحدا واحدا.. يسمح للبعض بالجلوس في المقهي، ويمنع البعض الآخر بحسم ووضوح... فقد كانت ريش هي بيته وحياته اليومية وتاريخه الشخصي.. وهي أيضا جزء من التاريخ الثقافي المصري.. استخدم ثوار 1919 المقهي لطباعة المنشورات(ومازالت المطبعة موجودة في متحف المقهي) وغنت أم كلثوم بالمقهي، وكانت الندوة الأسبوعية لنجيب محفوظ، بينما كان أبرز رواد المقهي أمل دنقل، ونجيب سرور ويحيي الطاهر عبد الله، ويوسف أدريس، وإبراهيم أصلان، وإبراهيم عبد المجيد ومعظم رموز الثقافة المصرية... في أواخر أيامه بدا مجدي مكتئبا للغاية، منسحبا من الحياة، عزوف عن الطعام والكلام والإبتسام أيضا.. فسر البعض اكتئابه بتزايد المرض عليه.. والحقيقة أن أعمق أسباب الاكتئاب كان انشغاله (بمصير مقهي ريش) فلا وريث للمقهي يحفظ كل ذلك التاريخ الكبير، والمكان مستأجر من مالك العقار، والذي ينتظر بفارغ الصبر، خلو المكان ليحيله إلي أي نشاط تجاري!! كما أن المقهي برغم تاريخه الطويل والعريق، وارتباطه الشديد برموز الثقافة الوطنية المصرية، لم ينجح في تكوين مؤسسة لإدارته، يمكنها حماية المكان وصيانته..!. مات مجدي عبد الملاك ولا يعرف أحد إلي أين ينتهي مقهي ريش ؟ أين يذهب فلفل أشهر الجرسونات في مصر؟... هل يشتري ساويرس المقهي بالفعل(كما يتردد) ويحافظ علي هوية المكان ؟ أم يشتريه هو أو غيره، ويقوم بتغييرملامحه؟ أم يعود إلي صاحب العقار لنقول، وداعا مقهي ريش!!