جاءت زيارة وزير الدفاع الفرنسي جون إيف لودريان، لمصر ليخط بها صفحة جديدة للعلاقات المصرية - الفرنسية لسنوات قادمة. وتم خلال الزيارة توقيع اتفاقيات تعاون عسكري بين البلدين، تقضي بتسليح الجيش المصري بطائرات ومعدات تباع لأول مرة خارج فرنسا. وغادر جون إيف لودريان، الأراضي المصرية بعد زيارة قصيرة لمدة يومين، قام خلالها بلقاء الرئيس السيسي ووزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي لتوقيع اتفاقيات التعاون العسكري بين البلدين، وتقديم واجب العزاء في شهداء ليبيا، وزيارة الأهرامات. كان قد وصل وزير الدفاع الفرنسي لمطار القاهرة الدولي، ظهر الاثنين 16 فبراير، علي رأس وفد رفيع المستوي في زيارة رسمية للتوقيع على صفقة توريد مقاتلات فرنسية متطورة من طراز "رافال"، وفرقاطة بحرية متعددة المهام، وذخائر متطورة لتسليحها، بالإضافة إلى عقود الصيانة والتدريب الخاصة بتلك المعدات العسكرية. واستهل لودريان زيارته الرسمية بلقاء الفريق أول صدقي صبحي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، بمقر الأمانة العامة لوزارة الدفاع بكوبري القبة، وأجريت له مراسم استقبال رسمية عزفت خلالها فرقة الموسيقى العسكرية، السلام الوطني لجمهورية فرنسا. وعقد الجانبان جلسة مباحثات تناولت تبادل الرؤى المصرية والفرنسية تجاه تطورات الأوضاع علي الساحتين الإقليمية والدولية، وسبل القضاء علي الإرهاب وانعكاساته على الأمن والاستقرار بالمنطقة. كما تم التباحث حول زيادة أوجه التعاون العسكري ونقل وتبادل الخبرات بين القوات المسلحة لكلا البلدين في ضوء الاتفاق علي تدعيم القوات الجوية بأحدث المقاتلات الفرنسية من طراز "رافال" كأول دولة صديقة تحصل علي هذه الطائرات، وتزويد القوات البحرية المصرية بفرقاطة متطورة من طراز "فريم"، واللذان يمثلان إضافة قوية للقدرات القتالية للقوات المسلحة ودعم قدرتها علي تنفيذ مختلف المهام. ثم استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي الوزير الفرنسي لودريان، بمقر رئاسة الجمهورية، بحضور الفريق أول صدقي صبحي، والسفير إيهاب بدوي، سفير مصر لدى فرنسا، والسفير أندريه باران، سفير فرنسابالقاهرة، وباسكال أوسير، مدير المكتب العسكري لوزير الدفاع الفرنسي، ولويس فاسي، المستشار الدبلوماسي لوزير الدفاع الفرنسي. وحضر الرئيس مراسم التوقيع على عدد من الاتفاقيات في مجال التسليح بين الجانبين المصري والفرنسي والتي ستقوم بموجبها فرنسا بتوريد 24 طائرة مقاتلة من طراز "رافال" وفرقاطة متعددة المهام من طراز "فريم" فضلاً عن تزويد القوات المسلحة بالأسلحة والذخائر اللازمة. ونوَّه الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى ما استشعره من روح إيجابية واستعداد فرنسي صادق وقوى للتعاون مع مصر أثناء الزيارة التي قام بها إلى باريس في نوفمبر 2014، مشيراً إلى أن التحديات والتهديدات الأمنية التي بات يشكلها الإرهاب على مختلف دول العالم، ومن بينها مصر وفرنسا، تفرض أهمية تعزيز الشراكة وتعميق التعاون بين البلدين، فضلاً عن تنسيق المواقف في المحافل الدولية لمكافحة الإرهاب، ولاسيما في الأممالمتحدة. وتناول الجانبان تطورات الوضع في ليبيا، حيث ذكر الرئيس إن عملية الناتو في ليبيا لم تكن مكتملة مما أسفر عن سقوطها تحت سيطرة الجماعات المسلحة والمتطرفة، وأنه قد حان الوقت لتدارك هذا الأمر، مؤكداً على ضرورة احترام خيارات الشعب الليبي، ودعم مؤسسات الدولية الليبية، المتمثلة في الجيش الوطني والبرلمان المنتخب. فيما أكد وزير الدفاع الفرنسي أن الأوضاع في ليبيا تعد أحد أهم الشواغل الفرنسية، معربًا عن توافق بلاده مع الرؤية المصرية بشأن ضرورة تكاتف جهود المجتمع الدولي، وخاصة في إطار الأممالمتحدة من أجل إعادة الأمن والاستقرار إلى ليبيا، ومنوها إلى أهمية وجود أفق سياسي مستقبلي يضمن تحقيق ذلك. وأعرب وزير الدفاع الفرنسي لودريان، خلال مؤتمر الصحفي المشترك، عقب التوقيع على اتفاقيات التعاون العسكري بين البلدين، عن تضامن بلاده الكامل مع مصر، مشيدا بموقفها الداعم لفرنسا في مكافحتها للإرهاب، ومنوهاً إلى أن مصر وفرنسا تواجهان عدواً مشتركاً ينتهج مبادئ مخالفة للإسلام. وأضاف لودريان أنه تابع الاتصال الهاتفي الذي تم بين الرئيس السيسي ونظيره الفرنسي "فرانسوا أولاند" وما تضمنه من اتفاق الرئيسين على أهمية تعزيز العلاقات في المرحلة المقبلة، مشيرا إلى إتمام هذه الصفقة في زمن قياسي يدلل على مدى التفاهم والثقة المتبادلة بين الجانبين المصري والفرنسي وحرصهما المشترك على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه من شراكة استراتيجية بين البلدين لمواجهة التهديدات الأمنية. وأنهى لودريان زيارته للبلاد، الثلاثاء 17 فبراير، بتقديم واجب العزاء للبابا تواضرس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، في مقتل 21 مصريا على يد تنظيم "داعش" الإرهابي بليبيا. رافق الوزير الفرنسي وفد ضم الأدميرال باسكال اوسير مدير المكتب العسكري لوزير الدفاع، ولويس فاسي المستشار الدبلوماسي، وهوجو ريتشارد نائب مدير المكتب المدني، وكريستوف سالمون مستشار شؤون الصناعة، وكريستين مونوجاي مستشارة الشؤون السياسية والنيابية، وساشا مانديل مستشار الاتصال والإعلام. ثم قاموا بزيارة قصيرة للأهرامات، استغرقت حوالي ساعة ونصف، تفقدوا خلالها هرم خوفو ومنطقة البانوراما الأثرية وأبو الهول، معربا عن سعادته وانبهاره بعبقرية القدماء المصريين في بناء الأهرامات بهذا الحجم الضخم العملاق . ثم غادر وزير الدفاع الفرنسي والوفد المرافق له مطار القاهرة ظهر اليوم.