إضافة كلية طب العريش إلى منصة «ادرس في مصر» بكافة تخصصاتها    يورتشيتش يمنح لاعبى بيراميدز إجازة 10 أيام بعد التأهل لمجموعات أبطال أفريقيا    مدرب مانشستر يونايتد يكشف أسباب التعادل مع كريستال بالاس    هل يُمكن استخدام السيارات الكهربائية في عمليات تفجير عن بُعد؟.. خبير سيبراني يوضح    وزير الخارجية: نرفض أي سياسات أحادية للمساس بوحدة أراضي الصومال    أحمد موسى: حزب الله معندوش قرار حتى الآن لضرب معسكرات الجيش الإسرائيلي    عبد العاطي يلتقي وكيلة السكرتير العام للأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية    المحطات النووية تدعو أوائل كليات الهندسة لندوة تعريفية عن مشروع الضبعة النووي    نائب محافظ قنا: مبادرة «بداية جديدة لبناء الإنسان» تعزز مقومات التنمية الشاملة    هل تشهد مصر سيول خلال فصل الخريف؟.. خبير مناخ يوضح    التحريات تكشف ملابسات مصرع ابن المطرب إسماعيل الليثي في الجيزة: سقط من الطابق العاشر    مياه الأقصر تنفي انقطاع المياه أو تلوثها داخل المحافظة    انطلاق فعاليات المرحلة الخامسة لمسرح المواجهة والتجوال من قنا    حصلنا على التصريح من الرقابة.. منتج فيلم «التاروت» يكشف حقيقة مشهد خيانة رانيا يوسف لحبيبها مع كلب    تجديد الثقة في المخرج مسعد فودة رئيسا لاتحاد الفنانين العرب بالتزكية    أحمد سعد يعود لزوجته: صفحة جديدة مع علياء بسيونى    قناة «أغاني قرآنية».. عميد «أصول الدين» السابق يكشف حكم سماع القرآن مصحوبًا بالموسيقى    قرارات عاجلة من إدارة الأهلي بعد التأهل لمجموعات أفريقيا قبل مواجهة الزمالك    حزب المؤتمر: منتدى شباب العالم منصة دولية رائدة لتمكين الشباب    موسم شتوي كامل العدد بفنادق الغردقة.. «ألمانيا والتشيك» في المقدمة    "علم الأجنة وتقنيات الحقن المجهري" .. مؤتمر علمي بنقابة المعلمين بالدقهلية    فصائل فلسطينية: استهداف منزلين بداخلهما عدد من الجنود الإسرائيليين ب4 قذائف    تعرف على أهداف منتدى شباب العالم وأهم محاوره    الحكومة تكشف مفاجأة عن قيمة تصدير الأدوية وموعد انتهاء أزمة النقص (فيديو)    بلقاء ممثلي الكنائس الأرثوذكسية في العالم.. البابا تواضروس راعي الوحدة والاتحاد بين الكنائس    هل يمكن أن يصل سعر الدولار إلى 10 جنيهات؟.. رئيس البنك الأهلي يجيب    عبدالرحيم علي ينعى الشاعر أشرف أمين    بيكو للأجهزة المنزلية تفتتح المجمع الصناعي الأول في مصر باستثمارات 110 ملايين دولار    السجن 6 أشهر لعامل هتك عرض طالبة في الوايلي    تدشين أول مجلس استشاري تكنولوجي للصناعة والصحة    إيطاليا تعلن حالة الطوارئ في منطقتين بسبب الفيضانات    كاتبة لبنانية لإكسترا نيوز: 100 غارة إسرائيلية على جنوب لبنان وهناك حالة توتر    شروط التحويل بين الكليات بعد غلق باب تقليل الاغتراب    فتح باب التقديم بمسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم والابتهال الدينى    توتنهام يتخطى برينتفورد بثلاثية.. وأستون فيلا يعبر وولفرهامبتون بالبريميرليج    وكيل صحة شمال سيناء يتفقد مستشفى الشيخ زويد المركزى ووحدات الرعاية    وزيرة التنمية المحلية تعلن انتهاء استعدادات المحافظات لاستقبال العام الدراسي 2024-2025    بلد الوليد يتعادل مع سوسيداد في الدوري الإسباني    الاستخبارات الهنغارية تؤكد أنها لم تنتج أجهزة "البيجر" التي تم تفجيرها في لبنان    إصابة 3 أشخاص في حادث تصادم «توك توك» بدراجة نارية بالدقهلية    بالصور.. إصلاح كسر ماسورة مياه بكورنيش النيل أمام أبراج نايل سيتي    علاج ارتفاع السكر بدون أدوية.. تناول هذه الفاكهة باستمرار للوقاية من هذا المرض    اليوم العالمي للسلام.. 4 أبراج فلكية تدعو للهدوء والسعادة منها الميزان والسرطان    بطاقة 900 مليون قرص سنويًا.. رئيس الوزراء يتفقد مصنع "أسترازينيكا مصر"    بداية جديدة لبناء الإنسان.. فحص 475 من كبار السن وذوي الهمم بمنازلهم في الشرقية    حزب الله يعلن استهداف القاعدة الأساسية للدفاع الجوي الصاروخي التابع لقيادة المنطقة الشمالية في إسرائيل بصواريخ الكاتيوشا    هانسي فليك يفتح النار على الاتحاد الأوروبي    المشاط تبحث مع «الأمم المتحدة الإنمائي» خطة تطوير «شركات الدولة» وتحديد الفجوات التنموية    ضبط شركة إنتاج فني بدون ترخيص بالجيزة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 21-9-2024 في محافظة البحيرة    توجيهات عاجلة من مدبولي ورسائل طمأنة من الصحة.. ما قصة حالات التسمم في أسوان؟    اسكواش - نهائي مصري خالص في منافسات السيدات والرجال ببطولة فرنسا المفتوحة    حكاية بطولة استثنائية تجمع بين الأهلي والعين الإماراتي في «إنتركونتيننتال»    فيديو|بعد خسارة نهائي القرن.. هل يثأر الزمالك من الأهلي بالسوبر الأفريقي؟    مريم متسابقة ب«كاستنج»: زوجي دعمني للسفر إلى القاهرة لتحقيق حلمي في التمثيل    «الإفتاء» توضح كيفية التخلص من الوسواس أثناء أداء الصلاة    "ألا بذكر الله تطمئن القلوب".. أذكار تصفي الذهن وتحسن الحالة النفسية    ضحايا جدد.. النيابة تستمع لأقوال سيدتين يتهمن "التيجاني" بالتحرش بهن في "الزاوية"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



3 أيام المهلة الضائعة.. واليمن على حافة الانهيار
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 04 - 02 - 2015

الترقب سيد المشهد الآن في اليمن، وذلك بعد أن انتهت مهلة الثلاثة أيام التي حددتها جماعة الحوثي للقوى السياسية للاتفاق على ملء الفراغ الدستوري القائم بالبلاد.
ويأتي ذلك بعد أن فشلت جميع المفاوضات بين القوى السياسية وجماعة الحوثي والتي يرعاها المبعوث الأممي في اليمن جمال بن عمر، ويبدو أن الأمر وصل إلى طريق مسدود.
مهلة 3 أيام
جماعة أنصار الله "الحوثيون"، سبق وأن أمهلت القوى السياسية اليمنية، ثلاثة أيام للخروج باتفاق سياسي يسد الفراغ السياسي في البلد، واتهمت أطرافا فيها بدعم "التكفيريين" والتلاعب باتفاق السلم والشراكة وعرقلة تنفيذه.
وأمهل البيان الختامي للمؤتمر الوطني، الإثنين الماضي، - الذي دعا إليه زعيم أنصار الله عبد الملك الحوثي في العاصمة اليمنية- القوى السياسية ثلاثة أيام للخروج بحل يسد الفراغ السياسي في البلد.
وأكد تفويض اللجان الثورية وقيادة الثورة باتخاذ الإجراءات الفورية الكفيلة بترتيب أوضاع سلطة الدولة والمرحلة الانتقالية للخروج بالبلد من الوضع الراهن، إذا لم تمتثل الأطراف السياسية للمهلة.
واتهم البيان الختامي أطرافا بدعم "التكفيريين" وصولا لاستقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي بغرض المناورة، كما اتهم تلك الأطراف بالتلاعب باتفاق السلم والشراكة وعرقلة تنفيذه.
وقدم البيان لائحة من 11 نقطة تبدأ بتثمين دور الجيش واللجان الشعبية والأمن على دورها في حماية الوطن من الانزلاق نحو الفوضى، وتدعو إلى تعديل الاختلالات الواردة في مسودة الدستور وفقا لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة.
فشل الاتفاق.. واستنفار
وبعد أن فشلت القوى السياسية في الوصول إلى اتفاق اليوم، يهدد قياديون في جماعة الحوثي باتخاذ إجراءات أحادية مع انتهاء المهلة.
صالح الصماد رئيس المجلس السياسي للحوثيين، قال، إن الشعب اليمني يرفض أن تبتزه أي قوة في هذا العالم علي حساب عزته وكرامته، ونصح كل القوي في الداخل والخارج باحترام إرادة الشعب بدلا من استخدام لغة التهديد والعقاب .
ويبدو أن المعطيات التي جدت على المشهد اليمني، كلها تسير في مصلحة الحوثيين والذين بدورهم يستعدون اليوم لاتخاذ إجراءات من شأنها السيطرة على البلاد من خلال الاعتراف بهم من قبل المجتمع الدولي.
واستنفرت جماعة الحوثي منذ أمس، أنصارها في محافظات مختلفة للخروج في مظاهرات جماهيرية دعما لكل مقررات المؤتمر الوطني الموسع الذي عقدوه لمدة ثلاثة أيام في صنعاء، ومن ضمنه ما بعد مهلة الأيام الثلاثة.
الوضع المتأزم قديم جديد
د.فضل الربيعي المحلل السياسي اليمني، قال في تصريحات خاصة ل"بوابة أخبار اليوم"، من صنعاء، إن الحوثيون جماعة دينية تتبع الطائفة الزيدية في شمال اليمن محافظة صعدة، ظهرت كحركة سياسية دينية باسم الشباب المؤمن في بداية الأمر وبدعم ضمني من الرئيس السابق على عبد الله صالح، هدفها مواجهة التطرف الديني السني في منطقة دماج في محافظة صعدة والذي كان يتزعمه الشيخ مقبل الوادعي، وكان وجود هذا المعهد السني الوهابي في دماج بمثابة الدعوة إلى إحياء الطرف الأخر الذي ظهر بالحركة الحوثية الزيدية.
وأوضح الربيعي، أن الحوثيون دخلوا في صراع مسلح مع النظام خلال السنوات الماضية وخرجوا منتصرين منه سياسيا الأمر الذي قوى حركتهم وتنظيمها السياسي، الذي دخل كطرف سياسي قوي في مؤتمر الحوار الوطني تحت مسمى حركة أنصار الله التي ضمت الحوثي وبعض العناصر والقوى الأخرى تسير وفق توجه سياسي على غرار حزب الله في لبنان، بخلق دولة داخل الدولة، ويسند هذا التوجه السياسي الخلفية الدينية الزيدية القريبة إلى المذهب الشيعي .
وأشار، إلى أن عبدالملك الحوثي هو الابن الأصغر للمرجعية الدينية بدر الدين الحوثي، الذي توفي قبل سنتين تقريبا، وورث عبدالملك الحوثي قيادة الجماعة بدعم من والده في أعقاب مقتل قائدها شقيقه الأكبر- حسين الذيقتلفي 10 سبتمبر 2004 خلال حرب الجماعة مع الجيش اليمني ثم بدأ اسمه يتردد كقائد للجماعة خلال السنوات الماضية.
وبين، أن الذي أوصل اليمن إلى الوضع المتأزم الذي تعاني منه اليوم هو النظام السياسي في اليمن القديم والجديد على حد سواء.
ولفت إلى أن خط تقسيم اليمن إلى 6 أقاليم لم يتم ولم يبدأ حتى الآن، معتقدا أن الإصرار على تقسيم اليمن إلى 6 أقاليم جاء بإيعاز من الخارج ولإرضاء بعض القوى السياسية في الداخل بسبب مواجهة مطلب الجنوبيين باستعادة دولتهم بعد فشل الوحدة، وبدلا من الذهاب إلى معالجة وضع الجنوب فضلوا تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم هروبا من الاستحقاق الجنوبي، موضحا أن الحل هو الاستجابة لحق الجنوب في تقرير مصيره.
وأكد، أن استقالة هادي والحكومة أربكت المشهد ووضع الحوثي في مأزق حقيقي. وكان استقال الرئيس اليمني ووزراء حكومة الكفاءات الوطنية في 22 من يناير الماضي، على خلفية مواجهات عنيفة بين الحرس الرئاسي ومسلحي جماعة الحوثي، أفضت إلى سيطرة الحوثيين على دار الرئاسة اليمنية، ومحاصرة منزل الرئيس اليمني وعدد من وزراء حكومته.
وعن فشل البرلمان اليمني الذي دعا لجلسة طارئة عشية إعلان استقالة الرئيس والحكومة في الالتئام الأحد الماضي، قال إن البرلمان في الأساس هو منتهي بمعنى أنه انتهت فترة البرلمان عام 2009 وفقا للدستور، إلا أن المبادرة الخليجية هي التي أبقت البرلمان وفقا لشرعية المبادرة، والبرلمان اليمني بطبيعة الحال لم يكن برلمان يعكس مكونات المجتمع اليمني بالصورة التي تسير عليها برلمانات العالم ولم يتم وفقا لنزاهة الانتخابات، فقد جاء في ظروف سابقة فترة حكم صالح الذي سخر كل إمكانيات الدولة سابقا لخدمته وخدمة حزبه السياسي الذين يمثلون الأغلبية فيه، بمعنى العودة للبرلمان هي العودة لنظام صالح، ولهذا من الطبيعي أن هناك من لا يقبل ذلك من الحوثيين ومن ثم يبقى البرلمان مشلولا.
الجميع يتحمل المسؤولية
وعن من يحكم اليمن الآن في ظل الفراغ السياسي وعدم تواجد رئيس وحكومة على رأس السلطة، أضاف، أن اليمن بلد يختلف عن كثير من البلدان حيث تتنازعه المرجعيات والهويات المختلفة ومن ثم نلاحظ أن غياب السلطة المركزية لا يوجد لها تأثير، أي أن السلطة كانت دائما بعيدة عن خدمة المجتمع.
وأكد الربيعي، أن جميع الأطراف مسؤولة عما جرى ويجري بالبلاد فلا نجد حق لطرف ضد الأخر.
وشدد الربيعي، على أن حل الأزمة اليمنية يأتي من خلال الرجوع إلى جذور الأزمة الحقيقية والاعتراف الحقيقي بالقضية الجنوبية، بعيدا عن التظليل والتسطيح، ومحاولة كل طرف من أطراف الصراع تسخيرها لصالحة.
واختتم الربيعي، تصريحاته، بأن الأوضاع في اليمن معقدة ومتشعبة وسيكون لها تأثير على دول الخليج، داعيا الخليج لإعادة النظر في قراءة ما يجري في اليمن، والتفهم لمشكلاته المتعددة ومساعدة اليمن للخروج من الأزمة، وأن يولوا قضية الجنوب والحوثي أهمية خاصة.
وفى ظل هذه التطورات السياسية والمفاوضات غير المجدية حتى الآن يسود القلق خوفا من إقدام أي مكون سياسي على تصرف قد يؤدى إلى ما لا يحمد عقباه في الوقت الذي أوردت فيه وسائل الإعلام اليمنية تصريحات للمبعوث الأممي إلى اليمن جمال بنعمر، حذر فيه من أن الأوضاع في اليمن خطيرة جدا وأن اليمن على حافة الانهيار وإذا لم يتم احتواء الموقف فسوف تدخل البلاد في حرب أهلية .
الترقب سيد المشهد الآن في اليمن، وذلك بعد أن انتهت مهلة الثلاثة أيام التي حددتها جماعة الحوثي للقوى السياسية للاتفاق على ملء الفراغ الدستوري القائم بالبلاد.
ويأتي ذلك بعد أن فشلت جميع المفاوضات بين القوى السياسية وجماعة الحوثي والتي يرعاها المبعوث الأممي في اليمن جمال بن عمر، ويبدو أن الأمر وصل إلى طريق مسدود.
مهلة 3 أيام
جماعة أنصار الله "الحوثيون"، سبق وأن أمهلت القوى السياسية اليمنية، ثلاثة أيام للخروج باتفاق سياسي يسد الفراغ السياسي في البلد، واتهمت أطرافا فيها بدعم "التكفيريين" والتلاعب باتفاق السلم والشراكة وعرقلة تنفيذه.
وأمهل البيان الختامي للمؤتمر الوطني، الإثنين الماضي، - الذي دعا إليه زعيم أنصار الله عبد الملك الحوثي في العاصمة اليمنية- القوى السياسية ثلاثة أيام للخروج بحل يسد الفراغ السياسي في البلد.
وأكد تفويض اللجان الثورية وقيادة الثورة باتخاذ الإجراءات الفورية الكفيلة بترتيب أوضاع سلطة الدولة والمرحلة الانتقالية للخروج بالبلد من الوضع الراهن، إذا لم تمتثل الأطراف السياسية للمهلة.
واتهم البيان الختامي أطرافا بدعم "التكفيريين" وصولا لاستقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي بغرض المناورة، كما اتهم تلك الأطراف بالتلاعب باتفاق السلم والشراكة وعرقلة تنفيذه.
وقدم البيان لائحة من 11 نقطة تبدأ بتثمين دور الجيش واللجان الشعبية والأمن على دورها في حماية الوطن من الانزلاق نحو الفوضى، وتدعو إلى تعديل الاختلالات الواردة في مسودة الدستور وفقا لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة.
فشل الاتفاق.. واستنفار
وبعد أن فشلت القوى السياسية في الوصول إلى اتفاق اليوم، يهدد قياديون في جماعة الحوثي باتخاذ إجراءات أحادية مع انتهاء المهلة.
صالح الصماد رئيس المجلس السياسي للحوثيين، قال، إن الشعب اليمني يرفض أن تبتزه أي قوة في هذا العالم علي حساب عزته وكرامته، ونصح كل القوي في الداخل والخارج باحترام إرادة الشعب بدلا من استخدام لغة التهديد والعقاب .
ويبدو أن المعطيات التي جدت على المشهد اليمني، كلها تسير في مصلحة الحوثيين والذين بدورهم يستعدون اليوم لاتخاذ إجراءات من شأنها السيطرة على البلاد من خلال الاعتراف بهم من قبل المجتمع الدولي.
واستنفرت جماعة الحوثي منذ أمس، أنصارها في محافظات مختلفة للخروج في مظاهرات جماهيرية دعما لكل مقررات المؤتمر الوطني الموسع الذي عقدوه لمدة ثلاثة أيام في صنعاء، ومن ضمنه ما بعد مهلة الأيام الثلاثة.
الوضع المتأزم قديم جديد
د.فضل الربيعي المحلل السياسي اليمني، قال في تصريحات خاصة ل"بوابة أخبار اليوم"، من صنعاء، إن الحوثيون جماعة دينية تتبع الطائفة الزيدية في شمال اليمن محافظة صعدة، ظهرت كحركة سياسية دينية باسم الشباب المؤمن في بداية الأمر وبدعم ضمني من الرئيس السابق على عبد الله صالح، هدفها مواجهة التطرف الديني السني في منطقة دماج في محافظة صعدة والذي كان يتزعمه الشيخ مقبل الوادعي، وكان وجود هذا المعهد السني الوهابي في دماج بمثابة الدعوة إلى إحياء الطرف الأخر الذي ظهر بالحركة الحوثية الزيدية.
وأوضح الربيعي، أن الحوثيون دخلوا في صراع مسلح مع النظام خلال السنوات الماضية وخرجوا منتصرين منه سياسيا الأمر الذي قوى حركتهم وتنظيمها السياسي، الذي دخل كطرف سياسي قوي في مؤتمر الحوار الوطني تحت مسمى حركة أنصار الله التي ضمت الحوثي وبعض العناصر والقوى الأخرى تسير وفق توجه سياسي على غرار حزب الله في لبنان، بخلق دولة داخل الدولة، ويسند هذا التوجه السياسي الخلفية الدينية الزيدية القريبة إلى المذهب الشيعي .
وأشار، إلى أن عبدالملك الحوثي هو الابن الأصغر للمرجعية الدينية بدر الدين الحوثي، الذي توفي قبل سنتين تقريبا، وورث عبدالملك الحوثي قيادة الجماعة بدعم من والده في أعقاب مقتل قائدها شقيقه الأكبر- حسين الذيقتلفي 10 سبتمبر 2004 خلال حرب الجماعة مع الجيش اليمني ثم بدأ اسمه يتردد كقائد للجماعة خلال السنوات الماضية.
وبين، أن الذي أوصل اليمن إلى الوضع المتأزم الذي تعاني منه اليوم هو النظام السياسي في اليمن القديم والجديد على حد سواء.
ولفت إلى أن خط تقسيم اليمن إلى 6 أقاليم لم يتم ولم يبدأ حتى الآن، معتقدا أن الإصرار على تقسيم اليمن إلى 6 أقاليم جاء بإيعاز من الخارج ولإرضاء بعض القوى السياسية في الداخل بسبب مواجهة مطلب الجنوبيين باستعادة دولتهم بعد فشل الوحدة، وبدلا من الذهاب إلى معالجة وضع الجنوب فضلوا تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم هروبا من الاستحقاق الجنوبي، موضحا أن الحل هو الاستجابة لحق الجنوب في تقرير مصيره.
وأكد، أن استقالة هادي والحكومة أربكت المشهد ووضع الحوثي في مأزق حقيقي. وكان استقال الرئيس اليمني ووزراء حكومة الكفاءات الوطنية في 22 من يناير الماضي، على خلفية مواجهات عنيفة بين الحرس الرئاسي ومسلحي جماعة الحوثي، أفضت إلى سيطرة الحوثيين على دار الرئاسة اليمنية، ومحاصرة منزل الرئيس اليمني وعدد من وزراء حكومته.
وعن فشل البرلمان اليمني الذي دعا لجلسة طارئة عشية إعلان استقالة الرئيس والحكومة في الالتئام الأحد الماضي، قال إن البرلمان في الأساس هو منتهي بمعنى أنه انتهت فترة البرلمان عام 2009 وفقا للدستور، إلا أن المبادرة الخليجية هي التي أبقت البرلمان وفقا لشرعية المبادرة، والبرلمان اليمني بطبيعة الحال لم يكن برلمان يعكس مكونات المجتمع اليمني بالصورة التي تسير عليها برلمانات العالم ولم يتم وفقا لنزاهة الانتخابات، فقد جاء في ظروف سابقة فترة حكم صالح الذي سخر كل إمكانيات الدولة سابقا لخدمته وخدمة حزبه السياسي الذين يمثلون الأغلبية فيه، بمعنى العودة للبرلمان هي العودة لنظام صالح، ولهذا من الطبيعي أن هناك من لا يقبل ذلك من الحوثيين ومن ثم يبقى البرلمان مشلولا.
الجميع يتحمل المسؤولية
وعن من يحكم اليمن الآن في ظل الفراغ السياسي وعدم تواجد رئيس وحكومة على رأس السلطة، أضاف، أن اليمن بلد يختلف عن كثير من البلدان حيث تتنازعه المرجعيات والهويات المختلفة ومن ثم نلاحظ أن غياب السلطة المركزية لا يوجد لها تأثير، أي أن السلطة كانت دائما بعيدة عن خدمة المجتمع.
وأكد الربيعي، أن جميع الأطراف مسؤولة عما جرى ويجري بالبلاد فلا نجد حق لطرف ضد الأخر.
وشدد الربيعي، على أن حل الأزمة اليمنية يأتي من خلال الرجوع إلى جذور الأزمة الحقيقية والاعتراف الحقيقي بالقضية الجنوبية، بعيدا عن التظليل والتسطيح، ومحاولة كل طرف من أطراف الصراع تسخيرها لصالحة.
واختتم الربيعي، تصريحاته، بأن الأوضاع في اليمن معقدة ومتشعبة وسيكون لها تأثير على دول الخليج، داعيا الخليج لإعادة النظر في قراءة ما يجري في اليمن، والتفهم لمشكلاته المتعددة ومساعدة اليمن للخروج من الأزمة، وأن يولوا قضية الجنوب والحوثي أهمية خاصة.
وفى ظل هذه التطورات السياسية والمفاوضات غير المجدية حتى الآن يسود القلق خوفا من إقدام أي مكون سياسي على تصرف قد يؤدى إلى ما لا يحمد عقباه في الوقت الذي أوردت فيه وسائل الإعلام اليمنية تصريحات للمبعوث الأممي إلى اليمن جمال بنعمر، حذر فيه من أن الأوضاع في اليمن خطيرة جدا وأن اليمن على حافة الانهيار وإذا لم يتم احتواء الموقف فسوف تدخل البلاد في حرب أهلية .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.