رئيس جامعة عين شمس يترأس أولى جلسات قطاع شئون التعليم والطلاب.. صور    الزراعة تحتفل بتخريج 15 مبعوثًا من 12 دولة ببرنامج تنمية المزارع السمكية    "إير فرانس" تعلن تمديد تعليق رحلاتها الجوية من وإلى بيروت حتى نهاية سبتمبر    اشتباكات متزايدة في لبنان.. تداعيات التصعيد الإسرائيلي على الأمن الإقليمي    بعثة الزمالك تصل مطار القاهرة استعدادًا للسفر إلى السعودية    بدء جلسة محاكمة البلوجر هدير عاطف وطليقها و2 آخرين بتهمة النصب والاحتيال    الشلماني يثير حفيظة القطبين قبل موقعة السوبر    شبانة: التفكير في سفر فتوح قرار خاطئ    مصدر ليلا كورة: أمم أفريقيا للمحليين سبب تأجيل انطلاق دور المجموعات في دوري الأبطال والكونفدرالية    أحكام بالسجن والغرامة ل9 متهمين في قضية انقلاب قطار طوخ    الجيزة تزيل 13 كشك و"فاترينة" مقامة بالمخالفة بالطريق العام في المنيب    وزير الثقافة يبحث أطر تعزيز التعاون مع سفير المغرب بالقاهرة    إيمي سمير غانم تكشف سر تعاونها مع حسن الرداد في رمضان 2025    الصحة: خطط عمل مستدامة للحفاظ على مكتسبات الدولة المصرية في القضاء على فيروس سي    إصابة 11 شخصًا إثر حادث تصادم بين سيارتين في البحيرة.. بالأسماء    عاجل| السيسي يصدر توجيها جديدا بشأن تنمية جنوب سيناء    في خدمتك | الأوراق المطلوبة للتقديم بكليات جامعة الأزهر 2024    طقس الفيوم.. انخفاض درجة الحرارة والعظمى تسجل 33°    أول تعليق من مستشار رئيس الجمهورية على الوضع الصحي في أسوان    «القابضة لمياه الشرب»: تلوث المياه في مصر «شبه مستحيل»    روسيا تدين الهجوم العسكري الإسرائيلي الواسع على لبنان    وزير الخارجية: رعاية المصريين بالخارج أولوية قصوى لنا    شيرين: حزينة على لبنان أكثر بلد علمتنى الصمود    ميرنا وليد وبناتها يخطفن الأنظار في حفل ختام مهرجان الغردقة (صور)    مبادرة بداية جديدة في شمال سيناء.. إطلاق ملتقى الفتيات للحرف اليدوية ضمن بناء الإنسان    الغرف التجارية: مساهمة القطاع الخاص بالمشروعات الحكومية خطوة نحو الجمهورية الجديدة    مديرية أمن الشرقية تنظم حملة للتبرع بالدم بمشاركة عدد من رجال الشرطة    خبير: الإفراط في استخدام المكملات الغذائية يؤدي لتوقف القلب    وزير العمل: الرئيس يوجهه بمساندة كل عمل عربي مشترك للتنمية وتوفير فرص عمل للشباب    تراجع تدفق النفط الروسي يدفع الأرباح إلى أدنى مستوى لها في ثمانية أشهر    خطوات إجراءات التعاقد على وحدة سكنية من «التنمية الحضرية» (مستند)    ضبط مخزن في طنطا لإعادة تعبئة المبيدات الزراعية منتهية الصلاحية باستخدام علامات تجارية كبرى    شريف الكيلاني نائب وزير المالية للسياسات الضريبية يلتقى بجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر    لا تهاون بشأنها.. وزير الخارجية: قضية المياه وجودية لمصر وترتبط مباشرة بالأمن القومي    وزير الدفاع يشهد تنفيذ المرحلة الرئيسية لمشروع مراكز القيادة الاستراتيجي التعبوي التخصصي    ضغوط من اتحاد الكرة لإضافة مدرب مصري لجهاز ميكالي.. مدحت شلبي يكشف التفاصيل    ضغوطات وتحديات في العمل.. توقعات برج الحمل في الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر 2024    بحث علمي وتعليم وتبادل طلابي.. تفاصيل لقاء رئيس جامعة القاهرة وفدَ جامعة جوان دونج الصينية    شوبير يعلق على قائمة الأهلي للسوبر الأفريقي: لا صحة لوجود حارسين فقط    وزير الخارجية: لا يمكن الحديث عن تنمية اقتصادية واجتماعية دون أمن واستقرار    العراق يمنح سمات الدخول إلى اللبنانيين الواصلين إلى المنافذ الحدودية    انتخابات أمريكا 2024.. هاريس تخطط لزيارة حدود أريزونا لمعالجة مشكلة الهجرة    رئيس شركة المياه بالإسكندرية يتفقد يتابع أعمال الإحلال والتجديد استعدادا لموسم الشتاء    الصحة تعلن حصول 3 مستشفيات على شهادة اعتماد الجودة من GAHAR    التعليم: تشكيل لجنة لإعادة النظر في الإجازات غير الوجوبية والإعارات    بالصور.. حريق هائل يلتهم ديكور فيلم إلهام شاهين بمدينة الإنتاج الإعلامي    وكيل تعليم مطروح: تفعيل استخدام المعامل وانضباط العملية التعليمية بالمدارس    استبعاد لاعبين نهائيًا.. قائمة الأهلي المسافرة للسعودية لمواجهة الزمالك في السوبر    ما حكم الخطأ في قراءة القرآن أثناء الصلاة؟.. «اعرف الرأي الشرعي»    بالفيديو.. أسامة قابيل للطلاب: العلم عبادة فاخلصوا النية فيه    «فرص لوظائف عالمية».. وزير التعليم العالي يهنئ «النيل للهندسة بالمنصورة» لاعتماده من «ABET» الأمريكية    الإفتاء: الإسلام حرم نشر الشائعات وترويجها وتوعد فاعل ذلك بالعقاب الأليم    أبو الغيط يوقع مذكرة تفاهم الجامعة العربية ومنظمة التعاون الرقمى بنيويورك    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 24-9-2024 في محافظة قنا    غدا.. افتتاح معرض نقابة الصحفيين للكتاب    مريم الجندي: «كنت عايزة أثبت نفسي بعيدًا عن شقيقي واشتغل معاه لما تيجي فرصة»    أضف إلى معلوماتك الدينية| دار الإفتاء توضح كيفية إحسان الصلاة على النبي    جيش الاحتلال الإسرائيلي: صفارات الإنذار تدوى جنوب وشرق حيفا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السيسي: المصريون أزالوا حكم الفرد في 25 يناير
خلال كلمتة بمؤتمر دافوس..
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 22 - 01 - 2015

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، ضرورة تضافر الجهود للقضاء على آفة الإرهاب أينما وجدت، من خلال التعاون الشامل، والتصدي له بالتعامل الواعي.
وأضاف - في كلمته بالمنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس" الخميس 22 يناير- أنه لا ينبغي أن يؤخذ الإسلام السمح بقيمه السامية بحفنة من المجرمين القتلة، وعلينا كمسلمين أن نصلح من أنفسنا ونراجع ذاتنا لكي لا نسمح لقلة بتشويه تاريخنا والإساءة لحاضرنا وتهديد مستقبلنا، بناء على فهم خاطئ وتفسير قاصر، وعلينا كعالم متحضر القضاء على ما يمثله الإرهاب من تهديد، والتحلي بالاحترام والتقدير المتبادل لتنوع معتقداتنا ومقداستنا".
وفيما يلي نص كلمة الرئيس السيسي:
بروفيسور كلاوس شواب، أصحاب السمو والمعالي، السيدات والسادة..
أود في البداية أن أعرب عن شكري للبروفيسور شواب، لما تُمَثله دعوته للحديث إليكم من تقدير لمصر وللمصريين.. فلكم أعتز بالانتماء إلى بلد ساهم عبر التاريخ في بناء الحضارة الإنسانية، ولايزال يواصل العطاء للبشرية بفضل ما منحه الخالق من هبات، في مقدمتها شعب مصر الذي لا تزيده المصاعب إلا عزماً وتصميماً على اجتيازها، ولا تمنعه التحديات الجسيمة عن خوض غمارها، والخروج منها مُكللاً بالنصر ومتواضعاً في فخر.
السيدات والسادة، إن الصعاب والتحديات التي أشير إليها ليست مجازية أو من قبيل المبالغة، لكنها حاضرة وضاغطة على كاهل الشعب المصري الذي يواجهها بكل شجاعة.. بل أزيد أنها لم ولن تمنعه يوماً من أن يطمح في ذات الوقت إلى مستقبل أفضل، لذاته ولأمته العربية وللعالم ككل.
فالتاريخ القريب يشهد على قدرة وحكمة ووعى شعب مصر الذي أزال حكم الفرد عندما تجاوز الشرعية، ولم يتردد في نزع الشرعية ذاتها عمن أرادوا أن يستأثروا بها وأن يسخروها لتطويع الهوية المصرية، وللانحراف بها عن سماتها التاريخية من تنوع وإبداع وانفتاح على العالم.
ولابد لي هنا من الإشارة إلى ضرورة التعويل على وعي الشعوب والإنصات لصوتها.. فتلك الملايين التي فاجأت العالم في ميادين فرنسا بالأمس القريب إنما هى امتدادٌ للملايين التي فاضت بها ساحات مصر منذ عام ونصف تقريباً.
إن المعركة واحدة ونفس الإرهاب يحاربنا لفرض رؤيته، لأنه يرى فينا جميعاً نقيضه دون تفرقة على أساس العرق أو الديانة..فالدماء التي يريقها الإرهابيون في مصر والعراق وسوريا وليبيا وفى نيجيريا ومالي وكندا وفرنسا ولبنان لها كلها نفس اللون..ومن ثم، فلابد أن تتضافر جهودنا جميعاً للقضاء على تلك الآفة أينما وجدت، من خلال التعامل الشامل مع كافة مكوناتها ولو اختلفت مسمياتها، وأن نتصدى لها بالتعامل الواعي مع الاعتبارات السياسية التي أفردت لها مساحة للنفاذ إلى مجتمعاتنا بالإضافة إلى تعاوننا فكرياً وثقافياً وأمنياً، فضلاً عن تكثيف تبادل المعلومات بيننا، وحرمان المنظمات الإرهابية من استغلال أدوات التواصل الاجتماعي وشبكة المعلومات لنشر دعوات الكراهية ولاستقطاب البعض بدعاوى دينية مغلوطة تستغل حسن النوايا وبعض العناصر المحبطة.
وإذ أؤكد، وبكل حسم، على أنه لا ينبغي أن يؤخذ الإسلام السمح بقيمه السامية وأكثر من مليار مسلم بحفنة من المجرمين القتلة، فإنه يتعين علينا أيضاً كمسلمين أن نُصلح من أنفسنا، وأن نُراجع ذاتنا، لكي لا نسمح لقلة بتشويه تاريخنا وبالإساءة إلى حاضرنا وتهديد مستقبلنا بناءً على فهمٍ خاطئ وانطلاقاً من تفسيرٍ قاصر.. كما أن علينا كعالم متحضر، وبنفس قدر تطابق رؤية شعوبنا لمصلحتها في القضاء على ما يمثله الإرهاب من تهديد، أن نتحلى بالاحترام والتقدير المتبادل لتنوع معتقداتنا ومقدساتنا، وأن نترفع عن الانزلاق نحو التشاحن والإيذاء الذى يستغله المغرضون للترويج لأهدافهم الشريرة وللإيحاء بوجود فجوة وصراع حتمي فيما بيننا.
السيدات والسادة، لا تقتصر المصاعب والتحديات التي نواجهها في مصر على الإرهاب، ولن تثنينا معركتنا معه عن تحقيق طموحاتنا الأساسية التي ثار من أجلها المصريون.. فبناء مؤسسات الدولة المدنية الحديثة سوف يستمر.. وبعد إنجاز الدستور وإقراره ثم إجراء الانتخابات الرئاسية، سيستكمل الشعب المصري مراحل خريطة المستقبل باختيار ممثليه في مجلس النواب، والذي نتطلع جميعاً إلى دوره المنتظر في وضع تشريعات وقوانين تترجم العقد الاجتماعي الذي تضمنه الدستور، بما يضمن حصول الأفراد على حقوقهم وأدائهم لواجباتهم، ويوازن بين احترام حرياتهم وبين المسئولية التي يتحملونها في ظل سيادة القانون وتساوي الجميع أمامه بغض النظر عن الجنس أو العقيدة..كما نتطلع أيضاً إلى ممارسة نواب الشعب المصري لدورهم في الرقابة والتشريع على اختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم السياسية، التي يُعبر تباين الأفكار فيما بينها عن التنافس من أجل الوطن وليس الاختلاف على الوطن.
كما يتواكب مع كل ذلك عمل جاد ومتواصل لاستيفاء متطلبات ثورتي مصر، في إطار رؤية تنموية شاملة للتحديث الاقتصادي والاجتماعي تهدف إلى الانطلاق نحو آفاق رحبة، تؤمن حصول المصريين على حقوقهم في العمل وفى الحياة الكريمة، من خلال استغلال الإمكانيات الهائلة للاقتصاد المصري بثرواته المتعددة، وعلى رأسها الثروة البشرية وطاقات شبابه الذين يمثلون ما يقرب من ثلثي عدد السكان. ويتطلب تنفيذ تلك الرؤية دعم دور القطاع الخاص وتشجيع وجذب الاستثمار وتذليل العقبات حتى ينهض القطاع الخاص بدوره كقاطرة للتنمية في سياق من المسئولية الاجتماعية، مع قيام الدولة ومؤسساتها، بضبط المناخ وتهيئته للتنمية الشاملة والمستدامة، وأداء مهامها التنظيمية والرقابية على مستوى السياسات والتشريعات، مع تعزيز فرص المشاركة بين القطاعين العام والخاص في المشروعات التنموية، وضمان الحماية للفئات الأكثر احتياجاً.
السيدات والسادة، لقد انطلقت جهودنا لتحقيق تلك الرؤية من تعزيز الثقة في الأداء الاقتصادي المصري وفي قدرة الحكومة والتزامها بتطبيق سياسات وبرامج تهدف إلى تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، واستمرارها في التصدي للمشاكل الهيكلية التي طالما عانى منها الاقتصاد، وهى الجهود التي ترتكز على المحاور الرئيسية الآتية:
الأول: تحقيق سياسة مالية ونقدية رشيدة من خلال خفض عبء عجز الموازنة العامة واتخاذ خطوات جريئة لخفض الدعم المقدم لقطاع الطاقة تدريجياً لحماية محدودي الدخل والفئات الأكثر احتياجاً، وتحسين أداء النظام الضريبي، وخفض نسبة عجز الموازنة والدين العام إلى إجمالي الناتج المحلى..وبالتوازي مع ذلك، يتم إتباع سياسة نقدية تلتزم بتخفيض معدلات التضخم.
الثاني: معالجة كافة العقبات التي طالما أعاقت استثمارات القطاع الخاص، وتسوية النزاعات القائمة بين الدولة والمستثمرين المحليين والأجانب، فضلاً عن طرح قوانين تضمن فرصاً متكافئة لجميع المستثمرين وتُعزز الشفافية والعدالة وتطبيق القانون لاسيما فيما يتعلق بالمنافسة والتمويل الصغير، وإعداد قانون الاستثمار الموحد وتبسيط الإجراءات من خلال تطبيق نظام الشباك الواحد، وهى عملية مستمرة تهدف لإرساء بيئة استثمارية جاذبة ومتميزة تسهم في التنمية الشاملة للارتقاء بمعدل النمو إلى 7% وخفض معدل البطالة إلى 10% بحلول عام 2020.
الثالث: التعامل مع الآثار الاقتصادية والاجتماعية السلبية الناتجة عن سياسات الإصلاح الاقتصادي من خلال العمل على تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة والعدالة الاجتماعية. ولتحقيق ذلك، نسعى لتوفير مزيد من فرص العمل، باعتبارها حقاً لا ينبغي التغاضي عنه، من خلال التوسع في المشروعات الصغيرة والمتوسطة مع توجيه اهتمام خاص للشباب والمرأة، وزيادة المخصصات المالية لقطاعي الصحة والتعليم والبحث العلمي لتصل إلى 10? من الناتج المحلي.
الرابع: تحسين وتطوير البنية الأساسية في قطاعات النقل والمواصلات من خلال توفير المزيد من المخصصات للاستثمار في هذه المجالات، على أن يتم تمويل شق منها عن طريق الموازنة العامة للدولة، وشق آخر من خلال التعاون مع شركاء التنمية وحث الصناديق السيادية على الاستثمار فيها، بالإضافة إلى تطوير آليات المشاركة بين القطاعين العام والخاص لتخفيف عبء تمويل مشروعات البنية الأساسية وتحقيق المشاركة المجتمعية في بناء مصر المستقبل.
الخامس: تحقيق الإصلاح المؤسسي من خلال تعديل القوانين المنظمة للعلاقة بين الحكومة والقطاع الخاص، وقوانين مكافحة الفساد، وإعادة هيكلة نظام المعاشات.
السيدات والسادة : على المستوى العملي، لابد من التطرق إلى المشروعات القومية الطموحة التي توفر فرصاً واعدة للمستثمرين ومن أمثلتها مشروع تطوير وازدواج المجرى الملاحي لقناة السويس ولاسيما مرحلته الثانية التي تقوم على تطوير محور القناة وفتح باب الاستثمارات للخدمات اللوجستية والصناعية على جانبي القناة والتي تنطوي على إمكانات عديدة للقطاع الخاص للاستثمار، استفادة من موقع مصر الإستراتيجي كنقطة ارتكاز بين إفريقيا وأوروبا وآسيا.
فضلاً عن ذلك، فقد بدأت المرحلة الأولى من مشروع استصلاح نحو مليون فدان وتجهيزها للزراعة، وصدر قانون الثروة المعدنية الذي بث روحاً جديدة في قطاع التعدين، عزز منه التقدم الملموس في سداد متأخرات الشركاء الأجانب وصاحب ذلك كله تعديل أسعار الوقود مما يحفز عمليات البحث والتنقيب عن الغاز والبترول، الأمر الذي بدا جلياً في إعلان شركات كبرى عن خطط تهدف إلى الاستثمار بقطاع الغاز والنفط رغم الهبوط الحاد الذي تشهده أسعار النفط في الأسواق العالمية.
ولا يخفى عليكم أن التنوع الذي يميز الاقتصاد المصري يضمن التفاعل المثمر مع تطلعات كافة المستثمرين على مستوى المشروعات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة على السواء وفى مختلف القطاعات كالزراعة والصناعة والخدمات. ومن هنا، يسعدني أن أوجه الدعوة إلى كافة الشركاء الباحثين عن فرص جدية للاستثمار للمشاركة في مؤتمر "دعم وتنمية الاقتصاد المصري: مصر المستقبل" في الفترة من 13-15 مارس القادم بشرم الشيخ، وذلك للتعرف على المشروعات المتاحة والمزايا التي توفرها بيئة الاستثمار في مصر، فضلاً عن فرص التعاون للاستفادة من الخبرات والتكنولوجيا لتحديث قطاعات مثل الغزل والمنسوجات والصناعات الهندسية والإنشاءات ومواد البناء.
السيدات والسادة : تؤكد مصر على حرصها على الانفتاح على العالم، والمساهمة في إيجاد حلول للتحديات المشتركة التي تواجهنا جميعاً، كما تحرص على تنفيذ التزاماتها التعاقدية والاتفاقيات التي انضمت إليها، والاستمرار في التعاون المثمر وتوسيع قاعدة علاقاتها الاقتصادية مع كافة الشركاء الدوليين. إن هذا الحرص ينبع من إدراك حقيقي بأنه لا يمكن لأي طرف أن يحقق أهدافه الوطنية في عزلة عن العالم. إنما في المقابل، على العالم بدوره التكاتف لتهيئة الظروف المناسبة التي تكفل لكل الأطراف الاستفادة الحقيقية من الاندماج في الاقتصاد العالمي.
فلا شك أن الحوار في عالم اليوم حول سبل تحقيق التنمية المستدامة، خاصة ونحن بصدد تقييم استحقاق الأهداف الإنمائية للألفية، وصياغة أهداف جديدة للتنمية لما بعد 2015، وكذلك وضع أسس جديدة لمواجهة تحديات تغير المناخ، لابد أن يتطرق إلى المعطيات الدولية التي نعمل في إطارها.. فرغم أن العولمة قد حققت مكاسب للكثيرين، إلا أنها تثير أيضاً مشاغل عديدة جراء تأثيراتها على النسبة الكبرى من سكان العالم الذين لا يتمتعون بحماية اجتماعية، وخاصة في القارة الأفريقية، فضلاً عن الفجوة الكبيرة والمتزايدة بين الدول المتقدمة والدول النامية، خاصة فيما يتعلق بزيادة معدلات الفقر والفجوة التكنولوجية، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات البطالة في الدول النامية.
في ذات الوقت، فإن مصر الجديدة على وعى كامل بأنه بقدر حاجتها للانفتاح على العالم لتحقيق طموحات شعبها، فإنها تعي أيضاً حاجة محيطها المباشر العربي والإفريقي والأوسع دولياً إلى إسهامها لتدعيم الاستقرار وإلى التعامل مع التحديات التي تواجهنا جميعاً. إذ طالما كان دور مصر إيجابياً، قائماً على مبادئ راسخة، تتمثل في ميثاق الأمم المتحدة والقانون والشرعية الدولية. ولسوف تظل مصر ساعية لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، الذي يكفل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، بما في ذلك إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، باعتباره السبيل الوحيد لكي تحيا كل شعوب المنطقة بما فيها الشعب الإسرائيلي في أمن وسلام.
كما سنواصل السعي لحماية شعوب سوريا وليبيا والعراق واليمن من الدمار، واستمرار إزهاق أرواح الأبرياء، من خلال حلول سياسية تضمن سلامة ووحدة أراضى تلك الدول، وتحترم إرادة شعوبها العريقة، والتي تشكل مكوناً لا غنى عنه في منظومة الأمن القومي العربي التي تمثل حلقة هامة في تحقيق الاستقرار والسلام في العالم.. كما نستمر في الإسهام بكل قوة في قضايا القارة الأفريقية ونعمل على إطلاق قدراتها التنموية انطلاقاً من وحدة الانتماء والمصير.
السيدات والسادة : كانت تلك هى ملامح السبيل الذي تنتهجه مصر بالعمل الدءوب وبالفكر المستنير، تقودنا إرادة ثابتة ورغبة صادقة وإيمان حقيقى، تنبع كلها من إدراكنا للمسئولية التاريخية التي نحملها ولموقعنا الفريد ولدورنا الرائد فى إقليمنا وفى ما وراءه، ومن وعينا بضرورة التعاون الدولي مع تعدد التحديات وتشابكها، في ظل انكماش أطراف عالمنا وتقاربها كلما ازداد رصيده من المعرفة والإبداع العلمي.
وسنمضي على ذلك السبيل من أجل التغلب على الصعاب والارتقاء إلى مستوى التحديات التي نواجهها، ولترسيخ الثقة في قوة اقتصادنا وسلامة السياسات الحاكمة له، ولتحقيق الاستدامة والإنتاجية، بما يكفل عوائد متميزة للتنمية، تتجاوب مع تطلعات المصريين، وتفي بحقهم الأصيل في حياة كريمة ومنتجة. وإنني على يقين من أن جسور الثقة التي سوف نشيدها سوياً ستسهم في تحقيق آمالنا في حاضر أفضل ومستقبل أكثر رخاءً وازدهاراً لمصر ولكم جميعاً.
ورد "السيسى" على بعض الأسئلة عقب كلمته قائلا:"نحن نبذل جهد كبير في الإعداد للشباب، لكي يكون هناك فرص عمل من أجل تجهيزهم في مراكز تدريب فني، واللي عايز أقوله لشباب مصر، أننا مهتمين جدا بكم، وحريصين جدا عليكم، وعايزين نوفر لكم فرص عمل، لأنهم كانوا مهمشين طوال السنوات الماضية".
وأضاف:"علينا أن نتوقف وتنقية خطابنا الديني من الأفكار المغلوطة التي أدت إلى التطرف، ونحن محتاجين كلنا، فليس حد مننا سيمتلك الحقيقة الكاملة، أو أن القيم التي عنده بها درجة تميز، فنحن محتاجين كلنا أن يتوقف العالم، ويراجع الكثير من النقاط التي ممكن أن تكون تستفز مشاعر الآخرين، حتى نقيم بيئة إنسانية راقية، نحترم من خلالها ثقافات بعضنا".
وتابع:"الجماعة الوطنية في مصر وضعت خارطة طريق، وتم انجاز الدستور والانتخابات بنجاح، ولم يتبقى إلا البرلمان لكي يقوم بدوره التشريعي ومراجعة القوانين المصرية".
وقال:"جادون جدا في إقامة حياة ديمقراطية حقيقية يشارك فيها كل المصريين، ونسعى لتهيئة مناخ اقتصادي في ظل دولة كاملة المؤسسات"، مضيفا:"إذا حدث أن حققنا سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، سيكون هناك واقع جديد في منطقة الشرق الأوسط، فالسنين أكدت عبقرية فكرة الرئيس الراحل أنور السادات، في إقامة سلام مع إسرائيل، وهذا ما أريد البناء عليه، ونحن بذلنا جهود كبير من أجل وقف إطلاق النار بين إسرائيل وغزة، ومصر ستظل تبذل جهودها في إقامة سلام حقيقي ودولة فلسطينية عاصمتها القدس، وستقطع الكثير من الإرهاب في المنطقة".
واختتم "السيسي"، كلمته بالتأكيد أن القائد الحقيقي هو الشعب المصري، مطالبا الحضور بتوجيه تحية للشعب قائلا:"تحيا مصر".
ومن بين المشاركين في المنتدى، المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء الايطالي، ماتيو رنزي، ورئيس الوزراء الصيني، لي كيه كيانغ، ووزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، ورئيس وزراء العراق، حيدر العبادي.
وشهدت شوارع "دافوس"، حملة ترويجية تحت عنوان "استثمار في مصر المستقبل"، لدعوة المستثمرين إلى الاستثمار فى مصر، وانتشرت حملة إعلامية على مبان شارعي بروميندى وتالستراسى، وهما الشارعان الرئيسيان في "دافوس"، وتم توزيع دعاية للمؤتمر الاقتصادي المزمع عقده في مارس المقبل بمدينة شرم الشيخ.
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، ضرورة تضافر الجهود للقضاء على آفة الإرهاب أينما وجدت، من خلال التعاون الشامل، والتصدي له بالتعامل الواعي.
وأضاف - في كلمته بالمنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس" الخميس 22 يناير- أنه لا ينبغي أن يؤخذ الإسلام السمح بقيمه السامية بحفنة من المجرمين القتلة، وعلينا كمسلمين أن نصلح من أنفسنا ونراجع ذاتنا لكي لا نسمح لقلة بتشويه تاريخنا والإساءة لحاضرنا وتهديد مستقبلنا، بناء على فهم خاطئ وتفسير قاصر، وعلينا كعالم متحضر القضاء على ما يمثله الإرهاب من تهديد، والتحلي بالاحترام والتقدير المتبادل لتنوع معتقداتنا ومقداستنا".
وفيما يلي نص كلمة الرئيس السيسي:
بروفيسور كلاوس شواب، أصحاب السمو والمعالي، السيدات والسادة..
أود في البداية أن أعرب عن شكري للبروفيسور شواب، لما تُمَثله دعوته للحديث إليكم من تقدير لمصر وللمصريين.. فلكم أعتز بالانتماء إلى بلد ساهم عبر التاريخ في بناء الحضارة الإنسانية، ولايزال يواصل العطاء للبشرية بفضل ما منحه الخالق من هبات، في مقدمتها شعب مصر الذي لا تزيده المصاعب إلا عزماً وتصميماً على اجتيازها، ولا تمنعه التحديات الجسيمة عن خوض غمارها، والخروج منها مُكللاً بالنصر ومتواضعاً في فخر.
السيدات والسادة، إن الصعاب والتحديات التي أشير إليها ليست مجازية أو من قبيل المبالغة، لكنها حاضرة وضاغطة على كاهل الشعب المصري الذي يواجهها بكل شجاعة.. بل أزيد أنها لم ولن تمنعه يوماً من أن يطمح في ذات الوقت إلى مستقبل أفضل، لذاته ولأمته العربية وللعالم ككل.
فالتاريخ القريب يشهد على قدرة وحكمة ووعى شعب مصر الذي أزال حكم الفرد عندما تجاوز الشرعية، ولم يتردد في نزع الشرعية ذاتها عمن أرادوا أن يستأثروا بها وأن يسخروها لتطويع الهوية المصرية، وللانحراف بها عن سماتها التاريخية من تنوع وإبداع وانفتاح على العالم.
ولابد لي هنا من الإشارة إلى ضرورة التعويل على وعي الشعوب والإنصات لصوتها.. فتلك الملايين التي فاجأت العالم في ميادين فرنسا بالأمس القريب إنما هى امتدادٌ للملايين التي فاضت بها ساحات مصر منذ عام ونصف تقريباً.
إن المعركة واحدة ونفس الإرهاب يحاربنا لفرض رؤيته، لأنه يرى فينا جميعاً نقيضه دون تفرقة على أساس العرق أو الديانة..فالدماء التي يريقها الإرهابيون في مصر والعراق وسوريا وليبيا وفى نيجيريا ومالي وكندا وفرنسا ولبنان لها كلها نفس اللون..ومن ثم، فلابد أن تتضافر جهودنا جميعاً للقضاء على تلك الآفة أينما وجدت، من خلال التعامل الشامل مع كافة مكوناتها ولو اختلفت مسمياتها، وأن نتصدى لها بالتعامل الواعي مع الاعتبارات السياسية التي أفردت لها مساحة للنفاذ إلى مجتمعاتنا بالإضافة إلى تعاوننا فكرياً وثقافياً وأمنياً، فضلاً عن تكثيف تبادل المعلومات بيننا، وحرمان المنظمات الإرهابية من استغلال أدوات التواصل الاجتماعي وشبكة المعلومات لنشر دعوات الكراهية ولاستقطاب البعض بدعاوى دينية مغلوطة تستغل حسن النوايا وبعض العناصر المحبطة.
وإذ أؤكد، وبكل حسم، على أنه لا ينبغي أن يؤخذ الإسلام السمح بقيمه السامية وأكثر من مليار مسلم بحفنة من المجرمين القتلة، فإنه يتعين علينا أيضاً كمسلمين أن نُصلح من أنفسنا، وأن نُراجع ذاتنا، لكي لا نسمح لقلة بتشويه تاريخنا وبالإساءة إلى حاضرنا وتهديد مستقبلنا بناءً على فهمٍ خاطئ وانطلاقاً من تفسيرٍ قاصر.. كما أن علينا كعالم متحضر، وبنفس قدر تطابق رؤية شعوبنا لمصلحتها في القضاء على ما يمثله الإرهاب من تهديد، أن نتحلى بالاحترام والتقدير المتبادل لتنوع معتقداتنا ومقدساتنا، وأن نترفع عن الانزلاق نحو التشاحن والإيذاء الذى يستغله المغرضون للترويج لأهدافهم الشريرة وللإيحاء بوجود فجوة وصراع حتمي فيما بيننا.
السيدات والسادة، لا تقتصر المصاعب والتحديات التي نواجهها في مصر على الإرهاب، ولن تثنينا معركتنا معه عن تحقيق طموحاتنا الأساسية التي ثار من أجلها المصريون.. فبناء مؤسسات الدولة المدنية الحديثة سوف يستمر.. وبعد إنجاز الدستور وإقراره ثم إجراء الانتخابات الرئاسية، سيستكمل الشعب المصري مراحل خريطة المستقبل باختيار ممثليه في مجلس النواب، والذي نتطلع جميعاً إلى دوره المنتظر في وضع تشريعات وقوانين تترجم العقد الاجتماعي الذي تضمنه الدستور، بما يضمن حصول الأفراد على حقوقهم وأدائهم لواجباتهم، ويوازن بين احترام حرياتهم وبين المسئولية التي يتحملونها في ظل سيادة القانون وتساوي الجميع أمامه بغض النظر عن الجنس أو العقيدة..كما نتطلع أيضاً إلى ممارسة نواب الشعب المصري لدورهم في الرقابة والتشريع على اختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم السياسية، التي يُعبر تباين الأفكار فيما بينها عن التنافس من أجل الوطن وليس الاختلاف على الوطن.
كما يتواكب مع كل ذلك عمل جاد ومتواصل لاستيفاء متطلبات ثورتي مصر، في إطار رؤية تنموية شاملة للتحديث الاقتصادي والاجتماعي تهدف إلى الانطلاق نحو آفاق رحبة، تؤمن حصول المصريين على حقوقهم في العمل وفى الحياة الكريمة، من خلال استغلال الإمكانيات الهائلة للاقتصاد المصري بثرواته المتعددة، وعلى رأسها الثروة البشرية وطاقات شبابه الذين يمثلون ما يقرب من ثلثي عدد السكان. ويتطلب تنفيذ تلك الرؤية دعم دور القطاع الخاص وتشجيع وجذب الاستثمار وتذليل العقبات حتى ينهض القطاع الخاص بدوره كقاطرة للتنمية في سياق من المسئولية الاجتماعية، مع قيام الدولة ومؤسساتها، بضبط المناخ وتهيئته للتنمية الشاملة والمستدامة، وأداء مهامها التنظيمية والرقابية على مستوى السياسات والتشريعات، مع تعزيز فرص المشاركة بين القطاعين العام والخاص في المشروعات التنموية، وضمان الحماية للفئات الأكثر احتياجاً.
السيدات والسادة، لقد انطلقت جهودنا لتحقيق تلك الرؤية من تعزيز الثقة في الأداء الاقتصادي المصري وفي قدرة الحكومة والتزامها بتطبيق سياسات وبرامج تهدف إلى تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، واستمرارها في التصدي للمشاكل الهيكلية التي طالما عانى منها الاقتصاد، وهى الجهود التي ترتكز على المحاور الرئيسية الآتية:
الأول: تحقيق سياسة مالية ونقدية رشيدة من خلال خفض عبء عجز الموازنة العامة واتخاذ خطوات جريئة لخفض الدعم المقدم لقطاع الطاقة تدريجياً لحماية محدودي الدخل والفئات الأكثر احتياجاً، وتحسين أداء النظام الضريبي، وخفض نسبة عجز الموازنة والدين العام إلى إجمالي الناتج المحلى..وبالتوازي مع ذلك، يتم إتباع سياسة نقدية تلتزم بتخفيض معدلات التضخم.
الثاني: معالجة كافة العقبات التي طالما أعاقت استثمارات القطاع الخاص، وتسوية النزاعات القائمة بين الدولة والمستثمرين المحليين والأجانب، فضلاً عن طرح قوانين تضمن فرصاً متكافئة لجميع المستثمرين وتُعزز الشفافية والعدالة وتطبيق القانون لاسيما فيما يتعلق بالمنافسة والتمويل الصغير، وإعداد قانون الاستثمار الموحد وتبسيط الإجراءات من خلال تطبيق نظام الشباك الواحد، وهى عملية مستمرة تهدف لإرساء بيئة استثمارية جاذبة ومتميزة تسهم في التنمية الشاملة للارتقاء بمعدل النمو إلى 7% وخفض معدل البطالة إلى 10% بحلول عام 2020.
الثالث: التعامل مع الآثار الاقتصادية والاجتماعية السلبية الناتجة عن سياسات الإصلاح الاقتصادي من خلال العمل على تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة والعدالة الاجتماعية. ولتحقيق ذلك، نسعى لتوفير مزيد من فرص العمل، باعتبارها حقاً لا ينبغي التغاضي عنه، من خلال التوسع في المشروعات الصغيرة والمتوسطة مع توجيه اهتمام خاص للشباب والمرأة، وزيادة المخصصات المالية لقطاعي الصحة والتعليم والبحث العلمي لتصل إلى 10? من الناتج المحلي.
الرابع: تحسين وتطوير البنية الأساسية في قطاعات النقل والمواصلات من خلال توفير المزيد من المخصصات للاستثمار في هذه المجالات، على أن يتم تمويل شق منها عن طريق الموازنة العامة للدولة، وشق آخر من خلال التعاون مع شركاء التنمية وحث الصناديق السيادية على الاستثمار فيها، بالإضافة إلى تطوير آليات المشاركة بين القطاعين العام والخاص لتخفيف عبء تمويل مشروعات البنية الأساسية وتحقيق المشاركة المجتمعية في بناء مصر المستقبل.
الخامس: تحقيق الإصلاح المؤسسي من خلال تعديل القوانين المنظمة للعلاقة بين الحكومة والقطاع الخاص، وقوانين مكافحة الفساد، وإعادة هيكلة نظام المعاشات.
السيدات والسادة : على المستوى العملي، لابد من التطرق إلى المشروعات القومية الطموحة التي توفر فرصاً واعدة للمستثمرين ومن أمثلتها مشروع تطوير وازدواج المجرى الملاحي لقناة السويس ولاسيما مرحلته الثانية التي تقوم على تطوير محور القناة وفتح باب الاستثمارات للخدمات اللوجستية والصناعية على جانبي القناة والتي تنطوي على إمكانات عديدة للقطاع الخاص للاستثمار، استفادة من موقع مصر الإستراتيجي كنقطة ارتكاز بين إفريقيا وأوروبا وآسيا.
فضلاً عن ذلك، فقد بدأت المرحلة الأولى من مشروع استصلاح نحو مليون فدان وتجهيزها للزراعة، وصدر قانون الثروة المعدنية الذي بث روحاً جديدة في قطاع التعدين، عزز منه التقدم الملموس في سداد متأخرات الشركاء الأجانب وصاحب ذلك كله تعديل أسعار الوقود مما يحفز عمليات البحث والتنقيب عن الغاز والبترول، الأمر الذي بدا جلياً في إعلان شركات كبرى عن خطط تهدف إلى الاستثمار بقطاع الغاز والنفط رغم الهبوط الحاد الذي تشهده أسعار النفط في الأسواق العالمية.
ولا يخفى عليكم أن التنوع الذي يميز الاقتصاد المصري يضمن التفاعل المثمر مع تطلعات كافة المستثمرين على مستوى المشروعات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة على السواء وفى مختلف القطاعات كالزراعة والصناعة والخدمات. ومن هنا، يسعدني أن أوجه الدعوة إلى كافة الشركاء الباحثين عن فرص جدية للاستثمار للمشاركة في مؤتمر "دعم وتنمية الاقتصاد المصري: مصر المستقبل" في الفترة من 13-15 مارس القادم بشرم الشيخ، وذلك للتعرف على المشروعات المتاحة والمزايا التي توفرها بيئة الاستثمار في مصر، فضلاً عن فرص التعاون للاستفادة من الخبرات والتكنولوجيا لتحديث قطاعات مثل الغزل والمنسوجات والصناعات الهندسية والإنشاءات ومواد البناء.
السيدات والسادة : تؤكد مصر على حرصها على الانفتاح على العالم، والمساهمة في إيجاد حلول للتحديات المشتركة التي تواجهنا جميعاً، كما تحرص على تنفيذ التزاماتها التعاقدية والاتفاقيات التي انضمت إليها، والاستمرار في التعاون المثمر وتوسيع قاعدة علاقاتها الاقتصادية مع كافة الشركاء الدوليين. إن هذا الحرص ينبع من إدراك حقيقي بأنه لا يمكن لأي طرف أن يحقق أهدافه الوطنية في عزلة عن العالم. إنما في المقابل، على العالم بدوره التكاتف لتهيئة الظروف المناسبة التي تكفل لكل الأطراف الاستفادة الحقيقية من الاندماج في الاقتصاد العالمي.
فلا شك أن الحوار في عالم اليوم حول سبل تحقيق التنمية المستدامة، خاصة ونحن بصدد تقييم استحقاق الأهداف الإنمائية للألفية، وصياغة أهداف جديدة للتنمية لما بعد 2015، وكذلك وضع أسس جديدة لمواجهة تحديات تغير المناخ، لابد أن يتطرق إلى المعطيات الدولية التي نعمل في إطارها.. فرغم أن العولمة قد حققت مكاسب للكثيرين، إلا أنها تثير أيضاً مشاغل عديدة جراء تأثيراتها على النسبة الكبرى من سكان العالم الذين لا يتمتعون بحماية اجتماعية، وخاصة في القارة الأفريقية، فضلاً عن الفجوة الكبيرة والمتزايدة بين الدول المتقدمة والدول النامية، خاصة فيما يتعلق بزيادة معدلات الفقر والفجوة التكنولوجية، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات البطالة في الدول النامية.
في ذات الوقت، فإن مصر الجديدة على وعى كامل بأنه بقدر حاجتها للانفتاح على العالم لتحقيق طموحات شعبها، فإنها تعي أيضاً حاجة محيطها المباشر العربي والإفريقي والأوسع دولياً إلى إسهامها لتدعيم الاستقرار وإلى التعامل مع التحديات التي تواجهنا جميعاً. إذ طالما كان دور مصر إيجابياً، قائماً على مبادئ راسخة، تتمثل في ميثاق الأمم المتحدة والقانون والشرعية الدولية. ولسوف تظل مصر ساعية لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، الذي يكفل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، بما في ذلك إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، باعتباره السبيل الوحيد لكي تحيا كل شعوب المنطقة بما فيها الشعب الإسرائيلي في أمن وسلام.
كما سنواصل السعي لحماية شعوب سوريا وليبيا والعراق واليمن من الدمار، واستمرار إزهاق أرواح الأبرياء، من خلال حلول سياسية تضمن سلامة ووحدة أراضى تلك الدول، وتحترم إرادة شعوبها العريقة، والتي تشكل مكوناً لا غنى عنه في منظومة الأمن القومي العربي التي تمثل حلقة هامة في تحقيق الاستقرار والسلام في العالم.. كما نستمر في الإسهام بكل قوة في قضايا القارة الأفريقية ونعمل على إطلاق قدراتها التنموية انطلاقاً من وحدة الانتماء والمصير.
السيدات والسادة : كانت تلك هى ملامح السبيل الذي تنتهجه مصر بالعمل الدءوب وبالفكر المستنير، تقودنا إرادة ثابتة ورغبة صادقة وإيمان حقيقى، تنبع كلها من إدراكنا للمسئولية التاريخية التي نحملها ولموقعنا الفريد ولدورنا الرائد فى إقليمنا وفى ما وراءه، ومن وعينا بضرورة التعاون الدولي مع تعدد التحديات وتشابكها، في ظل انكماش أطراف عالمنا وتقاربها كلما ازداد رصيده من المعرفة والإبداع العلمي.
وسنمضي على ذلك السبيل من أجل التغلب على الصعاب والارتقاء إلى مستوى التحديات التي نواجهها، ولترسيخ الثقة في قوة اقتصادنا وسلامة السياسات الحاكمة له، ولتحقيق الاستدامة والإنتاجية، بما يكفل عوائد متميزة للتنمية، تتجاوب مع تطلعات المصريين، وتفي بحقهم الأصيل في حياة كريمة ومنتجة. وإنني على يقين من أن جسور الثقة التي سوف نشيدها سوياً ستسهم في تحقيق آمالنا في حاضر أفضل ومستقبل أكثر رخاءً وازدهاراً لمصر ولكم جميعاً.
ورد "السيسى" على بعض الأسئلة عقب كلمته قائلا:"نحن نبذل جهد كبير في الإعداد للشباب، لكي يكون هناك فرص عمل من أجل تجهيزهم في مراكز تدريب فني، واللي عايز أقوله لشباب مصر، أننا مهتمين جدا بكم، وحريصين جدا عليكم، وعايزين نوفر لكم فرص عمل، لأنهم كانوا مهمشين طوال السنوات الماضية".
وأضاف:"علينا أن نتوقف وتنقية خطابنا الديني من الأفكار المغلوطة التي أدت إلى التطرف، ونحن محتاجين كلنا، فليس حد مننا سيمتلك الحقيقة الكاملة، أو أن القيم التي عنده بها درجة تميز، فنحن محتاجين كلنا أن يتوقف العالم، ويراجع الكثير من النقاط التي ممكن أن تكون تستفز مشاعر الآخرين، حتى نقيم بيئة إنسانية راقية، نحترم من خلالها ثقافات بعضنا".
وتابع:"الجماعة الوطنية في مصر وضعت خارطة طريق، وتم انجاز الدستور والانتخابات بنجاح، ولم يتبقى إلا البرلمان لكي يقوم بدوره التشريعي ومراجعة القوانين المصرية".
وقال:"جادون جدا في إقامة حياة ديمقراطية حقيقية يشارك فيها كل المصريين، ونسعى لتهيئة مناخ اقتصادي في ظل دولة كاملة المؤسسات"، مضيفا:"إذا حدث أن حققنا سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، سيكون هناك واقع جديد في منطقة الشرق الأوسط، فالسنين أكدت عبقرية فكرة الرئيس الراحل أنور السادات، في إقامة سلام مع إسرائيل، وهذا ما أريد البناء عليه، ونحن بذلنا جهود كبير من أجل وقف إطلاق النار بين إسرائيل وغزة، ومصر ستظل تبذل جهودها في إقامة سلام حقيقي ودولة فلسطينية عاصمتها القدس، وستقطع الكثير من الإرهاب في المنطقة".
واختتم "السيسي"، كلمته بالتأكيد أن القائد الحقيقي هو الشعب المصري، مطالبا الحضور بتوجيه تحية للشعب قائلا:"تحيا مصر".
ومن بين المشاركين في المنتدى، المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء الايطالي، ماتيو رنزي، ورئيس الوزراء الصيني، لي كيه كيانغ، ووزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، ورئيس وزراء العراق، حيدر العبادي.
وشهدت شوارع "دافوس"، حملة ترويجية تحت عنوان "استثمار في مصر المستقبل"، لدعوة المستثمرين إلى الاستثمار فى مصر، وانتشرت حملة إعلامية على مبان شارعي بروميندى وتالستراسى، وهما الشارعان الرئيسيان في "دافوس"، وتم توزيع دعاية للمؤتمر الاقتصادي المزمع عقده في مارس المقبل بمدينة شرم الشيخ.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.