عيار 21 ب3575.. تعرف على أسعار الذهب اليوم الأحد    فخري الفقي: 30% من الدعم العيني يذهب لجيوب غير المستحقين ويزيدهم ثراءً    الظهور الأخير لحسن نصر الله قبل اغتياله (فيديو)    الجيش الإسرائيلي يعلن ضرب مئات الأهداف التابعة لحزب الله في جميع أنحاء لبنان الليلة الماضية    المندوه: ركلة جزاء الأهلي في السوبر الإفريقي «غير صحيحة»    محمد طارق: السوبر المصري هدف الزمالك المقبل..وشيكابالا الأكثر تتويجا بالألقاب    طقس اليوم: حار نهارا معتدل رطب ليلا.. والعظمى بالقاهرة 33    مصر تسترد قطعا أثرية من أمريكا    بحضور السيسي، الداخلية تحتفل بتخريج دفعة من كلية الشرطة، اليوم    إسرائيل تمهد لعمل بري في لبنان، وإيران تطالب بإدانة "العدوان الإرهابي"    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الأحد 29 سبتمبر    أسعار اللحوم والدواجن والخضروات والفواكه اليوم الأحد 29 سبتمبر    قفزة في سعر الكتكوت.. أسعار الفراخ والبيض في الشرقية اليوم الأحد 29 سبتمبر 2024    نشرة ال«توك شو» من «المصري اليوم»: «احترم نفسك أنت في حضرة نادي العظماء».. تعليق ناري من عمرو أديب بعد فوز الزمالك على الأهلي.. أحمد موسى عن مناورات الجيش بالذخيرة الحية: «اللى يفت من حدودنا يموت»    داعية إسلامي يضع حلًا دينيًا للتعامل مع ارتفاع الأسعار (فيديو)    خبير يكشف عن السبب الحقيقي لانتشار تطبيقات المراهنات    كتابة الاسم العلمي للدواء يقلل المشكلات الطبية.. تفاصيل    بعد اعتذارها.. شقيق شيرين عبد الوهاب يرد عليها: «إنتي أمي وتاج رأسي»    نشوي مصطفي تكشف عن مهنتها قبل دخولها المجال الفني    طائرات الاحتلال تشن غارة جوية على مدينة الهرمل شرقي لبنان    مصرع شخص صدمته سيارة نقل في سوهاج    مسؤول أمريكي: إسرائيل على وشك تنفيذ عمليات صغيرة النطاق في لبنان    لصحة أفراد أسرتك، وصفات طبيعية لتعطير البيت    إصابة ناهد السباعي بكدمات وجروح بالغة بسبب «بنات الباشا» (صور)    أصالة ل ريهام عبدالغور: انتي وفيّه بزمن فيه الوفا وين نلاقيه.. ما القصة؟    الجيش الأردني: سقوط صاروخ من نوع غراد في منطقة مفتوحة    أمير عزمي: بنتايك مفاجأة الزمالك..والجمهور كلمة السر في التتويج بالسوبر الإفريقي    المنيا تحتفل باليوم العالمي للسياحة تحت شعار «السياحة والسلام»    ضبط 1100 كرتونة تمر منتهية الصلاحية في حملة تموينية بالبحيرة    أحدث ظهور ل يوسف الشريف في مباراة الأهلي والزمالك (صورة)    "حط التليفون بالحمام".. ضبط عامل في إحدى الكافيهات بطنطا لتصويره السيدات    حكاية أخر الليل.. ماذا جرى مع "عبده الصعيدي" بعد عقيقة ابنته في كعابيش؟    أول تعليق من محمد عواد على احتفالات رامي ربيعة وعمر كمال (فيديو)    سحر مؤمن زكريا يصل إلي النائب العام.. القصة الكاملة من «تُرب البساتين» للأزهر    مصر توجه تحذيرا شديد اللهجة لإثيوبيا بسبب سد النهضة    بالبونبون والأغاني السودانية.. احتفالات صاخبة للسودانيين عقب تحرير الخرطوم (فيديو)    «غرور واستهتار».. تعليق ناري من نجم الأهلي السابق على الهزيمة أمام الزمالك    الصحة اللبنانية: سقوط 1030 شهيدًا و6358 إصابة في العدوان الإسرائيلي منذ 19 سبتمبر    برج السرطان.. حظك اليوم الأحد 29 سبتمبر 2024: عبر عن مشاعرك بصدق    أسعار السيارات هل ستنخفض بالفترة المقبلة..الشعبة تعلن المفاجأة    «التنمية المحلية»: انطلاق الأسبوع التاسع من الخطة التدريبية الجديدة    راعي أبرشية صيدا للموارنة يطمئن على رعيته    ورود وهتافات لزيزو وعمر جابر ومنسي فى استقبال لاعبى الزمالك بالمطار بعد حسم السوبر الأفريقي    لافروف: إسرائيل تريد جر الولايات المتحدة للحرب    "100 يوم صحة" تقدم أكثر من 91 مليون خدمة طبية خلال 58 يومًا    «الداخلية» تطلق وحدات متنقلة لاستخراج جوازات السفر وشهادات التحركات    سيدة فى دعوى خلع: «غشاش وفقد معايير الاحترام والتقاليد التى تربينا عليها»    تعرف على برجك اليوم 2024/9/29.. تعرف على برجك اليوم 2024/9/29.. «الحمل»: لديك استعداد لسماع الرأى الآخر.. و«الدلو»: لا تركز في سلبيات الأمور المالية    ضبط 27 عنصرًا إجراميًا بحوزتهم مخدرات ب12 مليون جنيه    وزير التعليم العالى يتابع أول يوم دراسي بالجامعات    عيار 21 بعد الارتفاع الأخير.. أسعار الذهب اليوم الأحد في مصر تثير دهشة الجميع «بيع وشراء»    قفزة كبيرة في سعر طن الحديد الاستثمارى وعز والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الأحد 29 سبتمبر 2024    «شمال سيناء الأزهرية» تدعو طلابها للمشاركة في مبادرة «تحدي علوم المستقبل» لتعزيز الابتكار التكنولوجي    اتحاد العمال المصريين بإيطاليا يوقع اتفاقية مع الكونفدرالية الإيطالية لتأهيل الشباب المصري    باحثة تحذر من تناول أدوية التنحيف    خبير يكشف عن السبب الحقيقي لانتشار تطبيقات المراهنات    أحمد عمر هاشم: الأزهر حمل لواء الوسطية في مواجهة أصحاب المخالفات    في اليوم العالمي للمُسنِّين.. الإفتاء: الإسلام وضعهم في مكانة خاصة وحثَّ على رعايتهم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انهيار أسعار النفط يزلزل النظام الاقتصادي والسياسي الإقليمي والعالمي
أمريكا تربح .. وإيران تخسر.. وروسيا وفنزويلا على حافة أزمة مالية

أصاب التدهور السريع في أسعار النفط النظام العالمي الاقتصادي والسياسي بهزة شديدة تسببت في تغيير مفاجئ للثروة لصالح الولايات المتحدة.. ودفع ذلك عددا من كبرى الدول المصدرة للنفط – خاصة تلك التي لها "علاقات عدائية" مع الغرب مثل روسيا وإيران وفنزويلا - إلى حافة أزمة مالية.
انخفاض أسعار النفط إلى ما يقرب من 50% منذ يونيو كان له تداعيات سلبية واضحة على الاقتصاد الروسي والرئيس فلادمير بوتين.. وحذر وزير المالية السابق اليكسي كودرين - وهو صديق قديم لبوتين – هذا الاسبوع من "ازمة مالية متفجرة" ودعا الى تحسين العلاقات مع اوروبا والولايات المتحدة.
لكن, التأثيرات المتموجة تتدفق بشكل اوسع نطاقا.. فانهيار الأسعار ربما يكون له تأثير على محادثات ايران بشأن ما اذا كانت ستتوصل الى اتفاق حول برنامجها النووي مع الغرب.. كما يدفع الدول الغنية بالنفط في الشرق الأوسط الى اعادة تقييم دورها في ادارة معروضها من النفط عالميا, وهذا يعزز اقتصاديات كبرى الدول المستهلكة للنفط بشكل ملحوظ لاسيما الولايات المتحدة والصين.
أيضا ربما كان انهيار اسعار النفط عنصرا اخيرا ساهم في قرار كوبا بالتصديق على التقارب مع واشنطن.
في تقرير مطول شارك فيه مراسلوها في بروكسيل ولندن وبكين والقاهرة وكراكاس وطهران وريو دي جانيرو رصدت صحيفة "نيويورك تايمز" وحللت تداعيات انهيار اسعار النفط على السياسة والاقتصاد العالمي.
بعد الانحدار الشديد في سعر برميل النفط الى اقل من 60 دولارا لكل برميل من نحو 115 دولارا لكل برميل في يونيو, استقرت اسعار النفط عند مستوى منخفض هذا الأسبوع.. وتسبب هذا في زعزعة استقرار خطط وتطلعات العديد من الحكومات.
فقد خابت آمال بوتين في التصدي للعقوبات التي فرضها الغرب على بلاده بسبب التدخل الروسي في اوكرانيا.. ايضا ستتحطم تطلعات فنزويلا في الاستمرار في سياسات الانفاق المجانية التي انتهجها الرئيس السابق هوجو تشافيز.
روسيا.
ويبدو أن روسيا حتى الآن هي اكبر ضحية لانهيار اسعار النفط حيث تمثل عائداتها من الطاقة اكثر من نصف ميزانية حكومتها.. كان بوتين قد بنى دعائم قوية لتجنب الاضطرابات الاقتصادية التي اثرت سلبا على حكم سلفه بوريس يلتسن.. لكن منذ اسبوع بدأت روسيا ترجع الى الخلف مع انخفاض قيمة الروبية بشكل افزع الروسيين الذين كانوا يزحمون المحلات لانفاق ما لديهم.
وقال ستروبي تالبوت – كبير مستشاري الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون لشئون روسيا في اعقاب انهيار الاتحاد السوفيتي 1991 والرئيس الحالي معهد بروكينجز في واشنطن – "لقد شاهدنا هذا الفيلم من قبل".
الاضطرابات الروسية سيكون لها صدا حول العالم.. ستنخفض حجوزات منتجعات الجليد في استراليا وكذلك الانفاق على عقارات لندن.. وستنشر حالة من الفزع في دول مجاورة مثل روسيا البيضاء الحليف القوي لروسيا, حتى انها ستهدد بطولة الهوكي القارية التي يتم الدفع فيها للاعبيين بالروبية.
.."إنه لدعم كبير للولايات المتحدة عندما يضعف بشدة ثلاثة من أكبر اربعة اعداء لها.. عندما تديق مساحة المناورة لديهم بشكل كبير", هكذا يقول لتواك مستشار البنتاجون.
العدو الكبير الوحيد المتبقي للولايات المتحدة ولم يصب بضرر جراء انهيار اسعار النفط كوريا الشمالية التي تستورد جميع اجتياجاتها النفطية.
فنزويلا
فنزويلا – التي يقدر انها تمتلك اكبر احتياطي نفطي في العالم تقول انها تستخدمه لاسقاط "الامبريالية الأمريكية" – كانت تحصد 95% من مكاسب صادراتها من النفط قبل انهيار اسعاره.. الآن اصبحت فنزويلا تعاني من اضطرابات في الداخل لعجزها عن الدفع لمشاريعها الاجتماعية وسياستها الخارجية التي تروج لها بالتمويل بسخاء بما في ذلك تصدير شحنات من النفط منخفض السعر الى كوبا ودول اخرى.
ووسط قلق بالغ في سوق السندات قد يجعل فنزويلا عاجزة عن الوفاء بالتزاماتها في سداد القروض, قال الرئيس نيكولاس مادورو – الذي انتخب العام الماضي بعد وفاة تشافيز – ان بلاده سوف تستمر في دفع ديونها.. لكن التضخم في فنزويلا بلغ اكثر من 60% وهناك نقص في البضائع الاساسية ويعتقد العديد من الخبراء ان الاقتصاد في حالة كساد.
وحذر ديفيد جولدوين منسق الطاقة الدولية بوزارة الخارجية الأمريكية اثناء الفترة الأولى لادارة اوباما من ان انفجار اقتصاد فنزويلا الداخلي قد يضر بدول الكاريبي وامريكا اللاتينية بشكل لا ترحب به الولايات المتحدة.
وأضاف: "لكن عموما, انهيار اسعار النفط امر ايجابي للولايات المتحدة.. بسبب ان المستهلكين الأمريكيين سيوفرون اموالهم.. وسيضر هذا روسيا ويضع ضغوطا على ايران".
كوبا
انهيار اسعار النفط كانت احدى التداعيات غير المباشرة التي عملت على تحريك العلاقات الدبلوماسية المتأزمة - منذ نصف قرن - بين واشنطن وهافانا, والتي صبت بشكل عام في صالح الولايات المتحدة. وهناك مخاوف من قطع فنزويلا – الداعم الرئيسي – امداداتها من الأموال والنفط منخفض السعر لكوبا بعد ان صدقت على اتفاق تاريخي مع الولايات المتحدة ترفع بموجبه الأخيرة عقوباتها المستمرة على الدولة اللاتينية.
روسيا البيضاء
روسيا البيضاء المقاطعة السوفيتية السابقة التي يصفها المسئولون الأمريكيون بانها آخر ديكتاتورية اوروبية, ضحية اخرى لانهيار اسعار النفط.. روسيا البيضاء تنتج كمية ليست كبيرة من النفط الخام, وعلى الرغم من ذلك تأثرت بشدة.. هذا بسبب ان اقتصادها يعتمد على صادراتها من المنتجات البترولية التي تنتجها باستخدام النفط الخام الذي تحصل عليه باسعار تفضيلية منخفضة جدا من روسيا.
ايران
وأوضح ادوارد لوتواك - وهو مؤلف عدة كتب حول السياسة الجغرافية والاستراتيجية الاقتصادية وعمل لفترة طويلة مستشارا للبنتاجون الأمريكي – ان انهيار اسعار النفط "ستصدم الاعداء الاساسيين للولايات المتحدة بدون ادنى تدخل لنا".. بالنسبة لايران, التي من المقدر انها تخسر مليار دولار شهريا بسبب تدني اسعار النفط, فالأمر كما لو ان الكونجرس كان قد مرر اقصى عقوبات ضد طهران والتي يعارضها البيت الأبيض.
وقال حسين رغفر الاقتصادي الايراني لصحيفة اعتماد ان ايران تعاني من صدمة شديدة جعل حكومتها تبحث عن سبل لملئ فجوة متسعة في ميزانيتها, مشيرا الى انها تعرض على شباب التجنيد خيار شراء خدمتهم الالزامية التي تمتد لعامين في الجيش.. واضاف: "نحن على اعتاب ازمة كبيرة.. الحكومة تحتاج الى اموال بشكل ملح".
سوريا
توقع مروان المعشر - وزير الخارجية الأردني السابق ونائب رئيس مركز كارنيجي اندومنت للسلام الدولي حاليا – تعاقب الأحداث جراء انهيار اسعار النفط على سوريا بما يشبه تأثير الدومينو بينما تجد روسيا وايران نفسهما في صعوبة للاستمرار في دعمهما الاقتصادي والعسكري والدبلوماسي للرئيس بشار الأسد.
وتوقع آخرون ان دول الخليج العربي – التي لاتزال غنية – قد تزيد دعمها المالي للجماعات الاسلامية المتطرفة المتمردة في سوريا.
وقال معشر ان انخفاض الاسعار قد يدفع ايضا الدول الشرق اوسطية المنتجة للنفط الى تغيير سياسي واقتصادي, ويضعها في تحد امام ما يطلق عليه "الأنظمة الريعية" وهو نظام تطبقه حكومات دول تستمد معظم دخلها من ايجارات يدفعها اجانب مقابل استغلال مواردها.. واضاف في تقرير نشره كارنيجي: "مهما كان الوضع.. يبدو ان تأثير مستويات اسعار النفط الجديدة لن تكون منحصرة في النطاق الاقتصادي".
مؤامرة أمريكية - سعودية
وتتهم الدول المنتجة للنفط المناهضة للولايات المتحدة قيام الآخيرة بتدبير مؤامرة ضد اعدائها بالاتفاق مع السعودية لتخفيض اسعار النفط.
هذه الرؤية تلقى صدا قويا في روسيا حيث يعتقد وكلاء ال"كي جي بي" السابقين والقريبين من بوتين ان واشنطن هندست انهيار الاتحاد السوفيتي بحث السعودية على زيادة انتاجها من النفط, مما دفع الاسعار الى الانخفاض ومن ثم تم تجفيف عائدات موسكو من النفط.
بطريقة او بأخرى, فان انهيار اسعار النفط حقيقة هو من صنع الولايات المتحدة مدفوعا بتوسع كبير في انتاج النفط بتطوير موارد بديلة مثل الزيت الحجري.
مع البدء في تخفيض انتاج النفط المتفق عليه في اوبيك (منظمة الدول المصدرة للنفط), شهد انتاج النفط من الزيت الحجري زيادة جعلت متوسط انتاج خام النفط الأمريكي يرتفع الى نحو تسعة ملايين برميل يوميا مقارنة بخمسة ملايين برميل يوميا في 2008, بحسب ادارة معلومات الطاقة الأمريكية.. الأربعة ملايين برميل الزيادة تبلغ اكثر مما ينتجه سواء العراق او ايران - ثاني وثالث اكبر منتج للنفط في "اوبك" بعد السعودية – يوميا.. وهذا تسبب في ضغوط قوية لتخفيض اسعار النفط عالميا.
التنافس الجيوسياسي اظهره سوق النفط ولم يكن مجرد تخطيط امريكي بشكل كامل.. الاضطرابات في روسيا لم يبدو انها دفعت بوتين نحو موقف تصالحي بشأن أوكرانيا, بينما يعتقد بعض المحللين انها قد تجعل موسكو اكثرا ميلا لتأجيج الوضع.
وحذرت لجنة السياسات المالية في بنك انجلترا – التي تراقب التهديدات النظامية المحتملة – في مذكرة صدرت هذا الاسبوع ان "اسعار النفط المستمرة في الانخفاض من المحتمل ان تعزز من مخاطر جيوسياسية محددة.. كما حذرت ايضا من زيادة المخاطر جراء انكماش في منطقة اليورو حيث تستخدم 18 دولة العملة الأوروبية الموحدة.
الصين
كل انخفاض 10% في اسعار النفط يقابلة 0,15% نمو في اقتصاد الصين وفي الوقت الذي تعاني فيه روسيا, تجني الصين ثمار انهيار اسعار النفط.. فالصين تستورد ما يقرب من 60% من احتياجاتها النفطية لتقوية اقتصادها.
وأصبحت الصين في العام 2013 اكبر مستورد للنفط في العالم لتتخطى الولايات المتحدة.. والآن, تتهيأ لتعظيم الاستفادة من اسعار النفط المنخفضة.. وقدر "بنك اوف اميركا ميرل لينشي" الشهر الماضي ان كل 10% انخفاض في اسعار النفط قد يقابلها زيادة في نمو الاقتصاد الصيني تقدر ب0,15%.
النمو الكبير في الاقتصاد الصيني سوف يزيد معدل الطلب على النفط بما يساعد في تخفيض الصراع الحالي بين دول اوبيك - التي تضخ ثلث النفط العالمي – بسبب الانتاج الامريكي المتزايد الذي افقد المنظمة قدرتها على تحديد اسعار النفط بالتحكم في الانتاج.. في مقابلة مع "ميدل ايست ايكونوميك سيرفاي" الاسبوع الماضي المح وزير النفط السعودي علي النعيمي الى اعادة التفكير بشكل اساسي في عمل اوبيك, قائلا ان "المنظمة تحاول الحفاظ على حصتها في السوق بدلا من محاولتها رفع الاسعار بتخفيض الانتاج".. وأضاف: "ولجنا في اوقات مخيفة بالنسبة لسوق النفط".
أصاب التدهور السريع في أسعار النفط النظام العالمي الاقتصادي والسياسي بهزة شديدة تسببت في تغيير مفاجئ للثروة لصالح الولايات المتحدة.. ودفع ذلك عددا من كبرى الدول المصدرة للنفط – خاصة تلك التي لها "علاقات عدائية" مع الغرب مثل روسيا وإيران وفنزويلا - إلى حافة أزمة مالية.
انخفاض أسعار النفط إلى ما يقرب من 50% منذ يونيو كان له تداعيات سلبية واضحة على الاقتصاد الروسي والرئيس فلادمير بوتين.. وحذر وزير المالية السابق اليكسي كودرين - وهو صديق قديم لبوتين – هذا الاسبوع من "ازمة مالية متفجرة" ودعا الى تحسين العلاقات مع اوروبا والولايات المتحدة.
لكن, التأثيرات المتموجة تتدفق بشكل اوسع نطاقا.. فانهيار الأسعار ربما يكون له تأثير على محادثات ايران بشأن ما اذا كانت ستتوصل الى اتفاق حول برنامجها النووي مع الغرب.. كما يدفع الدول الغنية بالنفط في الشرق الأوسط الى اعادة تقييم دورها في ادارة معروضها من النفط عالميا, وهذا يعزز اقتصاديات كبرى الدول المستهلكة للنفط بشكل ملحوظ لاسيما الولايات المتحدة والصين.
أيضا ربما كان انهيار اسعار النفط عنصرا اخيرا ساهم في قرار كوبا بالتصديق على التقارب مع واشنطن.
في تقرير مطول شارك فيه مراسلوها في بروكسيل ولندن وبكين والقاهرة وكراكاس وطهران وريو دي جانيرو رصدت صحيفة "نيويورك تايمز" وحللت تداعيات انهيار اسعار النفط على السياسة والاقتصاد العالمي.
بعد الانحدار الشديد في سعر برميل النفط الى اقل من 60 دولارا لكل برميل من نحو 115 دولارا لكل برميل في يونيو, استقرت اسعار النفط عند مستوى منخفض هذا الأسبوع.. وتسبب هذا في زعزعة استقرار خطط وتطلعات العديد من الحكومات.
فقد خابت آمال بوتين في التصدي للعقوبات التي فرضها الغرب على بلاده بسبب التدخل الروسي في اوكرانيا.. ايضا ستتحطم تطلعات فنزويلا في الاستمرار في سياسات الانفاق المجانية التي انتهجها الرئيس السابق هوجو تشافيز.
روسيا.
ويبدو أن روسيا حتى الآن هي اكبر ضحية لانهيار اسعار النفط حيث تمثل عائداتها من الطاقة اكثر من نصف ميزانية حكومتها.. كان بوتين قد بنى دعائم قوية لتجنب الاضطرابات الاقتصادية التي اثرت سلبا على حكم سلفه بوريس يلتسن.. لكن منذ اسبوع بدأت روسيا ترجع الى الخلف مع انخفاض قيمة الروبية بشكل افزع الروسيين الذين كانوا يزحمون المحلات لانفاق ما لديهم.
وقال ستروبي تالبوت – كبير مستشاري الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون لشئون روسيا في اعقاب انهيار الاتحاد السوفيتي 1991 والرئيس الحالي معهد بروكينجز في واشنطن – "لقد شاهدنا هذا الفيلم من قبل".
الاضطرابات الروسية سيكون لها صدا حول العالم.. ستنخفض حجوزات منتجعات الجليد في استراليا وكذلك الانفاق على عقارات لندن.. وستنشر حالة من الفزع في دول مجاورة مثل روسيا البيضاء الحليف القوي لروسيا, حتى انها ستهدد بطولة الهوكي القارية التي يتم الدفع فيها للاعبيين بالروبية.
.."إنه لدعم كبير للولايات المتحدة عندما يضعف بشدة ثلاثة من أكبر اربعة اعداء لها.. عندما تديق مساحة المناورة لديهم بشكل كبير", هكذا يقول لتواك مستشار البنتاجون.
العدو الكبير الوحيد المتبقي للولايات المتحدة ولم يصب بضرر جراء انهيار اسعار النفط كوريا الشمالية التي تستورد جميع اجتياجاتها النفطية.
فنزويلا
فنزويلا – التي يقدر انها تمتلك اكبر احتياطي نفطي في العالم تقول انها تستخدمه لاسقاط "الامبريالية الأمريكية" – كانت تحصد 95% من مكاسب صادراتها من النفط قبل انهيار اسعاره.. الآن اصبحت فنزويلا تعاني من اضطرابات في الداخل لعجزها عن الدفع لمشاريعها الاجتماعية وسياستها الخارجية التي تروج لها بالتمويل بسخاء بما في ذلك تصدير شحنات من النفط منخفض السعر الى كوبا ودول اخرى.
ووسط قلق بالغ في سوق السندات قد يجعل فنزويلا عاجزة عن الوفاء بالتزاماتها في سداد القروض, قال الرئيس نيكولاس مادورو – الذي انتخب العام الماضي بعد وفاة تشافيز – ان بلاده سوف تستمر في دفع ديونها.. لكن التضخم في فنزويلا بلغ اكثر من 60% وهناك نقص في البضائع الاساسية ويعتقد العديد من الخبراء ان الاقتصاد في حالة كساد.
وحذر ديفيد جولدوين منسق الطاقة الدولية بوزارة الخارجية الأمريكية اثناء الفترة الأولى لادارة اوباما من ان انفجار اقتصاد فنزويلا الداخلي قد يضر بدول الكاريبي وامريكا اللاتينية بشكل لا ترحب به الولايات المتحدة.
وأضاف: "لكن عموما, انهيار اسعار النفط امر ايجابي للولايات المتحدة.. بسبب ان المستهلكين الأمريكيين سيوفرون اموالهم.. وسيضر هذا روسيا ويضع ضغوطا على ايران".
كوبا
انهيار اسعار النفط كانت احدى التداعيات غير المباشرة التي عملت على تحريك العلاقات الدبلوماسية المتأزمة - منذ نصف قرن - بين واشنطن وهافانا, والتي صبت بشكل عام في صالح الولايات المتحدة. وهناك مخاوف من قطع فنزويلا – الداعم الرئيسي – امداداتها من الأموال والنفط منخفض السعر لكوبا بعد ان صدقت على اتفاق تاريخي مع الولايات المتحدة ترفع بموجبه الأخيرة عقوباتها المستمرة على الدولة اللاتينية.
روسيا البيضاء
روسيا البيضاء المقاطعة السوفيتية السابقة التي يصفها المسئولون الأمريكيون بانها آخر ديكتاتورية اوروبية, ضحية اخرى لانهيار اسعار النفط.. روسيا البيضاء تنتج كمية ليست كبيرة من النفط الخام, وعلى الرغم من ذلك تأثرت بشدة.. هذا بسبب ان اقتصادها يعتمد على صادراتها من المنتجات البترولية التي تنتجها باستخدام النفط الخام الذي تحصل عليه باسعار تفضيلية منخفضة جدا من روسيا.
ايران
وأوضح ادوارد لوتواك - وهو مؤلف عدة كتب حول السياسة الجغرافية والاستراتيجية الاقتصادية وعمل لفترة طويلة مستشارا للبنتاجون الأمريكي – ان انهيار اسعار النفط "ستصدم الاعداء الاساسيين للولايات المتحدة بدون ادنى تدخل لنا".. بالنسبة لايران, التي من المقدر انها تخسر مليار دولار شهريا بسبب تدني اسعار النفط, فالأمر كما لو ان الكونجرس كان قد مرر اقصى عقوبات ضد طهران والتي يعارضها البيت الأبيض.
وقال حسين رغفر الاقتصادي الايراني لصحيفة اعتماد ان ايران تعاني من صدمة شديدة جعل حكومتها تبحث عن سبل لملئ فجوة متسعة في ميزانيتها, مشيرا الى انها تعرض على شباب التجنيد خيار شراء خدمتهم الالزامية التي تمتد لعامين في الجيش.. واضاف: "نحن على اعتاب ازمة كبيرة.. الحكومة تحتاج الى اموال بشكل ملح".
سوريا
توقع مروان المعشر - وزير الخارجية الأردني السابق ونائب رئيس مركز كارنيجي اندومنت للسلام الدولي حاليا – تعاقب الأحداث جراء انهيار اسعار النفط على سوريا بما يشبه تأثير الدومينو بينما تجد روسيا وايران نفسهما في صعوبة للاستمرار في دعمهما الاقتصادي والعسكري والدبلوماسي للرئيس بشار الأسد.
وتوقع آخرون ان دول الخليج العربي – التي لاتزال غنية – قد تزيد دعمها المالي للجماعات الاسلامية المتطرفة المتمردة في سوريا.
وقال معشر ان انخفاض الاسعار قد يدفع ايضا الدول الشرق اوسطية المنتجة للنفط الى تغيير سياسي واقتصادي, ويضعها في تحد امام ما يطلق عليه "الأنظمة الريعية" وهو نظام تطبقه حكومات دول تستمد معظم دخلها من ايجارات يدفعها اجانب مقابل استغلال مواردها.. واضاف في تقرير نشره كارنيجي: "مهما كان الوضع.. يبدو ان تأثير مستويات اسعار النفط الجديدة لن تكون منحصرة في النطاق الاقتصادي".
مؤامرة أمريكية - سعودية
وتتهم الدول المنتجة للنفط المناهضة للولايات المتحدة قيام الآخيرة بتدبير مؤامرة ضد اعدائها بالاتفاق مع السعودية لتخفيض اسعار النفط.
هذه الرؤية تلقى صدا قويا في روسيا حيث يعتقد وكلاء ال"كي جي بي" السابقين والقريبين من بوتين ان واشنطن هندست انهيار الاتحاد السوفيتي بحث السعودية على زيادة انتاجها من النفط, مما دفع الاسعار الى الانخفاض ومن ثم تم تجفيف عائدات موسكو من النفط.
بطريقة او بأخرى, فان انهيار اسعار النفط حقيقة هو من صنع الولايات المتحدة مدفوعا بتوسع كبير في انتاج النفط بتطوير موارد بديلة مثل الزيت الحجري.
مع البدء في تخفيض انتاج النفط المتفق عليه في اوبيك (منظمة الدول المصدرة للنفط), شهد انتاج النفط من الزيت الحجري زيادة جعلت متوسط انتاج خام النفط الأمريكي يرتفع الى نحو تسعة ملايين برميل يوميا مقارنة بخمسة ملايين برميل يوميا في 2008, بحسب ادارة معلومات الطاقة الأمريكية.. الأربعة ملايين برميل الزيادة تبلغ اكثر مما ينتجه سواء العراق او ايران - ثاني وثالث اكبر منتج للنفط في "اوبك" بعد السعودية – يوميا.. وهذا تسبب في ضغوط قوية لتخفيض اسعار النفط عالميا.
التنافس الجيوسياسي اظهره سوق النفط ولم يكن مجرد تخطيط امريكي بشكل كامل.. الاضطرابات في روسيا لم يبدو انها دفعت بوتين نحو موقف تصالحي بشأن أوكرانيا, بينما يعتقد بعض المحللين انها قد تجعل موسكو اكثرا ميلا لتأجيج الوضع.
وحذرت لجنة السياسات المالية في بنك انجلترا – التي تراقب التهديدات النظامية المحتملة – في مذكرة صدرت هذا الاسبوع ان "اسعار النفط المستمرة في الانخفاض من المحتمل ان تعزز من مخاطر جيوسياسية محددة.. كما حذرت ايضا من زيادة المخاطر جراء انكماش في منطقة اليورو حيث تستخدم 18 دولة العملة الأوروبية الموحدة.
الصين
كل انخفاض 10% في اسعار النفط يقابلة 0,15% نمو في اقتصاد الصين وفي الوقت الذي تعاني فيه روسيا, تجني الصين ثمار انهيار اسعار النفط.. فالصين تستورد ما يقرب من 60% من احتياجاتها النفطية لتقوية اقتصادها.
وأصبحت الصين في العام 2013 اكبر مستورد للنفط في العالم لتتخطى الولايات المتحدة.. والآن, تتهيأ لتعظيم الاستفادة من اسعار النفط المنخفضة.. وقدر "بنك اوف اميركا ميرل لينشي" الشهر الماضي ان كل 10% انخفاض في اسعار النفط قد يقابلها زيادة في نمو الاقتصاد الصيني تقدر ب0,15%.
النمو الكبير في الاقتصاد الصيني سوف يزيد معدل الطلب على النفط بما يساعد في تخفيض الصراع الحالي بين دول اوبيك - التي تضخ ثلث النفط العالمي – بسبب الانتاج الامريكي المتزايد الذي افقد المنظمة قدرتها على تحديد اسعار النفط بالتحكم في الانتاج.. في مقابلة مع "ميدل ايست ايكونوميك سيرفاي" الاسبوع الماضي المح وزير النفط السعودي علي النعيمي الى اعادة التفكير بشكل اساسي في عمل اوبيك, قائلا ان "المنظمة تحاول الحفاظ على حصتها في السوق بدلا من محاولتها رفع الاسعار بتخفيض الانتاج".. وأضاف: "ولجنا في اوقات مخيفة بالنسبة لسوق النفط".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.