بعد مقترح النائب محمد أبو العينين| خبير: خطوة نحو ربط التعليم بسوق العمل    أسعار الذهب تواصل الارتفاع في مصر.. عيار 21 يسجل 3740 جنيه    وزير الإسكان يزور مصنع "تربوسان" التركى لبحث فرص نقل وتوطين صناعة الطلمبات    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الأربعاء    بدء توافد الرؤساء والقادة إلى مقر انعقاد قمة بريكس للمشاركة فى جلسات اليوم    سنة من الحرب.. بدءًا من غزة ومرورًا بلبنان    موعد مباراة الأهلي والزمالك في نهائي السوبر المصري والقنوات الناقلة    محافظ الغربية يكرم بسملة أبو النني الفائزة بذهبية بطولة العالم في الكاراتيه    رياح نشطة وأمطار على هذه المناطق.. الأرصاد تكشف تفاصيل طقس اليوم الأربعاء    تفاصيل مق تل طفلة على يد زوج والدتها في المقطم    ضبط 162 مخالفة تموينية في المنيا    مفاجآت الحلقة الأخيرة من "برغم القانون".. انتقام إيمان العاصى من أكرم    "وقولوا للناس حسنا".. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة عن القول الحسن    تعاون مصري قبرصي لتعزيز الشراكات الصحية وتبادل الخبرات    رئيس فاكسيرا: توطين صناعة لقاح شلل الأطفال بالسوق المحلي بداية من 2025    جيش الاحتلال يعلن اعتراض مسيرتين قادمتين من الشرق في إيلات    إصابة عامل بطلق نارى أثناء عبثه بسلاح غير مرخص بالمنشاه سوهاج    حملات مرورية لرصد المخالفات على محاور القاهرة والجيزة    الداخلية تواصل فعاليات المبادرة «كلنا واحد» لتوفير السلع بأسعار مخفضة    وزيرة التنمية المحلية: زراعة 80 مليون شجرة بالمحافظات حتى 2029    كيف انشق القمر لسيدنا محمد؟.. معجزة يكشف جوانبها علي جمعة    "عبد الغفار" يُدير جلسة حوارية حول تعزيز حقوق الصحة الإنجابية وديناميكيات السكان    في زيارة مفاجئة.. وزير التعليم يتفقد 3 مدارس بإدارة المطرية التعليمية    "الصحافة على جبهتي تحرير وتطهير سيناء" في ندوة بنقابة الصحفيين .. الخميس    بمناسبة الكريسماس.. هاني شاكر يحيي حفلاً غنائياً في دبي    عاوزين تخلوها صفر ليه، تعليق ناري من خالد النبوي على هدم قبة حليم باشا التاريخية    عمرك ما ترى حقد من «الحوت» أو خذلان من «الجوزاء».. تعرف على مستحيلات الأبراج    ارتفاع أرباح بيكر هيوز للخدمات النفطية خلال الربع الثالث    حديد عز يبلغ 41 ألف جنيه.. سعر الحديد والأسمنت اليوم الأربعاء 23 أكتوبر 2024    تعرف علي مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 23-10-2024 في محافظة البحيرة    زعيم كوريا الشمالية يطالب بتعزيز الردع في مواجهة التهديدات النووية    قوات الاحتلال تقتحم مدينة قلقيلية وتعتقل عددا من المواطنين    نشرة المرأة والمنوعات.. فواكه تخلصك من رائحة الفم الكريهة.. سعر فستان هنا الزاهد في إسبانيا    الناصري: انضمام مصر إلى «بريكس» خطوة استراتيجية لتعزيز مكانتها الاقتصادية والسياسية    عبد الرحيم حسن: شخصيتي في «فارس بلا جواد» كان «بصمة» في حياتي    مع اقتراب الشتاء.. 3 عادات صباحية للتصدي للإنفلونزا والبرد    أحمد عادل: لا يجوز مقارنة كولر مع جوزيه.. وطرق اللعب كانت تمنح اللاعبين حرية كبيرة    إبراهيم عيسى: اختلاف الرأي ثقافة لا تسود في مجتمعنا.. نعيش قمة الفاشية    هاريس: جاهزون لمواجهة أي محاولة من ترامب لتخريب الانتخابات    يسرا تدير الجلسة الحوارية لإسعاد يونس في مهرجان الجونة    منصور المحمدي يُعلن ترشحه لمنصب نائب رئيس اتحاد الطائرة بقائمة مخلوف    الكومي: فرد الأمن المعتدى عليه بالإمارات «زملكاوي».. والأبيض سيتأثر أمام الأهلي    خبير يكشف موقف توربينات سد النهضة من التشغيل    إذا كان دخول الجنة برحمة الله فلماذا العمل والعبادة؟ أمين الفتوى يجيب    بركات يوم الجمعة وكيفية استغلالها بالدعاء والعبادات    الخطوط الجوية التركية تلغى جميع رحلاتها من وإلى إيران    رسميًا بعد الارتفاع.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأربعاء 23 أكتوبر 2024    مصرع طفل أُغلق على جسده باب مصعد كهربائي بكفر الشيخ    حسام المندوه يكشف سبب تأخر بيان الزمالك بشأن أزمة الثلاثي |تفاصيل    الفنانة عبير منير تكشف كواليس تعارفها بالكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة: "عشنا مع بعض 4 سنين"    تشريح جثة طفل عثر عليها ملقاة بالشارع في حلوان    كشف غموض العثور على جثة شاب ملقاة في ترعة ببيلا    البطريرك يلتقي عددًا من الآباء الكهنة والراهبات في روما    ملخص أهداف مباراة ريال مدريد ضد بروسيا دورتموند في دوري أبطال أوروبا    أرسنال يعود لسكة الانتصارات بفوز صعب على شاختار دونيتسك    رئيس جامعة الأزهر يتابع أعمال التطوير المستمر في المدن الجامعية    القاهرة الإخبارية: 4 غارات إسرائيلية على مناطق برج البراجنة وحارة حريك والليلكي في الضاحية جنوب لبنان    نشرة المرأة والمنوعات: الوقوف لساعات طويلة يصيبك بمرض خطير.. أبرز أسباب مرض داليا مصطفى.. سعر غير متوقع ل فستان ريهام حجاج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السادات وأخبار اليوم كثيراً من الحب والصدام!
حملات صحفية تتجاوز الخطوط الحمراء وتهاجم الفاسد والفاسدين في عهد مبارك

بدأت "أخبار اليوم" تحتل صدارة الصحف العربية بسبب الانفرادات الصحفية التي كان إحسان عبدالقدوس ينشرها بالإضافة لقصص وروايات التي جذبت آلاف القراء.
صحيفة معارضة
ولكن بعد حرب أكتوبر..بدأ السادات في تأكيد خطواته على طريق الحرية السياسية.. وكان أول انفراج حقيقى في حرية الصحافة هو الإفراج عن مصطفى أمين.
ففي 27 يناير 1974افرج السادات عنه..وعادت كتاباته إلى "أخبار اليوم" وعاد على أمين من الخارج وكان منذ 1965 يخشى العودة لمصر خوفا من بطش مراكز القوي.
وفى 9 فبراير 1974 قرر السادات إلغاء الرقابة على الصحف، وأحس الناس بالحياة تدب في الصحف فأقبلوا على قراءتها.
وبدأت «أخبار اليوم» تقود المعارضة في مصر.. وكتب مصطفى أمين يقول لقد انتهت صحافة الدولة.. وبدأت صحافة الشعب.
وفى أغسطس 1974 وجهت «أخبار اليوم» النقد إلى رئيس الوزراء ممدوح سالم نائب رئيس الوزراء والى وزير الخارجية.. كما كتب الأستاذ جلال الحمامصى مقالا يهاجم فيه د. عبدالعزيز حجازى رئيس الوزراء بسبب سوء حال المياه بالقاهرة..ولم يعتقل احد من الكتاب أو يصادر أحد «أخبار اليوم».
واستمرت «أخبار اليوم» في النقد وبدأت تظهر أبواب جديدة للآراء الحرة.. مثل باب عزيزتي «أخبار اليوم» والرأي والرأي الآخر.
وكانت «أخبار اليوم» أول صحيفة تطالب برفع الحظر عن الزعماء الوطنيين والذى كان مفروضا منذ عهد عبد الناصر..ونشرت «أخبار اليوم» مقالا للدكتور ضياء الريس عن سعد زغلول الزعيم الديمقراطي ومع المقال توضيح من الجريدة بالسماح بالكتابة عن الزعماء بعد الحظر لمدة طويلة. وهذا المقال مع غيره كان من المقالات الممنوعة.
حوار وراء الأسوار
في عام 1974 بدأ سيل من الكتب السياسية يظهر في الأسواق.. وكان أكثرها يدين العهد الناصري ويتهمه بالديكتاتور.وبدأت «أخبار اليوم» تتوسع في نشر هذه الكتب.. وكان أهمها كتاب حوار وراء الأسوار الذي نشره جلال الحمامصى حيث اتهم الكاتب الرئيس جمال عبدا لناصر بالاستيلاء على 15 مليون جنيه من اموال الدوله..حولها الى بنوك خارج البلاد باسمه خلال شهر يونيه 1967
وغضب الرئيس أنور السادات جدا.. وألقى خطاب في مجلس الشعب هاجم فيه «أخبار اليوم» واتهم الأستاذ الحمامصى مؤلف الكتاب بالحقد على عبدالناصر.
ودخل مصطفى أمين على الخط كرئيس لتحرير «أخبار اليوم» بإقناع توفيق الحكيم بنشر صفحات من كتابه عودة الوعي في «أخبار اليوم» مما أحدث ضجة كبرى ولم يكتف مصطفى أمين بذلك إنما نشر سلسلة كتب أهمها «لا» وصاحب الجلالة الحب.وهى تدور حول زواج المشير عامر.بالفنانة برلنتى عبدالحميد..كما نشر الكتاب الممنوع عن ثورة 19 والذي سبق أن منع الرئيس جمال عبدالناصر منعه.
ثم زاد الهجوم على عبدالناصر..عندما قام على أمين بنشر مقال..عن الطفل المعجزة..وكان يقصد به اشرف مروان زوج السيدة منى عبدالناصر..وقال على أمين في مقاله.إن أشرف مروان يسيء إلى السادات ولم يجد السادات حلا لازمته مع «أخبار اليوم» سوى إصدار قرار بتغيير قيادات المؤسسات الصحفية وذلك فى 28 مارس 1976
وتم إبعاد الحمامصي.. وكان رئيساً لتحرير «الأخبار» واحد قيادات «أخبار اليوم» وتم تعيين موسى صبري رئيسا لمجلس إدارة «أخبار اليوم» وعين احمد زين مديرا للتحرير.
ورفع اسم على أمين من رأس صحيفة «أخبار اليوم» كرئيس لمجلس الادارة ومحمد التابعي كمدير لتحريرها.
وتم إبعاد جميع قيادات «أخبار اليوم» وهم أحمد الصاوى محمد وجلال الحمامصى وحسين فهمى ومحمد ذكى عبدالقادر.
الصدام مع السادات
لم تهدأ الأحوال في «أخبار اليوم» إنما زادت اشتعالا وقام مصطفى أمين الصدام مع الرئيس السادات وقد بدأ في المطالبة بإلغاء الاتحاد الاشتراكي والدعوة إلى حرية تكوين الأحزاب.
ولكن المشكلة الكبرى جاءت عندما أعلن الرئيس السادات تأسيس الحزب الوطنى يوم 14 أغسطس 1978
وفور هذا الإعلان أسرع كل أعضاء حزب مصر إلى الانضمام إلى حزب الرئيس وبقيت قله قليلة فى الحزب.
وكتب مصطفى أمين فكرته ..ناقدا هرولة النواب من حزب مصر إلى الحزب الوطني لأنه حزب السيد رئيس الدولة.
أحدث المقال ضجة كاملة اذ ذهب النواب إلى الرئيس السادات وأوغروا قلبه ضد مصطفى أمين.. فأمر الرئيس السادات قرارا بمنعه من كتابه بابه اليومي فكرة في الأخبار. ومقالته الأسبوعية «الموقف السياسي» في «أخبار اليوم».
واستمر منع الكاتب الكبير 40 يوما. وكان لمنع مقالاته أثره السيئ على القراء وعلى بعض المسئولين في الحكومة.
ويروى موسى صبري في كتابه.. السادات الحقيقة والأسطورة القصة الكاملة لتحول «أخبار اليوم» إلى صحيفة معارضه أيام السادات فيقول: أن مصطفى أمين أيد السادات كثيرا بعد الإفراج عنه.. ولكنه بدأ يعدل من موقف التأييد ويتحول لمعارض لسياسات السادات.
وبدأت مقالات «الموقف السياسي في أخبار اليوم» بالذات تأخذ اتجاها مخالفا ومعارضا للرئيس السادات في كل ما يكتبه.
وفى كل الاستفتاءات التي دعا إليها السادات كتب مصطفى أمين عن الحرية والديمقراطية ومقاومة حكم الفرد..إلى أن تكون حزب الوفد برئاسة فؤاد سراج الدين.. وبدأ التحالف واضحا فيما تنشره «أخبار اليوم» وبين الوفد الجديد.. ووصف سراج الدين ثورة 23 يوليو بأنها انقلاب عسكري.. ودافع عن الإقطاع وعن حكم الباشاوات.. وأبرزت «أخبار اليوم» هذه التصريحات.
ليس هذا فقط. بل ظهر الموقف السياسي في «أخبار اليوم» بقلم مصطفى أمين بعنوان..مرحبا بالوفد الجديد..والمقال كله يوحى أن عودة الوفد هي عودة الحرية وعودة حقوق الإنسان وعودة الديمقراطية إلى آخر هذه المعاني.. كما أن الخبر الأول في الصفحة الأولى من «أخبار اليوم» يحمل هذه المعاني.
ويستكمل موسى صبري حديثه ويقول.. فوجئت بمكالمة تليفونية من الرئيس السادات وهو غاضب هل قرأت ما كتبه مصطفى أمين؟
قلت: نعم
فقال: هل أصبح مصطفى أمين وفديا أو أن «أخبار اليوم» قد أصبحت لسان حال حزب الوفد الجديد ولم اعلق. واستطرد السادات وقد ارتفع صوته في غضب.. أنا لا قبل هذا التحالف لضرب ثورة 23 يوليو..لقد عرفنا قصص فساد الوفد وبالذات سراج الدين مما كان ينشره مصطفى أمين في «أخبار اليوم» لقد اقنعنا بهذا الفساد.
ولم يتوقف السادات.
أرجو أن تبلغ مصطفى أمين أن أمامه خياران إما أن يكتب ابتداء من السبت القادم فى «أخبار اليوم» سلسلة مقالات مثل التي كتبها في الأربعينيات وعنوانها: لماذا ساءت العلاقات بين القصر والوفد.. والتي هاجم فيها سياسة الوفد وفساد حكمه لكي يفهم الجيل الجديد الحقائق.. وإما أن يترك مكتبه ويجلس في بلدته مستريحا وسيصل إليه مرتبه.
وحاولت أن أهدئ الرئيس ولكن دون جدوى فقد كان مقتنعا ان «أخبار اليوم» قد أصبحت جريدة معارضه بالفعل.. ولابد لها من حل! خاصة ان كل مقالات الحمامصى كانت تركز على عبارات تمس الرئيس مباشرة.. واعتقد انه كان يتعمد ذلك.
موضوعات مثيرة
والحقيقة أن «أخبار اليوم» في النصف الثاني من السبعينيات قد تحولت بالفعل الى جريدة معارضة وبدأت تتوسع فى كل ما يثير الرئيس السادات ومن هذه الموضوعات: أن «أخبار اليوم» أقنعت السيدة فاطمة أرملة المرحوم أنور المفتى الذي كان يشارك في علاج عبدالناصر وأسرته ويستمتع بالحوار معه أن تنشر اتهاما ضد عبدالناصر ووافقت على النشر.
وغضب السادات غضبا شديدا.. وكان يرى هذا افتراء وتشهيراً ضد عبدالناصر..وانه لم يكن قاتلا..
موضوع آخر توسعت فيه «أخبار اليوم» وهو زواج أحد أبناء عبدالناصر من فتاة من أسرة البدراوى عاشور..وقد نشر هذا الخبر فى الصفحة الأولي.. وكانت الغرض منه الإيحاء أن ثورة يوليو تتزوج من الإقطاع الذي قامت الثورة لتصفيته.. وكان الخبر يحمل اكبر سخرية من أسرة عبدالناصر الذي قضى على الإقطاع.
موضوع ثالث..عندما قامت الثورة الإيرانية توسعت «أخبار اليوم» في النشر في الوقت الذي تعرف مدى العلاقة الوطيدة التي تربط السادات بشاه إيران.. وكتب مصطفى أمين مقالا في الموقف السياسي.. وعنوانه.. الوصايا العشر لشاه إيران.
وحول هذا المقال تروى السيدة جيهان السادات أنها دخلت على السادات وهو يقرأ «أخبار اليوم» وما أن انتهى حتى القى بها في غضب على الأرض وهو يقول: مصطفى أمين لا يكتب الوصايا العشر لشاه إيران.. إنما لأنور السادات! وقام غاضبا واتصل بموسى صبري وابلغه بذلك!
هكذا استمرت «أخبار اليوم» في معارضتها للسادات حتى رحيله.. لتبدأ بعدها مرحلة أخرى في المعارضة أيام إبراهيم سعدة عندما فتح صفحات أخبار من خلال التحقيقات الصحفية الجريئة التي تعارض الحكومة. وعلى صفحات «أخبار اليوم» أبدع الكاتب أحمد رجب ومصطفى أمين في خلق شخصية فلاح الهناودة والذي يذهب كل أسبوع إلى الدكتور عاطف صدقي لعرض مشاكل قريته عليه.
بدأت "أخبار اليوم" تحتل صدارة الصحف العربية بسبب الانفرادات الصحفية التي كان إحسان عبدالقدوس ينشرها بالإضافة لقصص وروايات التي جذبت آلاف القراء.
صحيفة معارضة
ولكن بعد حرب أكتوبر..بدأ السادات في تأكيد خطواته على طريق الحرية السياسية.. وكان أول انفراج حقيقى في حرية الصحافة هو الإفراج عن مصطفى أمين.
ففي 27 يناير 1974افرج السادات عنه..وعادت كتاباته إلى "أخبار اليوم" وعاد على أمين من الخارج وكان منذ 1965 يخشى العودة لمصر خوفا من بطش مراكز القوي.
وفى 9 فبراير 1974 قرر السادات إلغاء الرقابة على الصحف، وأحس الناس بالحياة تدب في الصحف فأقبلوا على قراءتها.
وبدأت «أخبار اليوم» تقود المعارضة في مصر.. وكتب مصطفى أمين يقول لقد انتهت صحافة الدولة.. وبدأت صحافة الشعب.
وفى أغسطس 1974 وجهت «أخبار اليوم» النقد إلى رئيس الوزراء ممدوح سالم نائب رئيس الوزراء والى وزير الخارجية.. كما كتب الأستاذ جلال الحمامصى مقالا يهاجم فيه د. عبدالعزيز حجازى رئيس الوزراء بسبب سوء حال المياه بالقاهرة..ولم يعتقل احد من الكتاب أو يصادر أحد «أخبار اليوم».
واستمرت «أخبار اليوم» في النقد وبدأت تظهر أبواب جديدة للآراء الحرة.. مثل باب عزيزتي «أخبار اليوم» والرأي والرأي الآخر.
وكانت «أخبار اليوم» أول صحيفة تطالب برفع الحظر عن الزعماء الوطنيين والذى كان مفروضا منذ عهد عبد الناصر..ونشرت «أخبار اليوم» مقالا للدكتور ضياء الريس عن سعد زغلول الزعيم الديمقراطي ومع المقال توضيح من الجريدة بالسماح بالكتابة عن الزعماء بعد الحظر لمدة طويلة. وهذا المقال مع غيره كان من المقالات الممنوعة.
حوار وراء الأسوار
في عام 1974 بدأ سيل من الكتب السياسية يظهر في الأسواق.. وكان أكثرها يدين العهد الناصري ويتهمه بالديكتاتور.وبدأت «أخبار اليوم» تتوسع في نشر هذه الكتب.. وكان أهمها كتاب حوار وراء الأسوار الذي نشره جلال الحمامصى حيث اتهم الكاتب الرئيس جمال عبدا لناصر بالاستيلاء على 15 مليون جنيه من اموال الدوله..حولها الى بنوك خارج البلاد باسمه خلال شهر يونيه 1967
وغضب الرئيس أنور السادات جدا.. وألقى خطاب في مجلس الشعب هاجم فيه «أخبار اليوم» واتهم الأستاذ الحمامصى مؤلف الكتاب بالحقد على عبدالناصر.
ودخل مصطفى أمين على الخط كرئيس لتحرير «أخبار اليوم» بإقناع توفيق الحكيم بنشر صفحات من كتابه عودة الوعي في «أخبار اليوم» مما أحدث ضجة كبرى ولم يكتف مصطفى أمين بذلك إنما نشر سلسلة كتب أهمها «لا» وصاحب الجلالة الحب.وهى تدور حول زواج المشير عامر.بالفنانة برلنتى عبدالحميد..كما نشر الكتاب الممنوع عن ثورة 19 والذي سبق أن منع الرئيس جمال عبدالناصر منعه.
ثم زاد الهجوم على عبدالناصر..عندما قام على أمين بنشر مقال..عن الطفل المعجزة..وكان يقصد به اشرف مروان زوج السيدة منى عبدالناصر..وقال على أمين في مقاله.إن أشرف مروان يسيء إلى السادات ولم يجد السادات حلا لازمته مع «أخبار اليوم» سوى إصدار قرار بتغيير قيادات المؤسسات الصحفية وذلك فى 28 مارس 1976
وتم إبعاد الحمامصي.. وكان رئيساً لتحرير «الأخبار» واحد قيادات «أخبار اليوم» وتم تعيين موسى صبري رئيسا لمجلس إدارة «أخبار اليوم» وعين احمد زين مديرا للتحرير.
ورفع اسم على أمين من رأس صحيفة «أخبار اليوم» كرئيس لمجلس الادارة ومحمد التابعي كمدير لتحريرها.
وتم إبعاد جميع قيادات «أخبار اليوم» وهم أحمد الصاوى محمد وجلال الحمامصى وحسين فهمى ومحمد ذكى عبدالقادر.
الصدام مع السادات
لم تهدأ الأحوال في «أخبار اليوم» إنما زادت اشتعالا وقام مصطفى أمين الصدام مع الرئيس السادات وقد بدأ في المطالبة بإلغاء الاتحاد الاشتراكي والدعوة إلى حرية تكوين الأحزاب.
ولكن المشكلة الكبرى جاءت عندما أعلن الرئيس السادات تأسيس الحزب الوطنى يوم 14 أغسطس 1978
وفور هذا الإعلان أسرع كل أعضاء حزب مصر إلى الانضمام إلى حزب الرئيس وبقيت قله قليلة فى الحزب.
وكتب مصطفى أمين فكرته ..ناقدا هرولة النواب من حزب مصر إلى الحزب الوطني لأنه حزب السيد رئيس الدولة.
أحدث المقال ضجة كاملة اذ ذهب النواب إلى الرئيس السادات وأوغروا قلبه ضد مصطفى أمين.. فأمر الرئيس السادات قرارا بمنعه من كتابه بابه اليومي فكرة في الأخبار. ومقالته الأسبوعية «الموقف السياسي» في «أخبار اليوم».
واستمر منع الكاتب الكبير 40 يوما. وكان لمنع مقالاته أثره السيئ على القراء وعلى بعض المسئولين في الحكومة.
ويروى موسى صبري في كتابه.. السادات الحقيقة والأسطورة القصة الكاملة لتحول «أخبار اليوم» إلى صحيفة معارضه أيام السادات فيقول: أن مصطفى أمين أيد السادات كثيرا بعد الإفراج عنه.. ولكنه بدأ يعدل من موقف التأييد ويتحول لمعارض لسياسات السادات.
وبدأت مقالات «الموقف السياسي في أخبار اليوم» بالذات تأخذ اتجاها مخالفا ومعارضا للرئيس السادات في كل ما يكتبه.
وفى كل الاستفتاءات التي دعا إليها السادات كتب مصطفى أمين عن الحرية والديمقراطية ومقاومة حكم الفرد..إلى أن تكون حزب الوفد برئاسة فؤاد سراج الدين.. وبدأ التحالف واضحا فيما تنشره «أخبار اليوم» وبين الوفد الجديد.. ووصف سراج الدين ثورة 23 يوليو بأنها انقلاب عسكري.. ودافع عن الإقطاع وعن حكم الباشاوات.. وأبرزت «أخبار اليوم» هذه التصريحات.
ليس هذا فقط. بل ظهر الموقف السياسي في «أخبار اليوم» بقلم مصطفى أمين بعنوان..مرحبا بالوفد الجديد..والمقال كله يوحى أن عودة الوفد هي عودة الحرية وعودة حقوق الإنسان وعودة الديمقراطية إلى آخر هذه المعاني.. كما أن الخبر الأول في الصفحة الأولى من «أخبار اليوم» يحمل هذه المعاني.
ويستكمل موسى صبري حديثه ويقول.. فوجئت بمكالمة تليفونية من الرئيس السادات وهو غاضب هل قرأت ما كتبه مصطفى أمين؟
قلت: نعم
فقال: هل أصبح مصطفى أمين وفديا أو أن «أخبار اليوم» قد أصبحت لسان حال حزب الوفد الجديد ولم اعلق. واستطرد السادات وقد ارتفع صوته في غضب.. أنا لا قبل هذا التحالف لضرب ثورة 23 يوليو..لقد عرفنا قصص فساد الوفد وبالذات سراج الدين مما كان ينشره مصطفى أمين في «أخبار اليوم» لقد اقنعنا بهذا الفساد.
ولم يتوقف السادات.
أرجو أن تبلغ مصطفى أمين أن أمامه خياران إما أن يكتب ابتداء من السبت القادم فى «أخبار اليوم» سلسلة مقالات مثل التي كتبها في الأربعينيات وعنوانها: لماذا ساءت العلاقات بين القصر والوفد.. والتي هاجم فيها سياسة الوفد وفساد حكمه لكي يفهم الجيل الجديد الحقائق.. وإما أن يترك مكتبه ويجلس في بلدته مستريحا وسيصل إليه مرتبه.
وحاولت أن أهدئ الرئيس ولكن دون جدوى فقد كان مقتنعا ان «أخبار اليوم» قد أصبحت جريدة معارضه بالفعل.. ولابد لها من حل! خاصة ان كل مقالات الحمامصى كانت تركز على عبارات تمس الرئيس مباشرة.. واعتقد انه كان يتعمد ذلك.
موضوعات مثيرة
والحقيقة أن «أخبار اليوم» في النصف الثاني من السبعينيات قد تحولت بالفعل الى جريدة معارضة وبدأت تتوسع فى كل ما يثير الرئيس السادات ومن هذه الموضوعات: أن «أخبار اليوم» أقنعت السيدة فاطمة أرملة المرحوم أنور المفتى الذي كان يشارك في علاج عبدالناصر وأسرته ويستمتع بالحوار معه أن تنشر اتهاما ضد عبدالناصر ووافقت على النشر.
وغضب السادات غضبا شديدا.. وكان يرى هذا افتراء وتشهيراً ضد عبدالناصر..وانه لم يكن قاتلا..
موضوع آخر توسعت فيه «أخبار اليوم» وهو زواج أحد أبناء عبدالناصر من فتاة من أسرة البدراوى عاشور..وقد نشر هذا الخبر فى الصفحة الأولي.. وكانت الغرض منه الإيحاء أن ثورة يوليو تتزوج من الإقطاع الذي قامت الثورة لتصفيته.. وكان الخبر يحمل اكبر سخرية من أسرة عبدالناصر الذي قضى على الإقطاع.
موضوع ثالث..عندما قامت الثورة الإيرانية توسعت «أخبار اليوم» في النشر في الوقت الذي تعرف مدى العلاقة الوطيدة التي تربط السادات بشاه إيران.. وكتب مصطفى أمين مقالا في الموقف السياسي.. وعنوانه.. الوصايا العشر لشاه إيران.
وحول هذا المقال تروى السيدة جيهان السادات أنها دخلت على السادات وهو يقرأ «أخبار اليوم» وما أن انتهى حتى القى بها في غضب على الأرض وهو يقول: مصطفى أمين لا يكتب الوصايا العشر لشاه إيران.. إنما لأنور السادات! وقام غاضبا واتصل بموسى صبري وابلغه بذلك!
هكذا استمرت «أخبار اليوم» في معارضتها للسادات حتى رحيله.. لتبدأ بعدها مرحلة أخرى في المعارضة أيام إبراهيم سعدة عندما فتح صفحات أخبار من خلال التحقيقات الصحفية الجريئة التي تعارض الحكومة. وعلى صفحات «أخبار اليوم» أبدع الكاتب أحمد رجب ومصطفى أمين في خلق شخصية فلاح الهناودة والذي يذهب كل أسبوع إلى الدكتور عاطف صدقي لعرض مشاكل قريته عليه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.