عندما وصلت إلي الجبهة صباح الأحد في القطاع الأوسط، كنت بصحبة الزملاء صلاح قبضايا ويوسف الشريف (روز اليوسف) وعبدالستار الطويلة (روز اليوسف) رحمهم الله، ومكرم جاد الكريم رفيق تلك السنوات المجيدة في تاريخ مصر، أعترف أنني كنت أتحرك بخلفية حرب الاستنزاف، حيث الطيران الإسرائيلي يصول ويجول، منذ عبورنا الاسماعيلية إلي اتجاه القناة، بدا واقع جديد رحت أرصد تفاصيله، الوجوه تفيض بالبشر والتحدي، سألنا جندياً أسمر الملامح يرتدي الخوذة وشدة القتال عن نشاط الطيران المعادي، فقال بحماس: حتشوفوا بعينيكم، بعد مسافة سأل الضابط المرافق لنا عن المعبر، أصغيت إلي اللفظ وصيغة السؤال »المعبر منين» لفظ جديد أضيف إلي اللغة، قوانين الحركة في الجبهة تغيرت، كان الاقتراب من ماء القناة زمن حرب الاستنزاف محفوفاً بالمخاطر، نشاط القنص يومي، ساعد العدو أن الردم الناتج عن حفر القناة كان يلقي ناحية الشرق، كانوا أعلي من مواقعنا، إلي أن ابتكر الجيش المصري المصاطب التي حققت ما يسمي »ركوب العدو». هنا السؤال: لماذا كان القرار السياسي يقضي بتوقف القوات الضخمة التي عبرت في رؤوس كباري عمقها من 15 إلي 17 كيلو متراً؟ يوم الأحد أول زيارة إلي الجبهة، التقيت بثلاثة من أعظم قادتنا، العميد حسن أبو سعدة وتربطني به صلة عميقة، والعميد عبد رب النبي حافظ قائد الفرقة السادسة عشر التي تحملت الجهد الأكبر في معارك الثغرة بدءاً من اليوم 16 أكتوبر، والعميد عبدالقوي رئيس أركان الفرقة الثامنة عشر، كانت الفرق كلها قد عبرت بكامل أسلحة الدعم، آخر فرقة تم نصب المعابر الثقيلة »للدبابات» في قطاعها الفرقة التاسعة عشر في السويس، كان سؤالي وسؤال جميع الصحفيين: ما الخطوة التالية؟ لماذا لم يتقدم الجيش المصري إلي الممرات الجبلية؟، تثبت الوثائق التاريخية المنشورة في إسرائيل مؤخراً أن القيادة الإسرائيلية كانت متقبلة لفكرة إخلاء سيناء بالكامل، المستشار حافظ اسماعيل في مذكراته المهمة أكد أن تطوير الهجوم كان يجب أن يبدأ مبكراً، وأن حجم القوات التي عبرت كان ضخماً بالنسبة لتوقفها فيما عُرف بالوقفة التعبوية، حارب الجيش ببسالة فاجأت الجميع، وكانت القوات جاهزة علي جميع المستويات، لكن القرار السياسي كان يحدد حركة الجيش، وفي يوم الاثنين جري تطور خطير ذكره المستشار حافظ اسماعيل، والأستاذ هيكل في كتاب عن الحرب، والوزير أحمد أبو الغيط في كتابه »شاهد علي الحرب والسلام» إنها تلك البرقية التي أرسلها السادات يوم الثامن من أكتوبر إلي كيسنجر وكانت سبباً في قلب الموقف رأساً علي عقب بالنسبة للجيش المصري ولهذا تفصيل. عندما وصلت إلي الجبهة صباح الأحد في القطاع الأوسط، كنت بصحبة الزملاء صلاح قبضايا ويوسف الشريف (روز اليوسف) وعبدالستار الطويلة (روز اليوسف) رحمهم الله، ومكرم جاد الكريم رفيق تلك السنوات المجيدة في تاريخ مصر، أعترف أنني كنت أتحرك بخلفية حرب الاستنزاف، حيث الطيران الإسرائيلي يصول ويجول، منذ عبورنا الاسماعيلية إلي اتجاه القناة، بدا واقع جديد رحت أرصد تفاصيله، الوجوه تفيض بالبشر والتحدي، سألنا جندياً أسمر الملامح يرتدي الخوذة وشدة القتال عن نشاط الطيران المعادي، فقال بحماس: حتشوفوا بعينيكم، بعد مسافة سأل الضابط المرافق لنا عن المعبر، أصغيت إلي اللفظ وصيغة السؤال »المعبر منين» لفظ جديد أضيف إلي اللغة، قوانين الحركة في الجبهة تغيرت، كان الاقتراب من ماء القناة زمن حرب الاستنزاف محفوفاً بالمخاطر، نشاط القنص يومي، ساعد العدو أن الردم الناتج عن حفر القناة كان يلقي ناحية الشرق، كانوا أعلي من مواقعنا، إلي أن ابتكر الجيش المصري المصاطب التي حققت ما يسمي »ركوب العدو». هنا السؤال: لماذا كان القرار السياسي يقضي بتوقف القوات الضخمة التي عبرت في رؤوس كباري عمقها من 15 إلي 17 كيلو متراً؟ يوم الأحد أول زيارة إلي الجبهة، التقيت بثلاثة من أعظم قادتنا، العميد حسن أبو سعدة وتربطني به صلة عميقة، والعميد عبد رب النبي حافظ قائد الفرقة السادسة عشر التي تحملت الجهد الأكبر في معارك الثغرة بدءاً من اليوم 16 أكتوبر، والعميد عبدالقوي رئيس أركان الفرقة الثامنة عشر، كانت الفرق كلها قد عبرت بكامل أسلحة الدعم، آخر فرقة تم نصب المعابر الثقيلة »للدبابات» في قطاعها الفرقة التاسعة عشر في السويس، كان سؤالي وسؤال جميع الصحفيين: ما الخطوة التالية؟ لماذا لم يتقدم الجيش المصري إلي الممرات الجبلية؟، تثبت الوثائق التاريخية المنشورة في إسرائيل مؤخراً أن القيادة الإسرائيلية كانت متقبلة لفكرة إخلاء سيناء بالكامل، المستشار حافظ اسماعيل في مذكراته المهمة أكد أن تطوير الهجوم كان يجب أن يبدأ مبكراً، وأن حجم القوات التي عبرت كان ضخماً بالنسبة لتوقفها فيما عُرف بالوقفة التعبوية، حارب الجيش ببسالة فاجأت الجميع، وكانت القوات جاهزة علي جميع المستويات، لكن القرار السياسي كان يحدد حركة الجيش، وفي يوم الاثنين جري تطور خطير ذكره المستشار حافظ اسماعيل، والأستاذ هيكل في كتاب عن الحرب، والوزير أحمد أبو الغيط في كتابه »شاهد علي الحرب والسلام» إنها تلك البرقية التي أرسلها السادات يوم الثامن من أكتوبر إلي كيسنجر وكانت سبباً في قلب الموقف رأساً علي عقب بالنسبة للجيش المصري ولهذا تفصيل.