علاء الدينوف يعلن القضاء على عدد كبير من المرتزقة الأجانب في كورسك    عاجل.. استبعاد ثلاثي من قائمة الأهلي لمواجهة الزمالك في السوبر الإفريقي    نبض واحد.. احتفال "اليوم العالمي للقلب" بمشاركة نخبة من خبراء المجتمع الطبي والرياضي    توجيهات لوزير التعليم العالي بشأن العام الدراسي الجديد 2025    الداخلية تطلق مبادرة لتوزيع حقائب مدرسية على الأولى بالرعاية    بلغة الإشارة.. انطلاق النسخة الثانية من ماراثون يوم الصم العالمي بالإسكندرية (صور)    هل يمكن للدبلوماسية الحالية أن تحقق وقف إطلاق النار في الشرق الأوسط؟    خبير استراتيجي: إسرائيل تستهدف دخولا بريا لتدمير بنية حزب الله    وزيرة البيئة: مصر تحرص على توحيد جهود القارة في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة    سلوت يزف بشرى سارة لجماهير ليفربول بشأن أليسون بيكر    الأمن العام يوجه حملات أمنية لضبط الخارجين عن القانون في 3 محافظات    مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابي يكشف عن قائمة أعضاء لجنة التحكيم    والدة ريم البارودي تتعرض لحادث سير وتخضع لعملية جراحية    إيرادات الخميس.. "عاشق" الأول و"ولاد رزق 3" في المركز الرابع    "كنوز مصرية".. متحف شرم الشيخ يحتفل بيوم السياحة العالمي    بالفيديو| داعية يكشف عن فضائل الصلاة على النبي: شفاء للقلوب ونور للأبصار    تراجع أسعار الذهب اليوم الجمعة في مصر.. «عيار 21 يفقد مكاسبه»    وزارة الصحة تعلن إنشاء تطبيق إلكتروني يعرض أماكن بيع الأدوية وبدائلها    عام جامعي جديد بشعار «بداية لبناء الإنسان».. الجامعات تشارك بالمبادرة    رفع 13761 طنا من القمامة على مدار أسبوع بمراكز الإسماعيلية    غرفة السلع السياحية تناشد الأعضاء بسرعة سداد الاشتراكات تجنبًا للغرامة    الشهابي: الحوار الوطني يجمع كل ألوان الطيف السياسي والفكري المصري    المنوفية تشيع جثمان الشهيد النقيب محمود جمال إلى مثواه الأخير    تين هاج يتحدث عن عدم تسجيل برونو حتى الآن    رئيس الرعاية الصحية والمدير الإقليمي للوكالة الفرنسية يبحثان مستجدات منحة دعم التأمين الشامل    بني سويف: إجراء 11 عملية جراحية للقضاء على قوائم الانتظار ضمن مبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان    حظ سيئ ومصائب تطارد برج الجدي في أكتوبر.. اتبع هذه النصائح للنجاة    "اليونيسيف": مقتل وإصابة 4700 شخص جراء الضربات الإسرائيلية على لبنان منذ الإثنين الماضي    باكستان تؤكد رغبتها في تعزيز التعاون الثنائي مع نيبال    «أعمال السنة أمر أساسي والبرمجة ستصبح لغة العالم».. تصريحات جديدة لوزير التعليم    عالم أزهري: العديد من الآيات القرآنية تدل على أهمية العلم    الأنبا مكاريوس يترأس حفل تخريج دفعة جديدة من الكلية الإكليريكية    طارق السعيد: عمر جابر الأفضل لمركز الظهير الأيسر أمام الأهلي    علي الحجار نجم حفل وزارة الثقافة بمناسبة العيد ال51 لنصر أكتوبر المجيد    شعائر صلاة الجمعة من الجامع الأزهر.. بث مباشر    إشراقة الإيمان: قراءة سورة الكهف في يوم الجمعة    محافظ كفر الشيخ يعلن إزالة 534 حالة تعد على أملاك الدولة والأراضي الزراعية    مصرع طفلة صدمتها سيارة «ميكروباص» أمام منزلها في المنيا    غرق طفلين في مياه النيل بمنطقة أطفيح    شهيدان في قصف إسرائيلي استهدف سكان حي الشجاعية شرق غزة    بعد تداول مقطع صوتي.. الداخلية تضبط طبيبين تحرشا بالسيدات أثناء توقيع الكشف الطبي عليهن    كانا يلهوان.. التصريح بدفن جثتي طفلين لقيا مصرعهما غرقا بنهر النيل بأطفيح    وزير الصناعة يبحث مشاكل المستثمرين في قنا غدا    مواعيد مباريات اليوم 27 سبتمبر.. القمة في السوبر الإفريقي ومونديال الأندية لليد    مميزات وشروط الالتحاق في مدارس «ابدأ».. تخلق كيانات تعليم فني معتمدة دوليا وتواكب سوق العمل    3 أطعمة رئيسية تهيج القولون العصبي.. استشاري تغذية علاجية يحذر منها    سيميوني: أتلتيكو مدريد يحتاج لهذا الشئ    ما حكم الجمع بين الصلوات لعذر؟ الإفتاء تجيب    موعد مباراة النصر والوحدة في الدوري السعودي والقناة الناقلة    إطلاق صواريخ من لبنان على حيفا    أنغام تحيي حفلاً غنائياً في أكتوبر بالمتحف المصري الكبير    ولي عهد الكويت يؤكد ضرورة وقف التصعيد المتزايد بالمنطقة وتعريضها لخطر اتساع رقعة الحرب    ختام فعاليات مسابقات جمال الخيل بالشرقية وتوزيع جوائز المهرجان على الفائزين    "حقوق الإنسان": اقترحنا عدم وجود حبس في جرائم النشر وحرية التعبير    خالد الجندي: لهذه الأسباب حجب الله أسرار القرآن    فنربخشه يعبر سانت جيلواز بالدوري الأوروبي    حريق كشك ملاصق لسور مستشفى جامعة طنطا (تفاصيل)    أحمد الطلحي: سيدنا النبي له 10 خصال ليست مثل البشر (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



موسى: حرب أكتوبر علمية قبل أن تكون عسكرية..ومصر غيرت مفهوم الاستراتيجية الحربية

41 عاما مضت على ذكرى أعظم الانتصارات العسكرية في التاريخ، ذكرى انتصار السادس من أكتوبر 1973، والذي سجله المقاتل المصري بدمائه الذكية التي روت رمال سيناء.
ولإلقاء الضوء على هذه الانتصارات العظيمة التي حققتها العسكرية المصرية، وكيف تم الإعداد والتخطيط لها، وحتى نقف على الدروس المستفادة من هذه المعركة التي غيرت الإستراتيجية العسكرية العالمية.. كان لبوابة أخبار اليوم هذا الحوار مع اللواء أ.ح متقاعد د.طلعت موسى، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، والذي تخرج عام 1964، في الكلية الحربية وشارك في حرب 1967، وحرب الاستنزاف ومعركة أكتوبر 1973.. وإلى نص الحوار:
- كيف تم الإعداد والتخطيط لحرب أكتوبر ؟
أثناء عملية التخطيط والتحضير للمعركة تم تحديد أهم المشكلات التي يمكن أن تواجه القوات والأساليب العلمية لكيفية التغلب عليها، ولقد كان أهم تلك المشكلات النقط القوية والمواقع الحصينة، وأسلوب التغلب عليها واقتحامها، والساتر الترابي وكيف يتم تجاوزه وخزانات النابالم التي ستحول القناة إلى نيران مشتعلة، احتياطيات العدو القريبة والتي تقوم بنجدة النقط القوية خلال الساعات الأولى من العبور.
ويمكننا القول أن حرب أكتوبر كانت حرب علمية قبل أن تكون عسكرية ، فقد استخدمت القيادة العامة للقوات المسلحة وقتها كل الأساليب العلمية في التجهيز والتخطيط للحرب وحتى وقت التنفيذ نفسه واليوم والساعة والشهر، كل ذلك تم بناءا على أسس علمية دقيقة.
- متى علمت بتوقيت بدء الحرب؟
قال: "كنت وقتها رئيسا لعمليات أحد الكتائب، وطبقا لبرنامج التدريب اليومي كانت الكتيبة مصطفة في الطابور الصباحي لإجراء طابور اللياقة البدنية، وإذا بقائد الكتيبة يطلب منى جمع ضباط الكتيبة لعقد مؤتمر مع قائد الفرقة وفى تمام الساعة التاسعة حضر قائد الفرقة، وقال لنا: مبروك يا رجالة، الساعة التي نتمناها منذ سنوات قد جاءت سنحارب اليوم، وسنحرر سيناء".
وأضاف: "قال القائد، أضبطوا ساعتكم على ساعة جامعة القاهرة الساعة 12 ظهرا ستعبر الطائرات من فوقكم الثانية إلا خمس دقائق وسيعقبها التمهيد النيراني بالمدفعية لمدة 53 دقيقة حيث سنبدأ موجات العبور ونتقابل جميعا في سيناء بإذن الله وانصرف مسرعا إلى كتيبة أخرى ليقول لضباطها نفس الأوامر والتعليمات".
وتابع: "في الساعة الثانية إلا خمسة دقائق بعد الظهر بدأ الهجوم بانطلاق الطائرات في عنان السماء إلى سيناء لتنفيذ الضربة الجوية على الأهداف المخصصة لها من 3 مطارات وقواعد جوية، 10 مواقع صواريخ هوك، 3 مراكز قيادة وسيطرة وإعاقة إلكترونية، 2 موقع مدفعية بعيدة المدى، 3 مناطق شئون إدارية، عدد من محطات الرادار، جميع حصون العدو شرق بور فؤاد".
- وماذا عن المدفعية؟
قال: "في نفس اللحظة سقطت نيران أكثر من 2000 مدفع على طول جبهة القناة في أكبر تمهيد نيراني لعملية هجومية يشهدها التاريخ لمدة 53 دقيقة ، ثم بدأت في الساعة الثانية والثلث موجات العبور للقوات، ليتم الإعلان عن سقوط أول نقطة قوية للعدو ورفع العلم المصري عليها وبدأت قوات المهندسين في نفس اللحظة بدء أعمال فتح الثغرات والممرات في الساتر الترابي وإنشاء الكباري لعبور الدبابات والانتهاء منها قبل آخر ضوء".
- وماذا عن نقل الجنود إلى الضفة الشرقية للقناة؟
أجاب: "في أقل من 6 ساعات استطاعت فرق النسق الأول اقتحام قناة السويس على مواجهة 170 كم ، لقد كان ذلك رائعا لا يمكن أن ينسى، ولقد سجله التاريخ بكل فخر للعسكرية المصرية وللجندي المصري، الذي شهد بكفاءته العدو قبل الصديق".
- هل كانت ستنتهي الأسطورة العسكرية الإسرائيلية في الحرب لولا مساعدة أمريكا لها؟
قال: "القوات المصرية توقفت على الخط الذي استولت عليه حتى يوم 10 أكتوبر نظرا للخسائر الكبيرة التي تكبدتها إسرائيل في بداية المعركة، فقد اتصلت "جولدا مائير" رئيس وزراء إسرائيل بالرئيس الأمريكي يوم 8 أكتوبر، وهى تصرخ أنقذوا إسرائيل، وبدأ الإمداد الأمريكي بالدبابات والمعدات التي تم تدميرها عن طريق الجسر الجوى من أمريكا إلى مطار العريش إلى ميدان المعركة مباشرة".
وتابع: "تم أسر عدد من دبابات العدو يشير عداد المسافة بها إلى أنها قطعت 150 كم فقط، وهى المسافة من مطار العريش إلى ميدان المعركة، ولذلك فقد كان من الضروري لنا وقفة تعبوية لمدة أربعة أيام لأكثر من سبب أولا لضمان الثبات وتعزيز رءوس الكباري عن طريق استكمال أعمال التجهيز الهندسي لتوفير الوقاية للقوات".
وأكمل: "ثانيا إتاحة الفرصة لانتقال عناصر ووحدات الدفاع الجوى إلى شرق القناة وإجراء التجهيز الهندسي الملائم لها لتوفير الحماية لقواتنا أثناء القتال، ثالثا ضمان تحقيق الاتزان الإستراتيجي في المسرح بفضل وجود الأنساق الثانية للجيوش الميدانية واحتياطات القيادة العامة غرب القناة، رابعا إعادة تنظيم وتجميع القوات في رءوس الكباري".
- حدثنا عن دور الصاعقة المصرية؟
أسرد: "استطاعت الصاعقة المصرية الاستيلاء على المصاطب التي أعدها العدو لدباباته، ثم اندفعت جماعات منهم إلى الشرق لإقامة الكمائن لاقتناص دبابات العدو التي تحاول الاقتراب من الساتر الترابي وفى عمق سيناء، وخاضوا قتالا مستميتا على الطرق والمضايق ضد مدرعات العدو التي حاولت الاقتراب لإجهاض عملية العبور".
وأضاف: "واجهوا دبابات العدو بأسلحتهم الخفيفة المضادة للدبابات، وألقوا بأنفسهم في طريق تقدم العدو وعلى ظهورهم الألغام المضادة للدبابات كي تنفجر فوق أجسادهم مدرعات العدو في شجاعة منقطعة النظير، وبعد عدة دقائق من بدء العبور، وضع أكثر من ثمانية آلاف مقاتل مصري أقدامهم على الضفة الشرقية واقتحموا النقط بالمواجهة ودمروا تحصيناتها، وتم صد وتدمير هجمات العدو المضادة".
وتابع: "قبل آخر ضوء ذلك اليوم عبرت عشرات من طائرات الهليكوبتر المصرية تحمل قوات الصاعقة صوب أهدافها المخصصة لها على طول المواجهة لأعماق تصل 30 40 كم بدأت تنفيذ مهامها المحددة لتعطيل احتياطات العدو التعبوية من الوصول لأرض المعركة، وقبل بزوغ نهار اليوم التالي كانت قواتنا قد عززت مواقعها شرق القناة بأعداد كبيرة من المدرعات والمدفعية والأسلحة الثقيلة، ونجحت قواتنا خلال السابع من أكتوبر في تعميق رءوس الكباري حتى 8 كم شرقا، وتم تحرير مدينة القنطرة شرق".
- نريد أن نعرف أكثر عن عملية تطوير الهجوم في ال 14 من شهر أكتوبر ؟
كشف: "تم تطوير الهجوم يوم 14 أكتوبر ظهر من خلال سير أعمال القتال في المرحلة الأولى للعملية الهجومية الإستراتيجية وأن العدو يركز جهوده الرئيسية لإيقاف هجوم القوات السورية لما له من خطر كبير على العمق الإسرائيلي بصورة مباشرة، لذا فقد دفعت إسرائيل بالجزء الأكبر من احتياطها تجاه الجبهة السورية، ولإحباط مخطط العدو قررت القيادة المصرية إجبار العدو على نقل جهوده صوب سيناء لتخفيف الضغط على سوريا، ولإجبار العدو على المناورة، لذا تقرر التعجيل بقيام القوات المصرية بالضغط شرقا على العدو في سيناء".
وأكد: "تلخصت فكرة عملية التطوير يوم 14 أكتوبر في دفع القوات على المحاور الرئيسية الأربعة في سيناء، وتعرضت خلال تقدمها إلى ستائر الصواريخ المضادة للدبابات التي وصلت حديثا من الولايات المتحدة الأمريكية، لكن قواتنا تمكنت من التوغل لمسافة 12- 15 كم وأوقعت بالعدو خسائر كبيرة واحتلت بعض مواقعه".
- ذكرت في تصريح سابق أن مصر تعيش حالة حرب.. فما هو الفرق بين حرب أكتوبر وبين الحالة التي نعيشها الآن ؟
كنت أقصد أن مصر في حالة حرب على الإرهاب، وهى أكثر شراسة وضراوة من حرب أكتوبر 1973، لأن العدو في عام73 كان واضح ومعروف،وكنا نعلم أساليبه وعدده، و كان الجيش والشرطة والشعب حينها منضوون تحت لواء لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، ولذلك نجحنا في فترة قصيرة تحقيق النصر على العدو في سيناء ، لكن الإرهاب ليس له وطن أو مكان أو زمان، وقد استشرى هؤلاء الإرهابيون في جسد الشعب المصري،وما تقوم به القوات المسلحة الآن هي حرب ضروس، خاصة أن القضاء على الإرهاب يأخذ وقتا، كما أنه لا يوجد دولة في العالم تستطيع القضاء على الإرهاب بنسبة 100% بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية.
- كلمة أخيرة، ماذا تحب أن تقول عن الحرب؟
اختتم: " علينا أن نعتز بما حققناه من نتائج في حرب أكتوبر على المستوى المحلى والإقليمي والعالمي، فلقد كانت سببا في إيجاد موقف عربي موحد لم يشهده العالم من قبل، وعززت الوحدة الوطنية المصرية إلى درجة كبيرة، وأعادت للشعب ثقته بالقوات المسلحة، كما قضت على أسطورة جيش إسرائيل الذي لا يقهر، وغيرت الإستراتيجية العسكرية في العالم كله حتى باتت القيادة العسكرية في الدول الكبرى، تعكف على دراسة وتحليل حرب أكتوبر، كما أنها حركت أزمة الشرق الأوسط بدرجة لم تحدث من قبل ذلك".
41 عاما مضت على ذكرى أعظم الانتصارات العسكرية في التاريخ، ذكرى انتصار السادس من أكتوبر 1973، والذي سجله المقاتل المصري بدمائه الذكية التي روت رمال سيناء.
ولإلقاء الضوء على هذه الانتصارات العظيمة التي حققتها العسكرية المصرية، وكيف تم الإعداد والتخطيط لها، وحتى نقف على الدروس المستفادة من هذه المعركة التي غيرت الإستراتيجية العسكرية العالمية.. كان لبوابة أخبار اليوم هذا الحوار مع اللواء أ.ح متقاعد د.طلعت موسى، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، والذي تخرج عام 1964، في الكلية الحربية وشارك في حرب 1967، وحرب الاستنزاف ومعركة أكتوبر 1973.. وإلى نص الحوار:
- كيف تم الإعداد والتخطيط لحرب أكتوبر ؟
أثناء عملية التخطيط والتحضير للمعركة تم تحديد أهم المشكلات التي يمكن أن تواجه القوات والأساليب العلمية لكيفية التغلب عليها، ولقد كان أهم تلك المشكلات النقط القوية والمواقع الحصينة، وأسلوب التغلب عليها واقتحامها، والساتر الترابي وكيف يتم تجاوزه وخزانات النابالم التي ستحول القناة إلى نيران مشتعلة، احتياطيات العدو القريبة والتي تقوم بنجدة النقط القوية خلال الساعات الأولى من العبور.
ويمكننا القول أن حرب أكتوبر كانت حرب علمية قبل أن تكون عسكرية ، فقد استخدمت القيادة العامة للقوات المسلحة وقتها كل الأساليب العلمية في التجهيز والتخطيط للحرب وحتى وقت التنفيذ نفسه واليوم والساعة والشهر، كل ذلك تم بناءا على أسس علمية دقيقة.
- متى علمت بتوقيت بدء الحرب؟
قال: "كنت وقتها رئيسا لعمليات أحد الكتائب، وطبقا لبرنامج التدريب اليومي كانت الكتيبة مصطفة في الطابور الصباحي لإجراء طابور اللياقة البدنية، وإذا بقائد الكتيبة يطلب منى جمع ضباط الكتيبة لعقد مؤتمر مع قائد الفرقة وفى تمام الساعة التاسعة حضر قائد الفرقة، وقال لنا: مبروك يا رجالة، الساعة التي نتمناها منذ سنوات قد جاءت سنحارب اليوم، وسنحرر سيناء".
وأضاف: "قال القائد، أضبطوا ساعتكم على ساعة جامعة القاهرة الساعة 12 ظهرا ستعبر الطائرات من فوقكم الثانية إلا خمس دقائق وسيعقبها التمهيد النيراني بالمدفعية لمدة 53 دقيقة حيث سنبدأ موجات العبور ونتقابل جميعا في سيناء بإذن الله وانصرف مسرعا إلى كتيبة أخرى ليقول لضباطها نفس الأوامر والتعليمات".
وتابع: "في الساعة الثانية إلا خمسة دقائق بعد الظهر بدأ الهجوم بانطلاق الطائرات في عنان السماء إلى سيناء لتنفيذ الضربة الجوية على الأهداف المخصصة لها من 3 مطارات وقواعد جوية، 10 مواقع صواريخ هوك، 3 مراكز قيادة وسيطرة وإعاقة إلكترونية، 2 موقع مدفعية بعيدة المدى، 3 مناطق شئون إدارية، عدد من محطات الرادار، جميع حصون العدو شرق بور فؤاد".
- وماذا عن المدفعية؟
قال: "في نفس اللحظة سقطت نيران أكثر من 2000 مدفع على طول جبهة القناة في أكبر تمهيد نيراني لعملية هجومية يشهدها التاريخ لمدة 53 دقيقة ، ثم بدأت في الساعة الثانية والثلث موجات العبور للقوات، ليتم الإعلان عن سقوط أول نقطة قوية للعدو ورفع العلم المصري عليها وبدأت قوات المهندسين في نفس اللحظة بدء أعمال فتح الثغرات والممرات في الساتر الترابي وإنشاء الكباري لعبور الدبابات والانتهاء منها قبل آخر ضوء".
- وماذا عن نقل الجنود إلى الضفة الشرقية للقناة؟
أجاب: "في أقل من 6 ساعات استطاعت فرق النسق الأول اقتحام قناة السويس على مواجهة 170 كم ، لقد كان ذلك رائعا لا يمكن أن ينسى، ولقد سجله التاريخ بكل فخر للعسكرية المصرية وللجندي المصري، الذي شهد بكفاءته العدو قبل الصديق".
- هل كانت ستنتهي الأسطورة العسكرية الإسرائيلية في الحرب لولا مساعدة أمريكا لها؟
قال: "القوات المصرية توقفت على الخط الذي استولت عليه حتى يوم 10 أكتوبر نظرا للخسائر الكبيرة التي تكبدتها إسرائيل في بداية المعركة، فقد اتصلت "جولدا مائير" رئيس وزراء إسرائيل بالرئيس الأمريكي يوم 8 أكتوبر، وهى تصرخ أنقذوا إسرائيل، وبدأ الإمداد الأمريكي بالدبابات والمعدات التي تم تدميرها عن طريق الجسر الجوى من أمريكا إلى مطار العريش إلى ميدان المعركة مباشرة".
وتابع: "تم أسر عدد من دبابات العدو يشير عداد المسافة بها إلى أنها قطعت 150 كم فقط، وهى المسافة من مطار العريش إلى ميدان المعركة، ولذلك فقد كان من الضروري لنا وقفة تعبوية لمدة أربعة أيام لأكثر من سبب أولا لضمان الثبات وتعزيز رءوس الكباري عن طريق استكمال أعمال التجهيز الهندسي لتوفير الوقاية للقوات".
وأكمل: "ثانيا إتاحة الفرصة لانتقال عناصر ووحدات الدفاع الجوى إلى شرق القناة وإجراء التجهيز الهندسي الملائم لها لتوفير الحماية لقواتنا أثناء القتال، ثالثا ضمان تحقيق الاتزان الإستراتيجي في المسرح بفضل وجود الأنساق الثانية للجيوش الميدانية واحتياطات القيادة العامة غرب القناة، رابعا إعادة تنظيم وتجميع القوات في رءوس الكباري".
- حدثنا عن دور الصاعقة المصرية؟
أسرد: "استطاعت الصاعقة المصرية الاستيلاء على المصاطب التي أعدها العدو لدباباته، ثم اندفعت جماعات منهم إلى الشرق لإقامة الكمائن لاقتناص دبابات العدو التي تحاول الاقتراب من الساتر الترابي وفى عمق سيناء، وخاضوا قتالا مستميتا على الطرق والمضايق ضد مدرعات العدو التي حاولت الاقتراب لإجهاض عملية العبور".
وأضاف: "واجهوا دبابات العدو بأسلحتهم الخفيفة المضادة للدبابات، وألقوا بأنفسهم في طريق تقدم العدو وعلى ظهورهم الألغام المضادة للدبابات كي تنفجر فوق أجسادهم مدرعات العدو في شجاعة منقطعة النظير، وبعد عدة دقائق من بدء العبور، وضع أكثر من ثمانية آلاف مقاتل مصري أقدامهم على الضفة الشرقية واقتحموا النقط بالمواجهة ودمروا تحصيناتها، وتم صد وتدمير هجمات العدو المضادة".
وتابع: "قبل آخر ضوء ذلك اليوم عبرت عشرات من طائرات الهليكوبتر المصرية تحمل قوات الصاعقة صوب أهدافها المخصصة لها على طول المواجهة لأعماق تصل 30 40 كم بدأت تنفيذ مهامها المحددة لتعطيل احتياطات العدو التعبوية من الوصول لأرض المعركة، وقبل بزوغ نهار اليوم التالي كانت قواتنا قد عززت مواقعها شرق القناة بأعداد كبيرة من المدرعات والمدفعية والأسلحة الثقيلة، ونجحت قواتنا خلال السابع من أكتوبر في تعميق رءوس الكباري حتى 8 كم شرقا، وتم تحرير مدينة القنطرة شرق".
- نريد أن نعرف أكثر عن عملية تطوير الهجوم في ال 14 من شهر أكتوبر ؟
كشف: "تم تطوير الهجوم يوم 14 أكتوبر ظهر من خلال سير أعمال القتال في المرحلة الأولى للعملية الهجومية الإستراتيجية وأن العدو يركز جهوده الرئيسية لإيقاف هجوم القوات السورية لما له من خطر كبير على العمق الإسرائيلي بصورة مباشرة، لذا فقد دفعت إسرائيل بالجزء الأكبر من احتياطها تجاه الجبهة السورية، ولإحباط مخطط العدو قررت القيادة المصرية إجبار العدو على نقل جهوده صوب سيناء لتخفيف الضغط على سوريا، ولإجبار العدو على المناورة، لذا تقرر التعجيل بقيام القوات المصرية بالضغط شرقا على العدو في سيناء".
وأكد: "تلخصت فكرة عملية التطوير يوم 14 أكتوبر في دفع القوات على المحاور الرئيسية الأربعة في سيناء، وتعرضت خلال تقدمها إلى ستائر الصواريخ المضادة للدبابات التي وصلت حديثا من الولايات المتحدة الأمريكية، لكن قواتنا تمكنت من التوغل لمسافة 12- 15 كم وأوقعت بالعدو خسائر كبيرة واحتلت بعض مواقعه".
- ذكرت في تصريح سابق أن مصر تعيش حالة حرب.. فما هو الفرق بين حرب أكتوبر وبين الحالة التي نعيشها الآن ؟
كنت أقصد أن مصر في حالة حرب على الإرهاب، وهى أكثر شراسة وضراوة من حرب أكتوبر 1973، لأن العدو في عام73 كان واضح ومعروف،وكنا نعلم أساليبه وعدده، و كان الجيش والشرطة والشعب حينها منضوون تحت لواء لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، ولذلك نجحنا في فترة قصيرة تحقيق النصر على العدو في سيناء ، لكن الإرهاب ليس له وطن أو مكان أو زمان، وقد استشرى هؤلاء الإرهابيون في جسد الشعب المصري،وما تقوم به القوات المسلحة الآن هي حرب ضروس، خاصة أن القضاء على الإرهاب يأخذ وقتا، كما أنه لا يوجد دولة في العالم تستطيع القضاء على الإرهاب بنسبة 100% بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية.
- كلمة أخيرة، ماذا تحب أن تقول عن الحرب؟
اختتم: " علينا أن نعتز بما حققناه من نتائج في حرب أكتوبر على المستوى المحلى والإقليمي والعالمي، فلقد كانت سببا في إيجاد موقف عربي موحد لم يشهده العالم من قبل، وعززت الوحدة الوطنية المصرية إلى درجة كبيرة، وأعادت للشعب ثقته بالقوات المسلحة، كما قضت على أسطورة جيش إسرائيل الذي لا يقهر، وغيرت الإستراتيجية العسكرية في العالم كله حتى باتت القيادة العسكرية في الدول الكبرى، تعكف على دراسة وتحليل حرب أكتوبر، كما أنها حركت أزمة الشرق الأوسط بدرجة لم تحدث من قبل ذلك".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.