منذ عشر سنوات، أتيح لى أن أحضر لقاءا قلما يتكرر، بين هيكل ونجيب محفوظ. وكان مقررا أن أقوم بالتغطية الصحفية للقاء، وعلم الأستاذ بذلك، واتصل مكتبه بي في اليوم التالي ليخبرني برغبة الأستاذ أن يقرأ ما كتبت قبل نشره. ويمكن أن أرسل له ما كتبت على الفاكس، ثم أتصل به بعد نصف ساعة من إرسال الفاكس. شعرت بارتباك شديد: هل سيقرأ (الأستاذ) فعلا ما كتبت، وقبل نشره، ماذا لو كانت لديه ملاحظات؟ هل سيقترح بناء جديدا للموضوع؟ وهكذا راحت الأسئلة تلاحقني، حتى جاء الموعد المحدد للاتصال به. نصف ساعة كاملة أتحدث إليه، أستمع إلى ملاحظاته، سبع ملاحظات، كل واحده منها تقدم درسا مهنيا. كنت قد كتبت أن " الأستاذ أحضر معه تورتة بلغت مترا في 80 سم". قال الدقة مهمة، لقد سألت وعرفت أنها لم تكن في ذلك الحجم، كما أنني (أرسلت) التورتة، ولم أحملها معي، وهناك فرق كبير بين الفعلين. ثم تطرق الحديث عن الدور الذي ينبغي أن تلعبه الجامعة العربية في الظروف العربية الحالية، كان يتحدث موضحا فكرته، وأنا في حالة إصغاء كامل أكتب وراءه حتى لا تفوتنى كلمة مما يقول، وفجأة قطع صمتي: أين أنت؟ قلت: إني أكتب ما تقول. قال: اصغِ جيدا واستوعب ما أقول ثم انقله بأسلوبك وعباراتك. وكان هذا درسا آخر من دروس هيكل. مكالمة لم تستغرق سوى نصف ساعة... وبخبرته الواسعة نقل دروساً في الأداء المهنى، تحتاج إلى سنين. لذا كان الإعلان عن مؤسسة هيكل للصحافة العربية فرصة نادرة للاقتراب من الأستاذ،فقد حضر، وناقش ..على مدى مدى أيام..وتحمل نزق الشباب ، وأسئلتهم ...هو يؤمن أنه " في مكان ما هناك شخص يخبئ شيئا ما، وهناك دائما قصة تستحق أن تروى. وبإمكان الصحافي إذا توفر له (خيط) واحد أن يسير خلفه ليكشف شبكة كاملة"... النموذج الأمثل لما قاله يراه فى (فضيحة واترجيت) هي النموذج الأمثل لصحافة الاستقصاء هي لم تؤد فقط إلى (كشف معلومة) وإنما أيضا إلى (إزاحة رئيس). منذ عشر سنوات، أتيح لى أن أحضر لقاءا قلما يتكرر، بين هيكل ونجيب محفوظ. وكان مقررا أن أقوم بالتغطية الصحفية للقاء، وعلم الأستاذ بذلك، واتصل مكتبه بي في اليوم التالي ليخبرني برغبة الأستاذ أن يقرأ ما كتبت قبل نشره. ويمكن أن أرسل له ما كتبت على الفاكس، ثم أتصل به بعد نصف ساعة من إرسال الفاكس. شعرت بارتباك شديد: هل سيقرأ (الأستاذ) فعلا ما كتبت، وقبل نشره، ماذا لو كانت لديه ملاحظات؟ هل سيقترح بناء جديدا للموضوع؟ وهكذا راحت الأسئلة تلاحقني، حتى جاء الموعد المحدد للاتصال به. نصف ساعة كاملة أتحدث إليه، أستمع إلى ملاحظاته، سبع ملاحظات، كل واحده منها تقدم درسا مهنيا. كنت قد كتبت أن " الأستاذ أحضر معه تورتة بلغت مترا في 80 سم". قال الدقة مهمة، لقد سألت وعرفت أنها لم تكن في ذلك الحجم، كما أنني (أرسلت) التورتة، ولم أحملها معي، وهناك فرق كبير بين الفعلين. ثم تطرق الحديث عن الدور الذي ينبغي أن تلعبه الجامعة العربية في الظروف العربية الحالية، كان يتحدث موضحا فكرته، وأنا في حالة إصغاء كامل أكتب وراءه حتى لا تفوتنى كلمة مما يقول، وفجأة قطع صمتي: أين أنت؟ قلت: إني أكتب ما تقول. قال: اصغِ جيدا واستوعب ما أقول ثم انقله بأسلوبك وعباراتك. وكان هذا درسا آخر من دروس هيكل. مكالمة لم تستغرق سوى نصف ساعة... وبخبرته الواسعة نقل دروساً في الأداء المهنى، تحتاج إلى سنين. لذا كان الإعلان عن مؤسسة هيكل للصحافة العربية فرصة نادرة للاقتراب من الأستاذ،فقد حضر، وناقش ..على مدى مدى أيام..وتحمل نزق الشباب ، وأسئلتهم ...هو يؤمن أنه " في مكان ما هناك شخص يخبئ شيئا ما، وهناك دائما قصة تستحق أن تروى. وبإمكان الصحافي إذا توفر له (خيط) واحد أن يسير خلفه ليكشف شبكة كاملة"... النموذج الأمثل لما قاله يراه فى (فضيحة واترجيت) هي النموذج الأمثل لصحافة الاستقصاء هي لم تؤد فقط إلى (كشف معلومة) وإنما أيضا إلى (إزاحة رئيس).