أكمل رئيس تحرير أخبار الأدب السابق د.مجدي العفيفي، مشروعه النقدي الأكاديمي حول الكاتب الكبير يوسف إدريس. وأصدرت الهيئة العامة للكتاب هذا الأسبوع كتابه الثاني "لذة القص في روايات يوسف إدريس - وهو رسالته للدكتوراه من جامعة القاهرة" بعد كتابه الأول "لغة الأعماق البعيدة.. دراسة في فن القصة القصيرة- وهي رسالته للماجستير من نفس الجامعة" وقد نشره المجلس الأعلى للثقافة قبل عامين. ويكشف الناقد د. مجدي العفيفي، في كتابه "لذة القص في روايات يوسف إدريس" أسرارا كثيرة ودقيقة في عالم يوسف إدريس الروائي عبر القراءة الكاشفة لرواياته التسع:"قصة حب" و"قاع المدينة" و"الحرام" و"فيينا60" و"العيب"، و"العسكري الأسود" و"النداهة"، و"البيضاء" و"نيويورك 80" وهي تشكل أحد أضلاع المثلث الإبداعي ليوسف إدريس "فن القصة القصيرة، وفن الرواية، وفن المسرح" الذي يرتكز على منظومة تتجلى في وحدة إبداعية متجانسة، وحدة وجود، ووحدة فن، ووحدة فكر، تحكمها رؤية شاملة تنتظم أعماله الإبداعية، بما تطرحه من رؤى عميقة ومتطورة للإنسان والعالم والكون، وبما تحمله من معطيات فكرية ذات مرجعيات معرفية وجمالية، وبما تصوره من أنساق فنية يفضي بعضها إلى بعض عبر استراتيجية متناسجة في تجلياتها السردية على تباين أشكالها وتعدد مستوياتها. وسعى الدكتور الناقد في أطروحته إلى الكشف - أولا - عن النظام العام لأدب يوسف إدريس الروائي، والكشف - ثانيا - عن العلاقات التي تجمع بين عناصر البناء المختلفة، بتقديم رؤية نقدية، لاستكشاف التشكيلات الجمالية في روايات يوسف إدريس، حيث تتبدى العناية بمفردات الخطاب الروائي التي تلقي بظلالها على تضافر هذه الأبنية لصالح الخطاب والحكاية معا، من حيث التماسك الفني، ومن حيث جدلية العلاقة بين العناصر الروائية، بما يثري النظر في تكوينات الخطاب العام، ثم الكشف - ثالثا - عن القيم الجمالية التي ينطوي عليها، بتحليل المكونات السردية للخطاب الروائى، وكيفية تضافر مقومات السرد وتحليل عناصره ووظائفه وتقنياته، ارتكازا على المنهج الجمالي الاجتماعي، وهو المنهج الذي ينظر به إلى الأدب من ناحية، كما أنه المنهج الذي يتناسب ودراسة البناء السردي لروايات يوسف إدريس من ناحية ثانية، ويساعد في الكشف عن الدور الذي لعبته أعماله بتأصيل الإنجاز الأدبي الذي حققته هذه الأعمال من ناحية ثالثة. ويجيب المؤلف على مجموعة من التساؤلات: كيف استطاع يوسف إدريس أن يجسد جماليات البناء السردي في رواياته؟. وإلى أي مدى يتحقق تضافر الأبنية الفنية في أعماله الروائية؟ وإلى أي حد تشير رواياته إلى تطوره الفني اعتمادا على بنية فكرية تتمثل في رؤية للعالم تتوسط ما بين الأساس الاجتماعي الذي تصدر عنه، والأنساق الفنية والفكرية التي تحكمها هذه الرؤية وتولدها؟ ومن ثم تعاملت الدراسة مع نصوص يوسف إدريس الروائية بوصفها بنية نسقية إبداعية تولدت عن بنية اجتماعية، لاسيما أن أدب يوسف إدريس يشكل خطابا نصيا كليا، وليس وحدات جزئية مشتتة، بل إنه منظومة سردية تتجلى فى الوحدات الصغرى بقدر ما تتجلى فى الأبنية الكلية للنص، وبالتالى تتكشف خواصها الحقيقية من خلال تحليل بنية الخطاب تشكيلا ودلالة، بإنشاء جدلية مع النصوص لاستنطاق محتواها، وسبر أغوارها، وبيان دلالاتها. واقعية إدريس الخاصة وذكر د.مجدي العفيفي أن الخطاب النقدي حول أدب يوسف إدريس السردي، قد تغافل كثيرا دراسة أعماله الروائية دراسة فنية شاملة، بالقياس إلى الأهمية البالغة لدراسة قصصه القصيرة ومسرحياته، فلم تحظ رواياته بالقدر الكافي من البحث الأكاديمي والدرس النقدي، بل إن مكتبة الدراسات الأدبية تفتقر إلى دراسة فنية شاملة للتكنيك الروائي عند يوسف إدريس، خاصة في ظل تعددية مناهج السرد وتطورها المستمر. وانتقد الكاتب التقسيم القسري لمراحل تطور يوسف إدريس، مؤكدا أن في أعمال يوسف إدريس وحدة متناسجة ذات قوة فنية تربط كل اعماله الإبداعية، وتؤكد عدم جدوى التقسيمات وتعسفها بالاختزال المرحلي لمسيرة أربعين عاما، وإغلاق آفاقها الممدودة التي تحلق فيها نصوصه السردية. وذكر المؤلف أن يوسف إدريس عاش مكافحا من أجل تحقق الشخصية الإنسانية حتى يجد التعبيرالملائم عن مضامينه في صياغة الأشكال الجمالية التي أبدعتها منظومته الروائية التي تكونت ما بين عام 1957 وعام 1980 وهي الفترة التي شهدت كثيرا من التحولات في المجتمع المصري، بثوابته ومتغيراته، بل هي من أكثر الحقب في التاريخ المصري المعاصر توترا على الصعيد السياسي، وعلي المسار الاجتماعي، وعلى المشهد الثقافي، حيث تشكلت رؤية يوسف إدريس للعالم عبر عالمه من خلال إدراكه الشامل للواقع الموضوعي ككل متكامل، وهو واقع كانت متغيراته أكثر من ثوابته إلى حد كبير، وقد تخلصت هذه المنظومة الإبداعية إلى حد كبير من التباسات الواقع السياسي والاجتماعي- وإن كانت مرتبطة بلحظتها المتعينة تاريخيا - لتستبقي الجوهر الأصيل الذي لا يزال يضيء بالقيم فى انسيابها عبر الزمان والمكان وتجاوزها الإطار الجزئي والتاريخى إلى الكلي والإنساني. وقال العفيفي إن الواقعية قد اكتملت على يدي يوسف إدريس، الواقعية بمعناها الإنساني العظيم الذي يصور الإنسان والمجتمع باعتبارهما كيانات كاملة، لذلك تتحقق في نصوص يوسف إدريس المعادلة الصعبة بين كسر المذهبية الفكرية ورفض المذهبية الفنية من خلال رؤيته هو، فاتجهت أعماله مباشرة إلى البحث الداخلى، وإلى الدائرة المحيطة به، بمعنى أنه اتجه إلى الكائن الحي، لأنه كان يريد العثور على حقيقته أولا، على المرفأ الخاص به الذى يبحر منه إلى عالم الإبداع فكان الغوص في طبقات الذات الفردية الجماعية هو الدافع لاكتشاف الخاصية المصرية التي تؤهله لكتابة قصة مصرية، كما يتصورها هو، لا كما كانت قائمة، ومن هنا يتمثل الانجاز الكبير ليوسف إدريس في خلق قصة مصرية جدا، من خلال البحث في جوهر الشخصية المصرية فكان المواطن المصري البسيط هو المجلّي الأساسي، كنقطة ارتكاز في انجازه الفني، ويظل يبسط حضوره في جميع أعماله القصصية . تجلياته السردية وتتشكل الدراسة من أربعة أبواب، مسبوقة بمهاد ومشفوعة بخاتمة.أما الباب الأول فينضوي تحت عنوان «استراتيجية العتبات النصية.. البنية والدلالة» حيث يشكل خطاب العتبات مرتكزا تأسيسيا في الخطاب الكلي لمنظومة يوسف إدريس الإبداعية، بما تمثله العتبات من مواقع استراتيجية في النص، وبما ترسله من طاقة توجيهية في مسارات العمل، وبما تمثله من أهمية كأحد المكونات النصية سواء أكانت عتبات خارجية أم داخلية، بأنماطها المختلفة، ووظائفها المتعددة، ويحتوي هذا الباب على أربعة فصول:درس الفصل الأول عتبة العنوان من حيث الصياغة والشعرية، فيحدد أنماط العنونة، ويحفر في بنية العنوان، ويشرح وظيفته، وكيف يفكر العنوان للنص، وتوقف الفصل الثاني عند «عتبة الافتتاحية.. التصنيف والوظيفة» وكيف أنها تحمل الكثير من جينات النص عبر الإشارات المركزية، وقدرتها على إجراء المسح الكلي للعناصر الروائية، وإلى أي حد ترتبط بنية الإفتتاحية ببنية المجتمع. ودرس الفصل الثالث «عتبة النهاية.. وجدلية البداية» فترصد تشكيلها من خلال تعادلية إحكام يوسف إدريس افتتاحيات رواياته، وضبط إيقاعات نهاياتها فنيا وفكريا، ليقيم بينهما علاقات جدلية .واختتم هذا الفصل بالفصل الرابع «عتبة الهامش..والملحقات النصية» الذي تم تخصيصه للبحث في أكثر من محور مثل التقديم الذاتي لبعض الأعمال يوسف إدريس، ولجوء الكاتب إلى الهامش الداخلي، ويثير الفصل قضية التحريف النصي في بعض النصوص، ويكشف مغالطات تأريخية ترتكبها الطبعة المتداولة من هذه الروايات التي تعرضت للتحريف، ويؤكد أهمية هامش النشر والناشر للإحاطة بمثل هذه المتعاليات النصية. وأما الباب الثاني فأفرد مساحته للحفر في طبقات «بنية الشخصية..الأزمة والتصوير الفني» حيث يصور يوسف إدريس في عالمه الروائي كثيرا من شرائح المجتمع، بتعدد مستوياتها، وتنوع طرائق تصويرها، لذا يتشكل هذا الباب من أربعة فصول :تحدث الفصل الأول عن نوعية الشخصية، جماعيا وفرديا، أعقبه الفصل الثاني متخذا مادته من أزمة الشخصية، من خلال ثلاث عدسات سردية هي الكشف، والتحول، والمصير.ودرس الفصل الثالث شخصية المثقف بأنواعه، ومواقفه الفكرية من السلطة والمجتمع والعالم.كما توقف الفصل الرابع حول شخصية المرأة الأجنبية، وكيفية تمثلها للضفة الأخرى في الروايات التي عالجت قضية الصراع الحضاري والمجتمعي بين الشرق والغرب، وشارك فيها يوسف إدريس بمنظوره في ثلاث روايات. ودار الباب الثالث عن «الراوي والمروي له..وتشكيل الخطاب السردي» فلا سرد بلا سارد ولا رواية بدون راوٍ، لذلك يشكل الراوي في برنامج يوسف إدريس السردي، بسيطا كان أم مركبا، وضعية شديدة التعقيد، ومدى قدرته على تحقيق التكافؤ السردي، وأن دراسة الراوي الفني هي دراسة للخطاب السردي، لاسيما أنه يمثل الصوت الشعري المختبئ تحت الخطاب اللغوي، ويتجاور في هذا الباب فصلان: الأول تحدث عن الموقع والمنظور، والصيغة والتعددية، والثاني يتناول أنواع الراوي مشاركا وعليما وانتقائيا ومحايدا ومنقحا وبطلا وموازنا بين الأصوات، والفصل الثالث عن «المروي له.. الموقع والشكل» محددا ثلاثة وجوه للمروي له، ويفرق بين المروي له والقارئ. وكشف الباب الرابع كيفية «تضافر الأبنية الفنية..ثلاثية الحدث والزمان والمكان» باعتبارها ثلاثية متداخلة ومترابطة تتفاعل وتتكامل كعناصر فنية متفاعلة لخدمة الاستراتيجية السردية، ويضم هذا الباب ثلاثة فصول:فاوسع الفصل الأول مساحته لبنية الحدث التي تتميز بوضع المتلقي في قلب الحدث الذي تتسلسل منه مجموعة من المتتاليات أو السلاسل السردية، تترابط فتتماسك بارتباط اللاحق بالسابق عليها، وهى في تماسكها وترابطها تخلق منطق بنيتها، ويشرح كيفية التوزيع الخارجي للحدث، والطرائق الفنية لبنائه، مستخلصا منها قانون اللحظة الروائية. وسلك الفصل الثاني مساره في بنية الزمان، بسماته النوعية، وتكسرالزمن الروائي بآليات الاسترجاع والاستباق، والحركات السردية الأربع المتمثلة في سرعة النص وإبطائه بتقنيات التلخيص والحذف والمشهد والوصف.وطرح الفصل الثالث قضايا المكان الروائي، من حيث الإطار المكاني، والعلاقة بين المكان والشخصية، وعدد محاور التشكيل الجمالي للمكان. يخترق الزمان والمكان وخلص د.مجدي العفيفي في رسالته إلى الكثير من النتائج، من أهمها، أن الدراسة أثبتت مدى أهمية خطاب العتبات كمرتكز تأسيسي في منظومة يوسف إدريس الإبداعية، بما تمثله من مواقع استراتيجية في النص سواء كانت عتبات خارجية أم داخلية، بأنماطها المختلفة، ووظائفها المتعددة، ومدى تمثيلات هذه العتبات كمادة ثرية للعمل النقدي، وحقل تجارب للتحقق الفني. وطالب د.مجدي العفيفي بوقف الطبعة الحالية رواية الحرام إذ من الملاحظ أن الطبعات الأخيرة من رواية "الحرام" قد ارتكبت ما يسميه الباحث «جريمة ثقافية» في حق المبدع يوسف إدريس، إذ امتلأت الطبعة الحالية من الرواية بعشرات من التغييرات والتحريفات والاستبدالات في بنية النص، وأوصت الدراسة بوقف هذه الطبعة وعدم تداولها، احتراما لحقوق مؤلفها وتاريخه، وامتثالا لحقوق الملكية الفكرية، وقد ذكر لباحث أنه أخبر دار النشر التي تتولى طباعة أعمال يوسف إدريس بخطورة هذه التغييرات العبثية، ولكن دون جدوى. وتعرضت الدراسة لكيفية تصوير يوسف إدريس كثيرا من شرائح المجتمع، بتعدد مستوياتها، وتنوع طبقاتها تشكيلا ودلالة، وقدرته على تجسيد هذه النوعيات بتناقضاتها وتقابلاتها شكلا ومضمونا، ومدى تمثله هذه العوالم بأطيافها وعذاباتها واشكالياتها رؤية وأداة، عبر أدوات التصوير الفني في برنامج الكاتب السردي كمرايا متجاورة. وأوضحت الدراسة مهارة الكاتب في تصوير العلاقات الإنسانية، بإدخال ما هو استثنائي إلى ما هو يومي، واختيار وعرض صور وظواهر الحياة اليومية من التهميش إلى قلب الحياة بطريقة غير ملحوظة، وإدخال الأحياء الفقيرة في المدن وسكان القرى والكفور والنجوع من خلال الفعل الإنساني في العمل الروائي بربط الإنسان بالإنسان، ووضع إنسانية الإنسان في وضعيات استثنائية قادرة على أن تكشف عن حقيقته، لذلك فإن شخصياته تخضع لمنطق الفعل البشرى، فتتعرض للخوف والقلق والتردد والتمزق والضعف والقوة لذا تنمو وتتطور، وتتأثر بالزمان والمكان، ولا تقف متعالية خارج حدود الضعف الانسانى، بل هي شخصية إشكالية يحفظ لها توازنها بالكشف عن جوهرها داخل الحياة نفسها، حين يحولها بشكل غير مباشر، من الشبح إلى الإنسان والواقع الحقيقي، واستحضارها ومعها لغاتها وأخيلتها من عالمها الخاص، ولها قضاياها ومواقفها من العالم. وأثبتت الدراسة مدى تضافر مجموعة من الملامح الفنية التي تشكل قوام الشخصية الروائية في عالم يوسف إدريس، فتظهرها أكثر اغتناء في حركيتها، وأعمق تركيبا في بنيتها، وأغزر خصوبة في تحولاتها، وهو أحداث رواياته في عوالم بشرية متباينة ومحتملة، ويعهد بالبطولة إلى شخصيات لها بالواقع الخارجي صلات متينة، يجعلها تتحرك في فضاءات اجتماعية وسياسية وحضارية يشدها إلى خارج النص علاقات وثيقة، ويعدد الإشارات إلى الأزمنة والأمكنة المرجعية التي لها من الماضي معالم لا تزال تتحدى الزمن، ولها إلى الحاضر انتماءات تشهد عليه، فالحدث والزمان والمكان ثلاثية متداخلة ومترابطة، تتضافر كعناصر فنية متفاعلة لخدمة الاستراتيجية السردية. وأوضحت الدراسة أن يوسف إدريس يتكئ في سردياته الروائية على الواقعية بمعناها الإنساني العظيم كمنهج للتشكيل الفني المناسب لرؤاه بنزوعها إلى تصوير المشكلات الرئيسية للوجود الإنساني، لكنه يتمايز بأنه صنع لفنه واقعية خاصة به، فهو بقدر ما يكسر المذهبية الفكرية، يرفض المذهبية الفنية، ويتأبى على التصنفيات الضيقة، بنزوعه الى الإستقلالية، والتجريب المستمر، وأن المغايرة لديه تقع في طرائق التعبير، ومن ثم فإن أعماله قادرة على أن تحتفظ بقيمتها وقيمها خارج اللحظة التاريخية والاجتماعية المتعينة، وأن نصوصه الروائية تتجاور، لتتحاور مع نصوص قصصه القصيرة، لتتشكل الحقيقة الموضوعية الدالة على إنجازه الأدبي، وهي الأكثر تحققا لدوره في الفن القصصي، عموما، وأن كفاح يوسف إدريس الفني يتجلى من أجل الشخصية الإنسانية، من خلال تصوير أنماطها لتتكشف تناقضات الوجود الإنساني، وأن الإنسان بأشواقه وعذاباته، هو الركيزة الأساسية والتأسيسية في رؤيته الفنية. وأكدت الدراسة أن أعمال يوسف إدريس الروائية تجدد نفسها مع كل قراءة كاشفة، من حيث انفتاحها في مظاهرها الدلالية، ومن حيث قدرتها على تشكيل جدلية مستمرة بين فن يدعو إلى التفكير وفكر يحقق الفن، من خلال الرؤية الشمولية التي تنتظم مجموعة من القضايا السياسية والاجتماعية والانسانية، داخل أنساق فنية وتشكيلات جمالية تمكن من إدراك العالم بصورة عميقة. وتبقى الإشارة إلى أن هذه الدراسة تطمح إلى فتح آفاق جديدة لعالم يوسف إدريس الروائى واستثمار معطيات علوم السرد الحديثة لاكتشاف المزيد من عطاءات أعماله، لاسيما أنها إبداعات تتجدد مع كل قراءة بما تحتويه من قيم جمالية ثرية فتخترق الزمان والمكان والإنسان.