التقى وزير الآثار د.محمد إبراهيم ،السفير البلجيكي بالقاهرة لمناقشة مساهمة الجانب البلجيكي في تنفيذ مشروع ترميم وتطوير قصر البارون أمبان بمصر الجديدة لاستغلاله ثقافياً وسياحيا. كما بحث الجانبان توأمة بين "فيلا أمبان" في بروكسل مع قصر "البارون أمبان" في مصر الجديدة لتحويلهما إلى مركز ثقافي عالمي لإدارة الحوارات والاحتفالات وإقامة الندوات واستقبال المعارض . وأشار وزير الآثار د.محمد إبراهيم إلى أن الوزارة تقوم الآن بدراسة مقترح لتحويل القصر لمركز تنمية سياحية وثقافية"، خصوصاً وأنه يتميز بموقع إستراتيجي كونه يقع في قلب منطقة مصر الجديدةبالقاهرة وفي شارع العروبة تحديداً على الطريق الرئيسي المؤدي إلى مطار القاهرة الدولي الذي تمر الأفواج السياحية من أمامه. ومن جانبه قال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار د.مصطفى أمين إن القصر شيده المليونير البلجيكي البارون ادوارد أمبان ( 1852 – 1929 )، والذي جاء إلى مصر من الهند في نهاية القرن التاسع عشر بعد قليل من افتتاح قناة السويس.
حيث بقى في مصر واختار مكاناً صحراوياً (في ذلك الوقت) لبناء قصره في وسط ضاحية مصر الجديدة التي أنشأنها بالقرب من القاهرة العاصمة ، فوقع اختياره على تصميم مهندس فرنسي يدعى الكسندر مارسيل الذي كان يعرض تصميم لقصر يتبنى الطرازين الأوروبي والهندي في معرض هندسي في باريس عام 1905 . و أعجب به البارون واشتراه ليكون من أولى البنايات التي زينت لصحراء مصر الجديدة في عام 1911 حيث جمع في تصميمه بين أسلوبين معماريين أحدهما ينتمي إلى قصر عصر النهضة خاصة بالنسبة للتماثيل الخارجية وسور القصر، أما القصر نفسه فينتمي إلى الطراز الكمبودي بقبته الطويل المحلاة بتماثيل بوذا. وقد جلب رخام القصر من ايطاليا والكريستال من تشيكوسلوفاكيا ويشغل القصر وحديقته الواسعة مساحة 12,500 ألف متر وانتهى بناء القصر للعالم عام 1911 موضحا أن القصر من الداخل حجمه صغير، فهو لا يزيد علي طابقين ويحتوي علي 7 حجرات فقط. وأردف أن الطابق الأول عبارة عن صالة كبيرة وثلاث حجرات 2 منهما للضيافة والثالثة استعملها البارون أمبان كصالة للعب البلياردو، أما الطابق العلوي فيتكون من 4 حجرات للنوم ولكل حجرة حمام ملحق بها، وأرضية القصر مغطاة بالرخام وخشب البار كيه، أما البدروم (السرداب) فكان به المطابخ والجراجات وحجرات الخدم. والقصر من الداخل عبارة عن متحف يضم تحف وتماثيل كما يوجد داخل القصر ساعة أثرية توضح الوقت بالدقائق والساعات والأيام والشهور والسنين مع توضيح تغييرات أوجه القمر ودرجات الحرارة. لافتا إلى أن من مميزات القصر الأخرى انه صمم بطريقة تجعل الشمس لا تغيب عن حجراته وردهاته أبداً، وبه برج يدور على قاعدة متحركة دورة كاملة كل ساعة ليتيح لمن يجلس به أن يشاهد ما حوله في جميع الاتجاهات.