"شم النسيم" احتفال يقام سنوياً في فصل الربيع، ارتبط بأعياد قدماء المصريين في عهود الفراعنة، ويحتفل فيه جميع المصريين بدخول الربيع بزيارة المنتزهات وتلوين البيض وأكل الفسيخ والرنجة والخص، والبصل، والملآنة. عند قدوم هذا الاحتفال دائما تحذر دائما وزارة الصحة من تناول الأكلات المشهورة مثل الفسيخ والرنجة .. أيضا الإعلان عن اكتشاف حالات تسمم كثيرة قبل هلول العيد على المصريين .. ولكن هل يستجيب شعب مصر الأبي إلى هذه التحذيرات ؟! .. في الغالب لا ... وهل يتم غلق المحال التي تبيع هذه المأكولات ؟! .. وهل يوجد رقابة من قبل وزارة الصحة التي دائما تحذر من تناول هذه المأكولات؟!! ... ولكن اعتاد المصريين دائما الاحتفال بعيد شم النسيم منذ أكثر من خمسة آلاف عام، وبالتحديد إلى أواخر الأسرة الثالثة الفرعونية، ولم يتأثروا بأي من هذه التحذيرات .. ولم يمتنعوا عن أكلها .. مع أن كثيرا ما حذر الأطباء من تناولها .. ولكن الأطباء نفسهم يأكلوها.. "عيد بعث الحياة" بعض المؤرخين يرون أن بداية الاحتفال به ترجع إلى عصر ما قبل الأسرات، ويعتقدون أن الاحتفال بهذا العيد كان معروفًا في مدينة هليوبوليس "أون". ترجع تسمية "شم النسيم" بهذا الاسم إلى الكلمة الفرعونية "شمو"، وهي كلمة مصرية قديمة لها صورتان. الأولى انه عيد يرمز عند قدماء المصريين إلى بعث الحياة، وكان المصريون القدماء يعتقدون أن ذلك اليوم هو أول الزمان، أو بدأ خلق العالم كما كانوا يتصورون. وقد تعرَّض الاسم للتحريف على مرِّ العصور، وأضيفت إليه كلمة "النسيم" لارتباط هذا الفصل باعتدال الجو، وطيب النسيم، وما يصاحب الاحتفال بذلك العيد من الخروج إلى الحدائق والمتنزهات والاستمتاع بجمال الطبيعة. أما الصورة الثانية، أن قدماء المصريين يحتفلون بذلك اليوم في احتفال رسمي كبير فيما يعرف بالانقلاب الربيعي، وهو اليوم الذي يتساوى فيه الليل والنهار، وقت حلول الشمس في برج الحمل. فكانوا يجتمعون أمام الواجهة الشمالية للهرم قبل الغروب ليشهدوا غروب الشمس، فيظهر قرص الشمس وهو يميل نحو الغروب مقتربًا تدريجيًّا من قمة الهرم، حتى يبدو للناظرين وكأنه يجلس فوق قمة الهرم، وفي تلك اللحظة يحدث شيء عجيب، حيث تخترق أشعة الشمس قمة الهرم، فتبدو واجهة الهرم أمام أعين المشاهدين وقد انشطرت إلى قسمين. وما زالت هذه الظاهرة العجيبة تحدث مع مقدم الربيع في الحادي والعشرين من مارس كل عام، في الدقائق الأخيرة من الساعة السادسة مساءً، نتيجة سقوط أشعة الشمس بزاوية معينة على الواجهة الجنوبية للهرم، فتكشف أشعتها الخافتة الخط الفاصل بين مثلثي الواجهة الذين يتبادلان الضوء والظلال فتبدو وكأنها شطران. "بيض وفسيخ ورنجة" في بداية الأمر ارتبط عيد "شم النسيم" أكثر ب"البيض الملون"، وكانت كل أسرة لا تستمتع بالاحتفال بهذا العيد إلا في الحدائق العامة، ومع مرور الوقت ظهرت أكلة جديدة لترتبط بالاحتفال وهي "الفسيخ" و "الرنجة" وما يصاحبهم من والخص، والبصل، والملآنة، حتى أصبحت هي الأكلة الأكثر شهرة عن "البيض الملون". "عيد لكل الديانات" أخذ اليهود عن المصريين احتفالهم بهذا العيد، فقد كان وقت خروجهم من مصر في عهد "موسى" مواكبًا لاحتفال المصريين بعيدهم، واختار اليهود ذلك اليوم بالذات لخروجهم من مصر حتى لا يشعر بهم المصريون أثناء هروبهم حاملين معهم ما سلبوه من ذهب المصريين وثرواتهم؛ لانشغالهم بالاحتفال بعيدهم، ويصف ذلك "سِفْر الخروج" من "العهد القديم" بأنهم: "طلبوا من المصريين أمتعة فضة وأمتعة ذهب وثيابًا، وأعطى الرَّب نعمة للشعب في عيون المصريين حتى أعاروهم. فسلبوا المصريين. واتخذ اليهود ذلك اليوم عيدًا لهم، وجعلوه رأسًا للسنة العبرية، وأطلقوا عليه اسم "عيد الفِصْح" وهو كلمة عبرية تعني: الخروج أو العبور – تيمُّنًا بنجاتهم، واحتفالاً ببداية حياتهم الجديدة. وعندما دخلت المسيحية مصر جاء "عيد القيامة" موافقًا لاحتفال المصريين بعيدهم، فكان احتفال المسحيين "عيد القيامة" – في يوم الأحد، ويليه مباشرة عيد "شم النسيم" يوم الإثنين، وذلك في شهر "برمودة" من كل عام.وسبب ارتباط عيد شم النسيم بعيد القيامة هو أن عيد شم النسيم كان يقع أحيانا في فترة الصوم الكبير ومددتة 55 يوما كانت تسبق عيد القيامة ولما كان تناول السمك ممنوع على المسيحين خلال الصوم الكبير وأكل السمك كان من مظاهر الاحتفال بشم النسيم فقد تقرر نقل الاحتفال به إلى ما بعد عيد القيامة مباشرة. ومازال هذا التقليد متبعا حتى يومنا هذا. واستمر الاحتفال بهذا العيد في مصر بعد دخول الإسلام تقليدًا متوارثًا تتناقله الأجيال عبر الأزمان والعصور، يحمل ذات المراسم والطقوس، وذات العادات والتقاليد التي لم يطرأ عليها أدنى تغيير منذ عصر الفراعنة وحتى الآن. وقد استرعى ذلك انتباه المستشرق الإنجليزي "إدوارد وليم لين" الذي زار القاهرة عام (1834م) فوصف احتفال المصريين بهذا العيد بقوله: "يُبَكِّرون بالذهاب إلى الريف المجاور، راكبين أو راجلين، ويتنزهون في النيل، ويتجهون إلى الشمال على العموم؛ ليتَنَسَّموا النسيم، أو كما يقولون ليشموا النسيم. وهم يعتقدون أن النسيم – في ذلك اليوم- ذو تأثير مفيد، ويتناول أكثرهم الغذاء في الريف أو في النيل". وهي نفس العادات التي ما زال يمارسها المصريون حتى اليوم. " الحكومة تطارد الفسيخ الفاسد" اعلنت وزارة الصحة، عن اعدامها 6 أطنان فسيخ وأسماك مملحة غير صالحة للاستهلاك الآدمى، خلال حملات على مصانع ومحال وأسواق الفسيخ بالمحافظات قبل شم النسيم، وحررت 892 محضر مخالفة، وجاءت محافظة المنيا فى المركز الأول بين المحافظات التى شهدت إعداما للأسماك الفاسدة، تلتها مطروح والبحيرة. وقالت الوزارة فى بيانها، إن الحملات المكثفة لأجهزة الحكومة تأتى حرصا من الوزارة على صحة المواطنين، وأوضحت أن الحملات مرت على 1862 منشأة غذائية، وأوقفت تشغيل 13 منشأة، وسحبت عينات تبلغ 2006 عينة من الأسماك المملحة، وأرسلت للتحليل فى المعامل المركزية التابعة للوزارة، وتم تحرير 892 محضر بالمخالفات. كما كشف الدكتور عمرو قنديل، رئيس قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة والسكان، أن الوزارة وزعت 77 مصلًا على مستوى الجمهورية، لعلاج حالات التسمم الممباري الذي ينتج عن تناول الفسيخ الفاسد في احتفالات شم النسيم. وأضاف أن تكلفة المصل الواحد 75 ألف جنيه، تتحملها الدولة، وأن المصل يتواجد في مستشفيات ومراكز السموم التابعة لوزارة الصحة، بواقع تكلفة 6 ملايين جنيه تقريبًا، وأن الوزارة خصصت خطًا ساخنًا يحمل رقم "137" لتلقي بلاغات حالات التسمم على مستوى الجمهورية. وأشار قنديل، إلى أن الوزارة رفعت حالة الطوارئ والاستعداد القصوى، وتم منع جميع الإجازات لكافة العاملين في قطاع الصحة لحين الانتهاء من الاحتفال بشم النسيم. "زيادة 30 إلى 40% بسبب الاقبال" شهدت أسعار الفسيخ والرنجة ارتفاعا ملحوظا تزامنا مع احتفالات شم النسيم، وتراوح سعر كيلو الفسيخ ما بين 80 و100 جنيه، كما ارتفع سعر كيلو الملوحة إلى 55 جنيها والرنجة 33 جنيها والسردين وصل إلى 30 جنيها، وفقا لتجار الفسيخ، فى حين استقرت أسعار الأسماك عند زياداتها الأخيرة، ومن المتوقع أن يرتفع سعر السمك مع إفطار الأقباط، بحسب نائب رئيس شعبة الأسماك بالغرفة التجارية. بينما وصل سعر كرتونة البيض إلى ما يتراوح ما بين 24 إلى 25 جنيها وزيادة في أسعار كيلو الليمون إلى 13 جنيها وأكثر حسب حجمه. "رأي الباعة" تجولت بوابة أخبار اليوم وسط الباعة محلات الرنجة والفسيخ والجمهور لمعرفة ارائهم واستعداتهم للأحتفال بشم التسيم ... قال موسى، احد الباعة، أن موسم شم النسيم هذا العام يشهد إقبالا كبيرا على شراء الرنجة والفسيخ بصفة عامة، لأنه موسم، والمواطن ينتظره من عام إلى آخر. وقال عبد القادر، احد الباعة، "خفضنا كميات الأسماك والفسيخ والرنجة، مقارنة بالعام الماضى بنسبة 40%، وذلك بسبب حالة الركود التى يعانى منها السوق المصري، مشيرا بذلك الى سبب زيادة الاسعار. وقال ايمن، صاحب محل فسيخ، إن الأسعار تشهد خلال الوقت الراهن ارتفاعا بنسبة تتراوح بين 15 و20%، مقارنة بالعام الماضى . وقال عوض أحد تجار البيض ، أنه استعد وجهز المحل بأعداد كبيره من البيض بسبب وجود اقبال كبير على شراء البيض للأحتفال بعيد شم النسيم وقالت الحاجة فاطمة بائعة خضروات أن السوق المصري يشهد الأن انخفاض فى شراء مستلزمات الاحتفال عن العام الماضي بسبب حاله الركود التي تمر بها البلد "رأي الجمهور" اجمع الجمهور على زياده الاسعار بشكل مبالغ فيه هذا العام ، وابدوا استيائهم الشديد من جشع التجار واستغلالهم للأعياد بزياده الاسعار اضعاف مضعفه غير مقدرين لسوء حاله المعيشه وصعوبة الظروف هذه الأيام ، وأضطر بعض الناس الى تخليل الاسماك المملحة فى بيوتهم فى محاولة منهم لتوفير المصاريف.