حذرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية - الثلاثاء 8 إبريل- من أن الاضطرابات التي تسود شرق أوكرانيا حاليا، تثير المخاوف من الخطوة التالية المنتظرة لموسكو للتصرف مع هذا الوضع . وأفادت الصحيفة – في تقرير لها بثته على موقعها الالكتروني- بأن السلطات الأوكرانية اتهمت موسكو بالوقوف وراء هذه التحركات، للقيام بأولى الخطوات تجاه شن غزو جديد ضد الأراضي الأوكرانية. وأبدت واشنطن تشككاتها في أن اندلاع مثل هذه الاحتجاجات، التي صاحبها احتلال البنايات الحكومية والاستيلاء عليها، نتجت عن تحركات عفوية . ونقلت الصحيفة عن السكرتير الإعلامي للبيت الأبيض جاي كارني قوله:" إن هناك دليلا قويا يفيد بأن بعضا من هؤلاء المتظاهرين قد تلقوا أموالا للقيام بذلك". وأضاف، "أنه في حال تحركت روسيا في شرق أوكرانيا، سواء كان ذلك بطريقة سرية أو علنية، فإن هذا الأمر سيمثل تصعيدا خطيرا في الوضع الراهن هناك ". وقالت الصحيفة:" إن تصاعد التوترات في شرق أوكرانيا، والتي اندلعت في أعقاب تحول المظاهرات الموالية لروسيا إلى أعمال عنف، قد أثارت التخوفات من إمكانية أن تسعى روسيا لتكرار نجاحها في ضم شبه جزيرة القرم إلى أراضيها الشهر الماضي، بيد أن واشنطن والعواصم الغربية الأخرى حذرت من أنها لن تقف موقف المتفرج في حال حدوث ذلك ". وقام مئات المتظاهرين في مدينة "دونيتسك" باحتلال المقار الإدارية لبعض الأجهزة الحكومية ووضعوا لافتات كتب عليها " شعب جمهورية دونيتسك" وأعلنوا عن رغبتهم في إجراء استفتاء للانفصال عن كييف، ودعوا روسيا لإرسال قواتها في حال تعرضوا لأي هجوم . وفي مدينة "جانسك"، أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على عشرات المحتجين الذين اقتحموا مبنى جهاز الأمن المحلى في محاولة لإطلاق سراح 15 ناشطا من الموالين لروسيا، كانوا قد اعتقلوا بتهمة التآمر لإحداث اضطرابات عنيفة . وشهدت مدينة "خاركوف" مظاهرتين رفعتا شعارات تدعو إلى تحول أوكرانيا إلى النظام الفيدرالي، كما طالبوا بإجراء استفتاء على الوضع القانوني للمقاطعات الشرقيةلأوكرانيا، ومنح اللغة الروسية صفة اللغة الرسمية . ومن جانبه، قال رئيس الوزراء الأوكراني المؤقت ارسيني ياتسينيوك :"إن أوكرانيا تواجه محاولات لزعزعة استقرارها، وإن هناك خطة لحث القوات الأجنبية على عبور الحدود والاستيلاء على أراضي الدولة، وهو ما لن نقبل حدوثه ".