رأت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية أن غرور وتعالي رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يحطمان النموذج التركي ويهدد بزعزعة استقرار أنقرة. ولفتت الصحيفة إلي أنه على مدى السنوات العشر الماضية، حظي أردوغان منذ توليه رئاسة الحكومة بالإشادة والثناء على طريقة إدارته للبلاد، والتي أدت إلى حدوث طفرة في الوضعين السياسي والاقتصادي في تركيا. وتابعت الصحيفة قولها أن الوضع في تركيا بمثابة نموذج تتطلع الدول العربية والإسلامية للاحتذاء به، خاصة عقب اندلاع ثورات الربيع العربي عام 2011. وأضافت الصحيفة بأن تركيا تشهد حالة من الاضطراب السياسي، والتي جاءت عقب رد فعل أردوغان العنيف إزاء اندلاع مظاهرات ميدان تقسيم في اسطنبول، إضافة إلى مخاوف من امتداد التوتر في دول الجوار، وخاصة في العراق وسوريا، إلى داخل تركيا. علاوة على ذلك، فقد شكلت فضيحة الفساد التي مست حكومة أردوغان ضربة موجعة، ومحاولته لإفساد التحقيقات بشأن هذا الأمر، مما أثر بطبيعة الحال على وضعه وسمعته على الصعيد الدولي أيضا، بحسب الصحيفة. ونتيجة لذلك، رأت الصحيفة أن نهج أردوغان يخيم بظلاله على الاقتصاد التركي وأجواء الاستثمار في البلاد التي باتت أكثر توترا, إضافة إلى أنه ومع هشاشة الوضع السياسي الداخلي للبلاد، تواجه تركيا تحديات أمنية كبيرة أخرى، من بينها امتداد الحرب الأهلية السورية إليها، فضلا عن توتر علاقاتها مع الولاياتالمتحدة نتيجة لتلميحات تركيا بأن أمريكا تقف وراء تحقيقات الفساد الحالية. ورأت الصحيفة أن الأمر الوحيد الذي قد يبدو جليا ونجم عن نهج أردوغان الحالي، والذي قد يبعد حلم فوزه في الانتخابات المقررة في أغسطس المقبل يوما بعد يوم، هو أن تركيا أصبحت دولة ذات نظام ديموقراطي هش، دستور معيب وحلفاء يبتعدون عنها يوما تلو الآخر. واختتمت صحيفة تقريرها قائلة إنه بغض النظر عما قد يحدث في عام 2014، إلا أن تركيا ستحتاج وقتا طويلا كي تستعيد مكانتها مرة أخرى كنموذج ديمقراطي حقيقي يحتذى به من قبل الدول العربية والإسلامية في المنطقة.