صدر عن المركز القومي الترجمة حديثًا النسخة العربية من كتاب "تناقضات المؤرخين-دراسة التاريخ في زماننا"من تأليف بيتر تشارلز هوفر ومن ترجمة وتقديم قاسم عبده قاسم. ويُشبه د.قاسم عبده قاسم "مترجم الكتاب" التاريخ بالنهر الذي يجري من منبعه إلى مصبه حاملًا معه كل التفاصيل الصغيرة والكبيرة من الحياة البشرية في هذا الكون منذ بداية الوجود الإنساني حتى اليوم، فان معنى هذا أننا لا نستطيع بأي حال من الأحوال أن ندرس التاريخ البشري كله مرة واحدة تحت أي ظرف من الظروف،ومهما كانت أعداد المؤرخين الذين يقومون بهذه الدراسة المفترضة . تتناول فصول هذا الكتاب التي تصل إلى تسعة، عددا من القضايا أراد بها المؤلف الوصول إلى فلسفة تاريخ زماننا، حيث يتساءل في مقدمة الكتاب، هل من الحماقة أن نبحث في التاريخ ونكتبه؟ حيث أنه لا توجد حقائق راسخة في التاريخ، بل يمكن القول دون مبالغة أن الحقائق حتى أشدها وضوحا نسبية في المقام الأول، وهي معرضة للتصحيح كلما تقدم البحث التاريخي، وحين الكشف عن سجلات ووثائق لم تكن ظهرت بعد حين كتب المؤرخ أياً كان تدوينته التاريخية.