روائح كريهة تنبعث من تلال قمامة في معظم الشوارع علي مستوى الجمهورية، هكذا أصبح الحال في عدد من المناطق، وسط غياب تام لجامعي القمامة. أصبح ذلك المنظر معتاد للكثيرين رغم تأثيره السلبي حيث تؤدي القمامة للإصابة بالعديد من الأمراض فضلا عن التلوث البصري. صار حلم وأمل الكثيرين هو العيش وسط بيئة نظيفة بعيدة عن القمامة في وقت يلح فيه سؤال واحد.. أين جامعي القمامة؟!!، اقتحمت بوابة أخبار اليوم امبراطورية القمامة، وأماكن جمعها وإعادة هيكلتها وتدويرها، وبسؤال المتحدث الرسمي باسم جامعي القمامة وعاملين النظافة شحاتة المقدس، أكد ان سبب تواجد تلال القمامة بمعظم شوارع الجمهورية هو التعاقد مع الشركات الأجنبية. وأضاف أن عاملي القمامة كانوا يقومون برفع 10 آلاف طن قمامة يومياً من المنازل، ويقومون بفصل تلك المواد واستخراج المواد الصلبة منها ويقومون باعادة تدويرها مرة أخرى، مؤكداً أن تلك العملية كانت تساعد الدولة على إدخار ملايين الدولارت في استيراد المواد الصلبة الخام من الخارج. وأعرب شحاتة المقدس عن مدى أسفه بسبب تعاقد الحكومة المصرية منذ عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك مع شركات نظافة أجنبية، تمتلك السيارات والزي الموحد، ولكنها لا تمتلك أهم عنصر وهو مهارة الأيدي العاملة... وكانت نتيجة عملها بشوارع مصر هو الفشل، والسيطرة على دخل جامعي القمامة، مضيفاً أن الرئيس الأسبق قال ان تلك العقود بمثابة معاهدة كامب ديفيد، مؤكداً له استحالة إلغائها. وأكد المقدس أن أمر الحكومة المصرية بذبح الخنازير في عام 2008 بسبب "وهم أنفلونزا الخنازير" – على حسب قوله - أدى إلى زيادة تراكم القمامة أكثر وأكثر بكل الشوارع، مضيفاً أن ذلك جعل مصر بركانا للقمامة التي أصبحت مشكلة العصر. وأضاف أنه كانت لثورتي " 25 يناير" و " 30 يونيو" آثار سلبية على جامعي القمامة، حيث أنهم لم يستطيعوا رفع المخلفات من الشوارع بسبب سرقة وحرق المعدات والسيارات. وطالب نقيب القاهرة المتحدث الرسمي باسم جامعي القمامة، الحكومة المصرية بالاستجابة لمطالبهم المطروحة، لرفع العبء عن المواطن المصري بسبب فرض ضريبة شهرية على فاتورة كهرباء كل منزل لخدمة جمع القمامة، مؤكداً أن تلك الأموال تذهب فقط للشركات الأجنبية مما أدى إلى قلة دخل جامعي القمامة وانتشارها بكل مكان، حيث أن تلك الشركات لا تقوم بجمع القمامة من المنازل مثلما كان يفعل جامعو القمامة المصريون قديماً. كما طالب الشعب المصري بالتعاون مع جامعي القمامة المصريين ومعاملتهم على أنهم أساس نظافة البلاد، وقيامهم برفض تلك الشركات الأجنبية لتوفير أموالهم التي تفرضها عليهم الدولة على فاتورة الكهرباء، مؤكداً أن جامعي القمامة سيقومون بأخذ 5 جنيهات فقط شهرياً من كل منزل وسيجعلون المنازل والمناطق أكثر نظافة. وهكذا يمكن إيجاز رسالة الزبالين للشعب والحكومة في مثل قديم هو : لا تكونوا مثل القرع.. بيمد لبره..!!