يعد التسول من وسائل الكسب السهلة، يقوم به بعض الأفراد بمختلف مراحل العمر، بطرق مختلفة ومبتكرة، لكسب تعاطف المارة والحصول منهم علي الأموال.. وهو مظهر غير حضاري يكشف عن خلل في المجتمع، إما فقر أو سوء توزيع. وفي جولة لبوابة أخبار اليوم في شوارع القاهرة، رصدنا تواجد للمتسولين في كل مكان .. في وسائل المواصلات، وفي الأماكن السياحية، بجوار المساجد، ولكن لكل شخص منهم قصة ولكل منهم عذر يتمنى أن يلتمسه له الأشخاص. وبسؤال أحدى المتسولين وهو الحاج أحمد البالغ من العمر 51 عاماً، يجلس دائماً بجوار الجامع الأزهر، أكد أنه لا يملك أي مصدر للدخل لكي يستطيع تحقيق حياة كريمة له ولأفراد أسرته، وسبب ذلك هو أنه فاقد للبصر في حادث، وحاول بكل الطرق وفي كل المستشفيات إيجاد علاج لحالاته ولكن بلا جدوى.. وأضاف الحاج أحمد أن لديه أربعة أطفال يريد فقط أن يرجع لهم يومياً ب 20 جنيهاً، مؤكداً أنه لا يريد أن يحصل على الكثير من الأموال، معبراً عن مدى أسفه وخجله من تلك المهنة، وبسؤاله عما يريده لكي ينعم بحياة كريمة له ولأفراد أسرته وليكف عن تلك المهنة، أكد أن كل ما يريده من الدولة هو العلاج!!.. وأثناء جولتنا وبسؤال سيدة تجلس بجوار مسجد من مساجد القاهرة ومعها طفلها الصغير الذي لم يتعدى الخامسة من عمره، أكدت أنها من فلسطين، مضيفة أنها لا تستطيع توفير احتياجاتها واحتياجات طفلها في بلادها بسبب سوء الأوضاع هناك، مضيفة أنها اختارت مصر لكي تأتي وتمارس التسول بها لأن مصر بلد الأمن والأمان!!. وأكد بعض أصحاب المحلات التجارية بشوارع وسط البلد أنه يأتي إليهم وبجوار محلاتهم يومياً بعض المتسولين مؤكدين أن الجنسية الفلسطينية والسورية هم أكثر الجنسيات التي يشاهدونها. وبسؤال بعض المارة عن تأثير ظاهرة التسول عليهم أكد البعض منهم أنها تجعلهم يشعرون بالخجل من بلادهم، وأكد هيثم البالغ من العمر20 عاماً، أن من النتائج السلبية لتلك الظاهرة هي عدم وصول الزكاة والصدقات إلى مستحقيها من الفقراء والأيتام، ذلك لأن المتسول يأخذ حق المستحق دون وجه حق.