وقعت شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك"، و"مصدر"، مبادرة أبوظبي للطاقة المتجددة، اليوم 9 نوفمبر اتفاقية لتأسيس أول مشروع مشترك على مستوى تجاري في المنطقة لالتقاط الكربون من منشآت "حديد الإمارات" وحقنه في حقول النفط، حيث تشارك أدنوك" فيه بنسبة 51% و"مصدر" بنسبة 49%. وتم إرساء عقد الهندسة والمشتريات والإنشاءات الخاصة بهذا المشروع على مجموعة "دودسال" بقيمة 450 مليون درهم (122 مليون دولار)لبناء محطة لضغط غاز ثاني أكسيد الكربون ومد خط أنابيب بطول 50 كيلومتراً. وسيعمل المشروععلى ضغط ونقل الغاز الذي يتم التقاطه من منشآت "حديد الإمارات" لاستخدامه في عمليات تعزيز الاستخراج في حقول النفط البرية بأبوظبي. ويتكون المشروع من ثلاثة عناصر رئيسية تشملالتقاط غاز ثاني أكسيد الكربون من مصانع حديد الإمارات، أكبر منشأة متكاملة لتصنيع منتجات الحديد في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومن ثم ضغط ونقل هذا الغاز عبر خط أنابيب يبلغ طوله 50 كيلومتراً إلى حقول النفط التي تديرها "أدنوك" حيث سيتم حقنه بدلاً من الغاز الطبيعي من أجل تعزيز استخراج النفط،مما سيسهم في توفير كميات إضافية من الغاز الطبيعي وعزل غاز ثاني أكسيد الكربون تحت الأرض. وسيسهم المشروع في التقاط 800 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً، ومن المتوقع إنجازه قبل نهاية عام 2016. وبهذه المناسبة، قال معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، الرئيس التنفيذي ل "مصدر": "يتماشى هذا المشروع مع أهداف "مصدر"، حيث نتعاون مع أدنوك لتطوير تقنية التقاط الكربون واستخدامه وحقنهوتأكيد جدواها الاقتصادية. وتكتسب هذه التكنولوجياأهمية كبيرة، إذ إنها تساعد في الحد من الانبعاثات الكربونية فضلاً عن دورها في تحسين إنتاج حقول النفط والغاز وإطالة عمرها الافتراضي،ما يعني زيادة حجم المبيعات وتعزيز النمو الاقتصادي وتلبية الطلب المتنامي على إمدادات الطاقة". وأضاف: "من أهم مزايا هذا المشروع هي التقاطانبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون الصادرة عن الأنشطة الصناعية ومنعهامن الوصول إلى الغلاف الجوي، والاستفادة منها بحقنها في آبار النفط وحجزهاتحت الأرض. وكلنا ثقة أن نجاح هذا المشروع سيسهم في تشجيع البلدان المنتجة للنفط والغاز على تطبيق تقنيات مماثلة بما يساعد في الحد من الانبعاثات الكربونية وتعزيزإنتاجية حقول النفط". وسبق لدولة الإمارات العربية المتحدة أن استخدمت موارد الغاز الهيدروكربوني لتعزيز الإنتاج في عدد من حقولها النفطية. وفي ظل تنامي الطلب المحلي على الطاقة، سيتيح استخدام غاز ثاني أكسيد الكربون المحافظة على موارد الغاز الطبيعي للاستفادة منها في توليد الطاقة محلياً. من جانبه، قال سعادة عبد الله ناصر السويدي، مدير عام شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك": "تعد دولة الإمارات العربية المتحدة من البلدان التي تولي أهمية كبيرة للالتزام بمسؤولياتها البيئية في مجال إنتاج النفط والغاز. ولدينا قناعة بأن مشروع التقاط غاز ثاني أكسيد الكربون واستخدامه وحقنه سيعود علينا بفوائد اقتصادية وبيئية عديدة تتمثل في خفضالبصمة الكربونية مع تحسين إنتاج النفط والغاز. وسنواصل التزامنا بتطبيق مثل هذه الحلول الفعالة لما لها من دور مهم في حماية البيئة والدفع قدماً بعجلة التنمية المستدامة". وأضاف: "تمتلك "أدنوك" إرثاً عريقاً في السعي الدؤوب لتطبيق أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا لضمان استمرار إمدادات موارد النفط والغاز للأسواق المحلية والعالمية. ومن خلال تطبيق تكنولوجيا التقاط ثاني أكسيد الكربون واستخدامه وحقنه، فإننا نمضي قدماً في البقاء في مقدمة الركب وتعزيز المكانة المتقدمة لدولة الإمارات في قطاع الطاقة". وكانت شركة أبوظبي الوطنية للبترول "أدنوك" أول شركة نفط على مستوى المنطقة تقوم بحقن غاز ثاني أكسيد الكربون وذلك من خلال البرنامج التجريبي الذي تعاونت فيه مع "مصدر" في عام 2009. ويمثل هذا المشروع المرحلة الأولى من شبكة أبوظبي لالتقاط الكربون واستخدامه وحقنهوالتي تندرج ضمن التزام الإمارة بخفض البصمة الكربونية لأنشطتها الاقتصادية وإرساء الأسس لقطاع طاقة منخفض الانبعاثات الكربونية. وسيسهم المشروع في تنمية رأس المال البشري من خلال التعاون بين المعهد البترولي التابع ل "أدنوك" و"معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا" في مجال الأبحاث لتطوير تقنيات رائدة تعزز جهود إدارة الكربون في أبوظبي.