ظهر نائب الرئيس العراقي السابق عزة الدوري للمرة الأولى منذ اجتياح البلاد عام 2003 ، في رسالة مصورة نشرت على الإنترنت بمناسبة الذكرى ال65 لتأسيس حزب البعث. وتحدث الدوري الهارب ، لنحو ساعة في الرسالة المصورة التي انتشرت مساء السبت 7 أبريل على الإنترنت ، ولم يكن بالإمكان التاكد من صحتها أو من تاريخ تسجيلها، وهو يقرأ من أوراق وخلفه أشخاص بزي عسكري . وقدم رجل لم يظهر وجهه، الدوري في بداية الرسالة على أنه خليفة صدام حسين بصفاته "القائد المجاهد المهيب الركن (...) القائد الأعلى للجهاد والتحرير والقائد العام للقوات المسلحة الأمين العام لحزب البعث". وقال الشخص الذي ظهر في بداية الرسالة ، أنها تأتي "بمناسبة الذكرى ال65 لتاسيس حزب البعث والذكرى التاسعة للعدوان الأميركي الصهيوني الصفوي". والدوري (70 عاما) هو أعلى مسؤول في نظام البعث العراقي السابق ولا يزال هاربا ، وقد أٌعلن أكثر من مرة عن اعتقاله أولها في سبتمبر 2004 وآخرها في أبريل 2008. وكان حزب البعث المنحل في العراق ، قد أعلن وفاة الدوري في 11 نوفمبر 2005 ، لكن نائب الرئيس السابق نفى ذلك في شريط صوتي بث على شبكة الإنترنت. وهذه المرة الأولى التي يظهر فيها الدوري في تسجيل مصور، علما بأنه سبق وأن نسبت إليه رسائل صوتية كان آخرها عام 2010، واعتبر الدوري في الرسالة أن "بعثنا في العيد الخامس والستين" يخوض "منازلة تاريخية كبرى" في العراق. وأضاف الدوري الذي ظلت ترتجف يداه طوال مدة الرسالة "أدعو في هذه المناسبة العزيز الكبيرة الجليلة كل القوى التقدمية المقاومة وكل القوى الإسلامية الوطنية المقاومة للمناضلة من أجل التحرير". وهاجم الحكومة العراقية ، قائلا أن "العملية السياسية قد نفذت بالكامل اليوم لإيران، وهي تنفذ أخطر مشروع للفرس بهدف ابتلاع العراق ثم تدمير الامة". وأضاف الدوري الذي يتهم بدعم التمرد المسلح في العراق وتمويله : "نقول مفترضين إذا نجح المشروع الفارسي الصفوي في العراق لا سمح الله فلا أحد في الكون سيقف أمام المد الصفوي ومشروعه البغيض لا أمريكا ولا سواها". وهاجم عزة الدوري ، الذي بدا صوته ضعيفا وظهرت ملامح التقدم في العمر على وجهه، دعاة التدخل العسكري في سوريا التي تشهد منذ أكثر من عام حركة احتجاجية ضد النظام الذي يقوده حزب البعث. وقال "اليوم في سوريا الحبيبة نحن وإياكم مع الشعب السوري الشقيق ومع حقوقه المشروعة ومع انتفاضته السلمية الباسلة" ، وأضاف :" أمريكا والناتو في حقيقة نواياهم يرغبون بسحق الشعب السوري وتدمير حياته وتفتيت أرضه ولكنهم غير قادرين على ذلك اليوم بعد أن سحقوا في العراق وأفغانستان". يذكر أن الجيش الأميركي كان قد أعلن في نوفمبر 2005 أنه يقدم مكافأة قيمتها عشرة ملايين دولار لمن يعطي معلومات تؤدي إلى اعتقال الدوري، نائب رئيس مجلس قيادة الثورة المنحل والذراع اليمنى للرئيس الراحل صدام حسين.