قالت صحيفة "السياسية " الكويتية إن كل من تابع احتفالية "مصر أم الدنيا ..قد الدنيا " في الذكري ال40 للعبور "ذكري حرب أكتوبر 73" لم يبهر بعمل فني رائع فحسب، بل شهد عرضا لتاريخ شعب لم يسكت علي الظلم يوما. وقالت الصحيفة في مقالها الافتتاحي اليوم -الخميس-تحت عنوان "مصر دحرت الهكسوس مرة أخري" للكاتب أحمد الجارالله: في احتفال هذا العام كانت مصر كما أحبها وأرادها أهلها، وكما اعتادها العرب جميعا، ليست علي ذاك التجهم الذي رأيناه في هذه المناسبة العام الماضي، حيث طالعتنا وجوه عابسة تتصدر الاحتفال بنصر أكتوبر، حيث حضر قتلة قائد العبور الرئيس انور السادات، ولكن مصر التي لم ترض يوما السكوت علي الظلم والاحتلال كانت لهم بالمرصاد، فمثلما انتصرت علي المغول دحرت "الإخوان"، وكما كنست الاحتلال الإسرائيلي احبطت خطط جماعة الإخوان. وتابع الجار الله مقاله وقال رأينا في هذا الاحتفال وجوه أخيار مصر الذين يعبرون عنها وعن تنوعها، قادة اختارهم شعبهم ليكونوا رواد المرحلة الحالية، رأينا الوفاء في تلك الدموع المنهمرة علي وجنتي جيهان السادات زوجة الرئيس االراحل محمد أنور السادات قائد العبور؛ وتلك المحبوسة في عيني عبد الفتاح السيسي نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع القائد العام للقوات المسلحة، هذا الجندي الذي نذر نفسه لوطنه كعشرات الآلاف ممن استشهدوا أو أصيبوا في حرب أكتوبر ليعيدوا إلي مصر عزتها وكرامتها. وأضاف الصحيفة "هكذا كانت أرض الكنانة فى الذكرى الأربعين لحرب أكتوبر، شامخة، منتصرة، فرحة، متعالية على الجراح، جامعة كعادتها بذاك الحضور المميز لعدد كبير من وزراء الدفاع العرب، وكأنها تعيد إرسال الرسالة التي بعثتها إلى العالم أجمع في العام 1973 بأن مصر هي البوابة إلى الحرية والإنتصار. وأشار إلى أن الاوبريت الذي أقيم بمناسبة الاحتفال بالعبور تضمن صورا للحضارة المصرية على مدى سبعة الاف عام، وليس صورة من نظروا إلى العبور الأعداء الذين لم يصدقوا أن من دحر الهكسوس قبل الأف السنين لن يرضى أن يسلمهم هبة النيل مجانا، أو أن تسقط في فخ "الإخوان" كما سقطت بعض الدول العربية التي أدخلوا إليها مشروعهم التخريبي. وقال الجار الله ها هي مصر تصدت لهم وانتصرت مرة أخرى واستكملت بوحدة شعبها وقواتها المسلحة معركة تحرير كل أراضيها من العدو المتربص طوال العقود الماضية، والمستعين بأدوات داخلية دابت على تزيين صورتها بتاج الدين والدين منها براء. وأكد الكاتب الجار الله أن السادس من أكتوبر من هذا العام لم يكن يوما عاديا في تاريخ أرض الكنانة، ففيه تواجهت إرادة الحياة وإرادة التخريب والقتل والتدمير، تواجهت عزيمة شعب يتقن صناعة الحياة والتعالي على الجراح وعدم الاستسلام مع جماعات ظلامية سعت إلى الثأر للهزيمة الإسرائيلية في العام 1973، ولقد شاهدنا انتصارا مصريا جديدا على الإرهاب الأسود. وأشار إلى "أن هذه الصورة رسمها بصدق وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي في كلمته التي تحدث فيها بلسان العرب من المحيط إلى الخليج، بلسان تلك الملايين التي هبت لإسقاط عصابة السطو على الحكم تحت غطاء الدين لتسهيل سرقة الدول العربية واحدة تلو الأخرى، وبيعها بابخث الأثمان إلى إسرائيل ومن يدور في فلكها، لكن كل هذا تبخر تماما ككابوس تطرده يقظة العقل وصدق الانتماء".