لأول مرة بعد 40 عاماً علي نصر حرب أكتوبر1973 يشعر الشعب بحلاوة الاحتفالات التي شهدتها مدن مصر فرحاً بذكرى انتصارات الأبطال على إسرائيل فى حرب وصفت بأنها أعادت العزة والكرامة للعرب ، بعد أن قهرنا أسطورة الجيش الاسرائيلى الذى كان يردد الاعلام الغربي بأنه جيش يصعب قهره وهزيمته. الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر هذه المرة يختلف تماماً عن احتفالات العام الماضي التى كانت رسمية وأطرف مافيها أن أبطالها غابوا عن حضور الاحتفاليه التى شهدها استاد القاهرة. هذا العام خرج الصغار بصحبة الكبار إلى الميادين من أجل الغناء للوطن واستحضار روح أكتوبر التى كانت سبباً فى أن يتوحد شعب مصر حتى يتحقق النصر امام عدو غاشم، وكنا نتوقع أن يمر يوم 6 أكتوبر دون إراقة لأى نقطة دم ولكن ليس كل مايتوقعه الانسان يتحقق ، خرج من يحتفل بنصر أكتوبر وخرج فريق آخر يريد أن تصل رسالته ومع الأسف فى وسط البهجة بالفرحة كانت الأنباء بالمشاجرات مع الجماهير وفى مشهد ندعو الله أن يختفى كانت المشاكل بين أبناء الوطن الواحد ، ومع الأسف نزفت دماء . وخلال الاحتفالات التى شهدتها المدن فرحة بانتصار أبطال القوات المسلحة عام 1973 ظهرت الفرحة فى عيون الشعب الذى يتفاخر بنصر جيش مصر والذى يلقى كل الحب من قبل الشعب الذى أصبح يثق فى تضحيات المؤسسة العسكرية للوطن . *** الأيام الحالية هى أفضل أيام العام وهى التى قال عنها الله سبحانه وتعالى والفجر وليال عشر، والعشر ليالى الأولى من ذى الحجة أيام يتقبل الله فيها الدعاء ، وهى الأيام التى بينها يوم عرفة والذى يغفر فيها الله ذنوب من يتطوع بصيامه اليوم وهذه الأيام هى فرصة لكل انسان فى أن يتطهر من خطاياه وأخطائه ، فإن كان ظالما لأى انسان عليه أن يتراجع عن ظلمه ويبحث عنه ويطلب منه العفو والسماح قبل أن ينزل عليه العقاب الالهى ، الله أقسم بجلاله بأن لا يتخلى عن المظلوم مهما مر الزمان ، فى التراث العشرات من القصص التي تجعل الشيب يغزو رؤوسنا من أهوالها ، ملوك ذلوا وفقدوا عروشهم بسبب الظلم، رؤساء فى السجون وزراء فى السجون كبار يصارعون الموت ولو صعدت أرواحهم إلى خالقها لكانت لهم الراحة، وأيام ذى الحجة فرصة لنا جميعا فى أن نراجع حساباتنا قبل أن يأتى الوقت الذى لا ينفع فيه الحساب لأننا سوف نحاسب أمام الله ، وفى هذه الأيام ربما تكون فرصة في أن نغير من سلوكياتنا ونعمل ونجتهد ونتذكر أن الله طيب لا يقبل سوى طيب فالعبد لن يستجاب لدعاءه أو تقبل صلاته وهو يأكل من حرام ، ويعطى الحق لنفسه فى أن يتحدث عن الغير ويرصد أخبارهم ، وهناك فشلة فبدلا من ان ينجزوا المهام المطلوب منهم تفرغوا لزراعة الأشواك أمام من يعملون ويتقون الله، ومع الأسف فى هذه الأيام هناك من ينصر الفاشل ويدعمه ولكن لكل ظالم نهاية والله لن يخذل أى مظلوم.