شهدت بورما " ميانمار" مؤخرا موجة جديدة من أعمال العنف ضد المسلمين من أقلية الروهينجا أسفرت عن سقوط العديد من القتلي.. وذكرت الأنباء أن أعمال الشغب التي شملت إحراق بيوت المسلمين قادها رهبان بوذيون متطرفون.. وقد اعتقلت السلطات في وقت لاحق 44 من المتطرفين البوذيين.. ولكن ما هي حكاية المسلمين في بورما؟.. يبلغ عدد المسلمين في هذا البلد نحو 8 ملايين من بين 60 مليون هم تعداد سكان هذه الدولة.. وتقول مصادر دبلوماسية إنها دولة مجهولة في منطقتنا تماما ومصر هي الدولة العربية والافريقية الوحيدة التي لها علاقات رسمية بها، وبورما غنية بمواردها وبوسع شعبها أن يكون كبقية الشعوب المجاورة في معدلات النمو. ويذكر أن بورما رزحت تحت الحكم العسكري منذ 40 عاما، وفي عام 1990 فاز حزب العصبة الديموقراطية بزعامة أونج سان سوتشي في الانتخابات غير أن المجلس العسكري الحاكم تجاهل نتائجها. واضافت المصادر ان المسلمين هم أفقر الجاليات في ميانمار وأقلها تعليما ومعلوماتهم عن الاسلام محدودة. مشيرة الى ان عدد المساجد في العاصمة يانجون (رانجون) نحو 32 مسجدا. ويتركز المسلمون في ولاية راكان المتاخمة لدولة بنجلاديش وينتمون إلى شعب روهينجا. ويقول زعماء الجالية المسلمة في العاصمة يانجون (رانجون) إن الاسلام دخل بورما منذ القرن الأول الهجري على أيدي التجار العرب في حين تقول السلطات إنه دخل مع الاحتلال البريطاني للبلاد عام 1824 ومن هذا المنطلق يتم حرمان كل مسلم لا يستطيع إثبات جذوره في البلاد قبل هذا العام . ويقول زعماء الجالية المسلمة إن شعب الروهينجا ينحدرون من جذور عربية وفارسية وهندية وتركية ولغتهم هي خليط من البنغالية والفارسية والعربية وهم من ناحية الشكل أشبه بسكان شبه القارة الهندية غير أنهم في السلوك لا يختلفون عن السكان البوذيين ويرتدون الزي الوطني (اللونجي) ويتحدثون البورمية ويفهمون التاريخ والحضارة البورمية. وكانت أوضاع المسلمين في البلاد قد تدهورت منذ الانقلاب العسكري الذي قاده الجنرال ني وين عام 1962 حيث اتجهت الدولة منذ ذلك الحين إلى طرد المسلمين من الوظائف الحكومية والجيش. وتتحدث منظمة هيومان رايتس ووتش لحقوق الانسان عن الانتهاكات التي يتعرض لها مسلمو الروهينجا بولاية أركان حيث يتعرضون للسخرة وتقييد حرية الحركة وتفرض عليهم الأحكام العرفية وتدمر منازلهم فضلا عن تقييد حرية العبادة. وقد قامت السلطات في ميانمار خلال السبعينييات والثمانينيات بطرد مئات الآلاف من مسلمي الروهينجا إلى بنجلاديش المجاورة. ومن المفارقات إن سيدة مسلمة تسكن في العاصمة يانجون غادرت البلاد ولدى عودتها طالبتها السلطات بتأشيرة دخول قبل أن تسمح لها في النهاية بالعودة إلى بيتها.