حذرت السلطات المصرية السبت 5 أكتوبر من تنظيم احتجاجات مناهضة للجيش وقالت إن كل من يقوم بذلك أثناء احتفالات البلاد بالذكري السنوية الأربعين لحرب اكتوبر غدا الأحد "يؤدي مهام العملاء" لدول أجنبية. وقال أحمد المسلماني المستشار الاعلامي للرئاسة إن المتظاهرين ضد الجيش في ذكرى النصر هم يؤدون مهام العملاء لا النشطاء ... وأنه لا يليق أبدا الانتقال من الصراع على السلطة الى الصراع مع الوطن." وشددت السلطات المصرية إجراءات الامن في كل المدن وحول المنشآت الاستراتيجية بعد اشتباكات أمس الجمعة التي قتل فيها أربعة اشخاص على الأقل. ونظم مؤيدو الرئيس الاسلامي المعزول محمد مرسي أمس الجمعة أكثر مظاهراتهم جرأة منذ ان فضت قوات الامن اعتصامي رابعة العدوية والنهضة يوم 14 أغسطس. ودعا معارضون ومؤيدون للإخوان الى تنظيم احتجاجات حاشدة غدا الاحد الذي تحتفل فيه مصر بذكرى حرب اكتوبر عام 1973 . وقالت وزارة الداخلية في بيان "تؤكد الوزارة تصديها بكل حسم لكافة مظاهر الخروج عن القانون والعنف الذي ينتهجه أنصار جماعة الاخوان خلال مسيراتهم." وأضافت الوزارة في البيان "ان أجهزتها تكثف متابعاتها الامنية من خلال انتشار الدوريات الامنية بالطرق السريعة وداخل المدن وتأمين كافة المنشآت الهامة والحيوية والشرطية." وحذر البيان "من أية محاولات تعكر أجواء احتفالات شعب مصر بذكرى انتصار حرب أكتوبر العظيم." وخيمت التوترات السياسية على مصر واضرت بالاقتصاد منذ عزل الجيش مرسي في يوليو إثر احتجاجات شعبية حاشدة وقدم خارطة طريق سياسية تم بموجبها تشكيل حكومة مؤقتة ووعد بأن تؤدي الى اجراء انتخابات نزيهة. ووعد الرئيس المصري عدلي منصور في كلمة إلى الشعب أذاعها التلفزيون اليوم بأن يكون الدستور الذي يجري تعديله يرضي "جميع المصريين". وأضاف أن انتخابات برلمانية ورئاسية حرة ونزيهة ستجرى بعد الانتهاء من وضع الدستور بفترة قصيرة. وأعلن منصور الشروع في تدشين مشروعين قوميين عملاقين لمواجهة التحديات التي تواجهها مصر في مجال الطاقة. وقال منصور "أعلن البدء في مشروع انشاء محطات نووية للاستخدامات السلمية للطاقة وستكون الضبعة أول مواقع دراستنا. كما أعلن ... عن البدء في أولى خطوات مشروع تنمية منطقة قناة السويس." وحاول أنصار مرسي بعد ظهر اليوم السبت الوصول إلى منطقة مسجد رابعة العدوية في شمال شرق القاهرة حيث موقع أحد الاعتصامين اللذين فضتهما قوات الأمن في أغسطس آب. وقالت مصادر أمنية إن قوات الأمن التي أطلقت الغاز المسيل للدموع ردت الجميع باستثناء نحو 50 محتجا. وقال وزير الداخلية محمد إبراهيم خلال اجتماع مع عدد من مساعديه إن أجهزة الوزارة ستواجه أى محاولات لتعطيل المرافق والطرق العامة أو محاولات "إثارة الفتن والتآمر". وقال "الوزارة سوف ستتعامل بمنتهى الحزم والحسم مع أي من تلك الممارسات ومواجهة أي مظهر من مظاهر الخروج عن القانون." وعزز الجيش تواجده في محيط ميدان التحرير - حيث تظاهر مئات الآلاف من المصريين أثناء الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس الاسبق حسني مبارك في عام 2011 - بعد اشتباكات امس الجمعة في عدة مدن. وفي محاولة فيما يبدو لطمأنة المصريين الذين يشعرون بالقلق من اضطراب الأوضاع قال رئيس الوزراء حازم الببلاوي في بيان إلى الشعب اليوم السبت ان "عناصر الشر" مازالت تمثل خطرا لكنها فقدت الكثير من قوتها في اشارة الى المتشددين الإسلاميين. وقال الببلاوي إن خارطة الطريق السياسية تسير في مسارها الطبيعي وانه يأمل إتمام تنفيذها قريبا. وأضاف ان الاقتصاد بدأ يتحسن وانه توجد علامات واضحة ومؤشرات مطمئنة. وشنت السلطات حملة صارمة على جماعة الاخوان المسلمين التي فازت في كل الانتخابات منذ سقوط مبارك لكنها فقدت جزءا كبيرا من شعبيتها أثناء حكم مرسي حيث اتهمها كثير من المصريين بمحاولة الاستحواذ على سلطات واسعة وسوء ادارة الاقتصاد وهي مزاعم تنفيها الجماعة. وتتهم جماعة الاخوان المسلمين الجيش بالقيام بانقلاب وإفساد الديمقراطية في مصر بعزل مرسي أول رئيس ينتخب في مصر في انتخابات حرة. ويوم 14 اغسطس فضت قوات الأمن اعتصامي مؤيدي مرسي في القاهرة وسقط مئات القتلى وأعقب ذلك اعلان حالة الطواريء وفرض حظر التجول. ومنذ ذلك الحين القي القبض على الكثير من قيادات الاخوان. وشهدت هجمات المتشددين الإسلاميين في سيناء زيادة كبيرة منذ عزل مرسي. وتتزايد المخاوف من ان يمتد نشاط الإسلاميين الى خارج سيناء. وفي سبتمبر أعلنت جماعة متشددة مقرها سيناء المسؤولية عن محاولة فاشلة لاغتيال وزير الداخلية في القاهرة. واعتقلت قوات الأمن اليوم السبت اثنين يشتبه في أنهما عضوان في القاعدة بحوزتهما قنابل يدوية في مدينة مرسى مطروح. وقال مسؤولو الأمن إن أحدهما ألقى قنبلة قبل القبض عليه وأصاب ستة من رجال الشرطة.