رصدت شبكة مراقبون بلا حدود "راصد" بمؤسسة عالم جديد للتنمية وحقوق الإنسان، المظاهرات السلمية التي اندلعت بالسودان وتعامل قوات الأمن معها من خلال التواصل مع عدد من النشطاء الحقوقيين ومنظمات المجتمع المدني والإعلاميين ووسائل الإعلام بالسودان. وجاء التقرير بعد استمرارا الاحتجاجات لليوم الخامس بالخرطوموأم درمان ودارفور وشرق السودان وسط تضارب في أعداد القتلى وانتشار لقوات الشرطة والجيش وقيود على وسائل الإعلام والصحف . وناشدت شبكة مراقبون بلا حدود، المتظاهرين بالحفاظ على سلمية المظاهرات، بينما حثت السلطات السودانية على عدم استخدام قوات الأمن القوة المفرطة في قمع الاحتجاجات، ومنعها من أطلاق الذخيرة الحية والاعتداءات على بعض المتظاهرين . ودعت المدير التنفيذي للمؤسسة ومنسق شبكة مراقبون بلا حدود " راصد" نجلاء عبد الحميد، كافة الأطراف في السودان بالامتناع عن اللجوء إلى العنف ، وحثت السلطات السودانية على احترام الحريات المدنية للمحتجين وبخاصة حقهم في التجمع السلمي والتعبير عن آرائهم وحماية الأرواح المتظاهرين . وقال الناشط والخبير الحقوقي بشبكة مراقبون بلا حدود "راصد "، عماد حجاب إنه يوجد تضارب في البيانات والمعلومات التي أوردتها الحكومة السودانية عن أعداد القتلى والمصابين وبين ما قدمته المصادر الطبية لنشطاء المجتمع المدني في المستشفيات وما أعلنه تحالف المعارضة السودانية. وأضاف أن شبكة مراقبون بلا حدود "راصد " والتي تغطى بأنشطتها المنطقة العربية والإفريقية اهتمت بالأحداث التي تتعرض لها السودان الشقيق وقامت بمتابعتها ورصدها من خلال التعاون مع عدد من نشطاء ومنظمات المجتمع المدني السوداني والإعلاميين ووسائل الأعم لأهمية السودان بالنسبة للشعب المصري وتأثره بالأحداث التي تتعرض لها السودان. وأوضح حجاب أن التقرير الأول لشبكة مراقبون بلا حدود "راصد " تضمن استمرار المظاهرات المتواصلة لليوم الخامس في ولاية الخرطوم بسبب إلغاء الحكومة دعم أسعار المحروقات للحد من عجز الموازنة في البلاد مما أدى لرفع إلى الأسعار وزيادة الفقر المدقع الذي تعانى منه نسبة 46% من الأسر السودانية. وأشار إلى إن المظاهرات اندلعت احتجاجا على قرار الحكومة في أجزاء كبيرة من البلاد بها وضمت الخرطوموأم درمان ودارفور وشرق السودان، كما أن الاشتباكات العنيفة بين المتظاهرين وقوات الشرطة اندلعت في العاصمة الخرطوم. وأضاف حجاب انه تم رصد خروج مظاهرات الجمعة 27 سبتمبر، في عدة مدن سودانية احتجاجا على استخدام العنف ضد المتظاهرين على الأوضاع الاقتصادية والغلاء وأطلق نشطاء على فعالياتها اسم "جمعة الشهداء". وقال حجاب إن التقرير الأول للمجتمع المدني رصد انتشار قوات الشرطة وقوات مكافحة الشغب في الأماكن الحيوية بشكل مكثف في مختلف أنحاء العاصمة وضواحيها من العاصمة السودانية الخرطوم ،كما أطلقت الشرطة السودانية الغاز المسيل للدموع والرصاص لتفريق متظاهرين في مدينة بورسودان على ساحل البحر الأحمر. وتابع حجاب أن التقرير رصد هتاف المتظاهرين اليوم الجمعة وأمس الخميس بإسقاط نظام عمر البشير الذي يحكم السودان منذ أكثر من 24 عامً بسبب القمع الأمني ومقتل المتظاهرين وبإلغاء قرار الحكومة رفع دعم أسعار المحروقات، وقد اتسعت رقعة الاحتجاجات في السودان منذ الخميس لتشمل للمرة الأولى مدينة بورسودان الساحلية، التابعة لولاية البحر الأحمر شمال شرقي السودان، بعد أربعة أيام من الاحتجاجات المتواصلة على إلغاء الحكومة دعم أسعار المحروقات والتي اقتصرت على مدن ولاية الخرطوم، مؤكدا أنه تم رصد ترديد المتظاهرين لشعارات مناهضة للحكومة منها حرية.. حرية ، و الشعب يريد إسقاط النظام، وتصدت الشرطة لهم وفرقتهم بالغاز المسيل للدموع والهراوات ، كما تم رصد دعوة رئيس حزب الأمة المعارض الصادق المهدي أنصاره إلى القيام باعتصامات سلمية في جميع الساحات والميادين العامة حتى قيام نظام جديد ،بينما ذكر زعيم حزب المؤتمر الشعبي حسن الترابي إن الترتيبات تمضي لمرحلة ما بعد إسقاط النظام الحاكم. وقال عماد حجاب الناشط والخبير الحقوقي إن تقرير شبكة مراقبون بلا حدود "راصد " رصد إصابة 19 شخصاً أمس الخميس في اشتباكات بين الشرطة ومحتجين في حي أبو كدوك في وسط أم درمان، كما اندلعت تظاهرات في ضاحية الكدرو شمال الخرطوم بحري، وفي سوبا وحي الإنقاذ جنوب العاصمة، كما تظاهر مئات في مدينة بورتسودان عاصمة ولاية البحر الأحمر في الشرق السودان، وإحراق المحتجين إطارات السيارات لقطع الطرق، ورشقوا بالحجارة سيارات الشرطة التي ردت ا بقنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، وأشعل محتجون النار في مقر حزب المؤتمر الوطني الحاكم جنوبالخرطوم يوم الأربعاء الماضي، بعد حرق مقر للحزب في أم درمان الثلاثاء الماضي. وأضاف حجاب إن التقرير رصد كلمة لوزير الداخلية السوداني إبراهيم حامد قال فيها أن أمن المواطن خط أحمر ولا تهاون مع من يزعزعه ويهدد الاستقرار ،وطلبه تضافر الجهود لتوفير الأمن والاستقرار وأن مسؤوليته مشتركة بين المواطن وأجهزة الشرطة والأمن ،وذكرت لجنة تنسيق شؤون أمن ولاية الخرطوم أمس، أن الاحتجاجات تجاوزت حدود التعبير السلمي إلى التخريب المتعمد وأن قوات الشرطة والقوات المساندة لها تلقت أوامر مشددة بالتصدي الصارم والحسم القانوني لكل أنواع الانفلات الأمني. وقال حجاب انه تم رصد نفى لوزير الإعلام أحمد بلال في كلمة له أن تكون القوات الأمنية السودانية استخدمت القوة المفرطة ضد المحتجين،وإن المتظاهرين ضموا بطلجية وشبيحة يحملون سواطير وأسلحة نارية، استخدمت في تدمير وحرق 21 محطة وقود وعشرات المتاجر ونهب 57 منزلاً، وان بعض القتلى سقطوا برصاص متظاهرين مسلحين، مضيفا أن التقرير أوضح أن أعمال العنف أدت إلى وقوع عدد غير معروف من الضحايا فقد حددته منظمات حقوق الإنسان بالسودان في مقتل أكثر من 122 متظاهر في الخرطوم ومدن أخرى على مدار أربعة أيام من الاحتجاجات منهم 27 شخصًا على الأقل قتلوا باحتجاجات في العاصمة الخرطوم يوم الأربعاء الماضي ، بينما أعلن تحالف المعارضة السودانية أن عدد قتلى الاحتجاجات خلال 3 أيام وصل إلى 141 شخصاً.