كل الشواهد كانت تؤكد أن موعد اقتحام قوات الأمن لمنطقة كرداسة بات وشيكاً، خاصة بعد تحرير قرية دلجا بالمنيا. كانت الأصوات تتعالى بالتساؤل:" لماذا الانتظار؟" .. أهالي كرداسة يعيشون في رعب مستمر..وبين حصار البلطجية والخارجين عن القانون للقرية .. والأصوات التي تنادي بسرعة التدخل الأمني.. كان الجميع يترقب اللحظة الحاسمة. تأخرت قوات الأمن كثيرا في اقتحام كرداسة وهذا لا شك فيه .. ولكن يبدو أن هذا التأخير كان محسوباً ومرسوماً بدقه .. فما بين اقتحام دلجا وكرداسة أيام قليلة مما يؤكد أن وزارة الداخلية بالتعاون مع رجال القوات المسلحة كانوا قد عقدوا العزم على تطهير البؤر الإجرامية التي تمثل صداعاً للجميع ومنها تنطلق الهجمات الإرهابية. أكدت المصادر الأمنية بمديرية أمن الجيزة فجر الخميس 19 سبتمبر، أن القوات على أهبة الاستعداد بعد أن أنهت كافة الترتيبات الأمنية وإنها تنتظر فقط قرار وزارة الداخلية بالاقتحام. في تمام الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، كان المتابع للأحداث قد تأكد أن هناك امرأ غريباً سيحدث خلال ساعات.. ضباط مديرية أمن الجيزة لم يغادروا مكاتبهم منذ صباح الأربعاء 18 سبتمبر.. تم إلغاء الأجازات هذا الأسبوع .. قوة المديرية بالكامل متواجدة بكل ضباطها وأفرادها ولم يغادر أي منهم موقعه.. اللواء كمال الدالي مساعد الوزير لأمن الجيزة واللواء محمد الشرقاوي مدير إدارة البحث الجنائي واللواء محمود فاروق مدير المباحث كانوا علي رأس المتواجدين بمواقعهم .. لمتابعة الترتيبات النهائية في انتظار الأذن بالتنفيذ وبدء عملية الاقتحام. عندما أشارت عقارب الساعة إلى الثانية فجراً كانت التعليمات قد صدرت ببدء تنفيذ عملية اقتحام كرداسة في تمام الساعة الرابعة فجراً .. حالة من الإستنفار دبت بين جميع القوات .. وفي تمام الساعة الثالثة فجراً بدأت السيارات المصفحة ورجال القوات الخاصة يتوافدون على مديرية الأمن وعمل الجميع على تجهيز الأسلحة والذخائر. على الجانب الأخر وفي نفس التوقيت تقريباً كانت تشكيلات الأمن المركزي تقوم بإغلاق كافة الطرق المؤدية لمدينة كرداسة من كافه الاتجاهات .. بداية من طريق أبو رواش والإسكندرية الصحراوي .. ثم طريق محور 26 يوليو... ثم محور صفط اللبن وناهيا وبولاق الدكرور.. بالإضافة إلى طريق الواحات "الفيوم". وتم فتح طريق واحد فقط لقوات وعناصر الاقتحام للدخول من خلاله وهو طريق شارعي الهرم وفيصل. في البداية تحركت عناصر من قوات الحماية المدنية لتأمين المنشآت حول المدينة وتم إغلاق كافة محطات البنزين في الطريق إلي كرداسة حتى لا تستغل في الأحداث .. ثم تحركت مجموعة من سيارات الإسعاف. في حوالي الساعة الرابعة والنصف فجراً بدأت قوات الجيش أولا في اقتحام مدينه كرداسة لإزالة السواتر الترابية والتحصينات التي أقامها الخارجين عن القانون لصد أي هجوم من محتمل ..أزالت القوات المسلحة الحواجز الترابية ثم أعقب ذلك دخول رجال القوات الخاصة ومدرعات الشرطة التي بمجرد الدخول قوبلت بوابل من الرصاص يطلق عليها من أعلى المنازل والمدارس ومآذن المساجد وبدأت القوات تتعامل معها ووقع ضحايا من الجانبين إلي أن نجحت قوات الشرطة في السيطرة على معظم المنازل والمساجد والأماكن المرتفعة التي يحتمل تواجد احد العناصر الإرهابية بها .. بعد ذلك توجهت القوات إلى مركز شرطة كرداسة والذي حولته العناصر الإرهابية إلى قلعة محصنة صعبة الاختراق. تحرير قسم كرداسة كان هو الأصعب على القوات نظراً للتحصينات الشديدة وكمية الأسلحة والمتفجرات الموجودة به .. ولكن تعاملت قوات الأمن مع هذه العناصر ببسالة وقوه شديدة .. مما أجبر بعضهم على الفرار والبعض الأخر سلم نفسه تحت وطأة إطلاق النار الكثيف من قبل قوات الأمن. استغرقت هذه العملية ما يقرب من ثلاث ساعات كاملة.. قبل أن تنتشر عناصر قوات الأمن لتمشيط المنطقة بشكل كامل لتفرض قوات الأمن سيطرتها على المنطقة في تمام الساعة الحادية عشر صباحاً .. وحتى كتابة هذه السطور تواصل قوات الأمن تمشيط المنطقة ومداهمه منازل المشتبه فيهم لضبط إي عناصر إرهابية أخرى ........ وسنوافيكم بالتفاصيل تباعاً.