عندما تعاني من الكراهية كثيرا من الوقت فلا عجب أن تنمو بداخلك وتفقدك أحيانا القدرة على الحب أو المسامحة، لكنك إن كنت تسعى لمعرفة الحقيقة..ستجدك هي.. "مالكوم اكس" واحد من أشهر الأسماء الأمريكية ، بدأ حياته كأي فتى أسود اللون يعيش حياته في الولاياتالمتحدةالأمريكية عندما بلغ التمييز فيها ذروته، فكانت وظائفهم لا تتعدى سوى أن يكون أنجحهم نجارا أو ماسح أحذية.. كان "مالكوم" طموحا ومتميزا أكثر مما ينبغي في مدرسته مما لفت إليه أنظار المدرسين الذين لم يعجبهم ذلك، وحاولوا إحباطه بل ونصحوه أن يترك المدرسة ويعمل نجارا متخليا عن حلمه في المحاماة، لأنه "زنجي" في بلد البيض .. ترك "مالكوم" مدرسته بالفعل ليس بسبب ما قاله له مدرسيه فحسب، ولكن أيضا لان والده قد قتل على أيدي متعصبين من البيض الأمريكيين، لذلك اضطر و بقية إخوته أن يتركوا المدرسة لتوفير أموالهم التي كانت والدتهم تجمعها بالكاد من الخدمة في المنازل.. بعد أن ترك "مالكوم" المدرسة انحدرت أخلاقه كثيرا فأصبح تاجرا في المخدرات بأنواعها واشترك في عصابات السود الأمريكيين حتى تم إلقاء القبض عليه. وفي السجن عرف مالكوم أن إخوته اعتنقوا دينا جديدا، قالوا له أنه دين "السود" الجديد وأنه خلاصهم من ظلم البيض واستعبادهم لهم، وقالوا له أن هذا الدين هو "الإسلام" ، وبالفعل اعتنق "مالكوم" الإسلام في السجن.. عندما خرج من السجن كان قد تحسنت أخلاقه بدرجة كبيرة إلا أن أفكار العنصرية كانت قد اشتدت داخل عقله ضد البيض، وكان يبغضهم بشدة ، حيث ظهر ذلك في انضمامه إلى جمعية "أمة الإسلام" التي كانت تعزز أفكار الكراهية والعنصرية، واصفة الجنس الأسود بأنه الجنس "الجّبار" الذي يمكن أن يفعل أي شيء. بعد فترة من الوقت سافر "مالكوم" للحج، وعن هذه التجربة يقول إنه لم يرى في حياته تلاحماً وقتلا للعنصرية كما رأى بين المسلمين هناك، "هذا هو الدين بحق، لقد رأيت أشخاصا شديدي البياض وزرق العيون يسيرون بجوار أشخاص سود وأجناس متعددة" ، وكانت هذه التجربة بداية تعارف "مالكوم" على الإسلام الحق لأول مرة.. عندما عاد إلى الولاياتالمتحدة حاول أن ينشر أفكاره الجديدة التي كانت تنبذ كراهية البيض و ترسخ للمساواة والتسامح ، لكن ذلك تسبب في الكثير من الخلافات مع جمعية "أمة الإسلام" التي كان ينتمي إليها وأدى إلى انفصاله عنها، وإنشاءه جمعية جديدة باسم "أهل السنة" تدعو للأفكار التي آمن بها. جاءت نهاية "مالكوم"عندما كان يخطب في إحدى المساجد وحدثت مشاجرة مفتعلة بين شخصين في إحدى الصفوف مما أدى لالتفات الناس لهما وخروج عدة أشخاص أمطروا "مالكوم" بالعديد من طلقات الرصاص التي أردته صريعا. ثبت بعد ذلك أن هؤلاء الأشخاص ينتمون لجماعة "أمة الإسلام العنصرية" التي أهدرت دماء "مالكوم اكس" بعد انفصاله عنها.