لم يبد كبار المسئولين الأوروبيين تأييدهم لحملة تقودها أمريكا لتوجيه ضربة عسكرية لسوريا رداً علي هجوم كيماوي ، وقالوا إنه قد لا يكون هناك حل عسكري للصراع . ويظهر الموقف الذي صاغه هيرمان فان رومبوي رئيس المجلس الأوروبي وجوزيه مانويل باروزو رئيس المفوضية الأوروبية، الخميس 5 سبتمبر ، قدرا من الخلاف بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بعد أن قال الرئيس الأمريكي باراك اوباما انه سيقوم بعمل عسكري فور حصوله على موافقة الكونجرس. ووصف فان رومبوي الهجوم بالغاز السام الذي وقع في 21 أغسطس ، قرب دمشق وأودى بحياة نحو 1400 شخص بأنه "بغيض" وجريمة ضد الإنسانية لا يمكن تجاهلها، لكنه أضاف أن الدبلوماسية لا تزال في نهاية المطاف هي أفضل السبل لحل صراع أودى بحياة 100 ألف شخص. وقال فان رومبوي للصحفيين قبل قمة مجموعة العشرين في مدينة سان بطرسبرج الروسية حيث يتوقع ان تهيمن قضية سوريا على المحادثات بالإضافة إلى النقاش بشان الاقتصاد العالمي "لا يوجد حل عسكري للصراع في سوريا". وأضاف "في الوقت الذي نحترم فيه الدعوات التي صدرت في الآونة الأخيرة من اجل التحرك، إلا إننا نشدد على الحاجة للمضي قدماً في معالجة الأزمة السورية عبر عمل الأممالمتحدة." ولم يعارض فان رومبوي القيام بإجراء عسكري تؤيده فرنسا وبريطانيا علناً، وأشار مسئولون إلى أن الموقف النهائي لم يتبلور بعد. ويحرص اوباما على حشد اكبر تأييد محتمل من الحلفاء وعلى الصعيد الدولي لأي عمل عسكري. ومن المتوقع أن يناقش زعماء الاتحاد الأوروبي القضية على هامش قمة مجموعة العشرين التي تستمر يومين ويقول مسئولون أن اوباما سيحاول إقناع الاتحاد الأوروبي بالحاجة للتحرك الفوري خلال اجتماع عشاء القمة. وقال فان رومبوي "لا يمكن أن يظل المجتمع الدولي مكتوف اليدين" وهو تعليق يترك الباب مفتوحا فيما يبدو. وأضاف "يتعين ان نظهر ان مثل هذه الجرائم غير مقبولة ولا تسامح فيها وأن نظهر انه لا يمكن ان يكون هناك إفلات من العقاب." ويعكس موقف فان رومبوي خلافات داخل الاتحاد الأوروبي. وتقول فرنسا وهي الأكثر تأثيرا إلى جانب بريطانيا فيما يتعلق بالسياسة الخارجية للتكتل الذي يضم 28 عضوا أنها تؤيد أي عمل عسكري تتخذه واشنطن. كما حرص رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على دعم التدخل العسكري لكنه خسر تصويتا في مجلس العموم بهذا الشأن الأسبوع الماضي. ولن تشارك بريطانيا في أي هجوم.