بعد أن كشفت صحيفة " ذا صانداي التليجراف" البريطانية مفاجأة أن مرشد جماعة الإخوان المسلمين الحالي هو "جمعة أمين"، علي عكس ما كان يشاع عن تولي محمود عزت منصب المرشد العام للإخوان المسلمين مؤقتا بدلًا من د.محمد بديع المحبوس بسجن طرة لمواجهة اتهام في قضية تحريض على القتل وذلك بعد القبض عليه بأحد شقق مدينة نصر المجاورة لميدان رابعة العدوية. وذكرت الصحيفة أن جمعة أمين - تم اختياره مرشدًا للجماعة الأسبوع الماضي في أعقاب القبض على محمد بديع في مدينة نصر، ويبلغ من العمر 79 عامًا، وكان قد انتقل إلى بريطانيا قبل نحو شهرين لتلقى العلاج، لذلك استطاع الإفلات من الاعتقال بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي من منصبه، ويقيم جمعة حاليا في مكان غير معلوم في لندن، حيث يقوم من هناك بتنظيم رد فعل الإخوان المسلمين بعد الإطاحة بمرسي. "جمعة أمين" كان يشغل منصب نائب المرشد وعضو مكتب الإرشاد، وكان مرشحا قويا لمنصب المرشد قبل تولي بديع، لكن تم الدفع ببديع وتصعيده من قبل المجموعة الداعمة له بمكتب الإرشاد وعلى رأسهم خيرت الشاطر ليفوز بديع بالمنصب عام 2010.. ووفقا للائحة الجماعة تنص المادة "4" على أنه في حالة غياب المرشد العام خارج الجمهورية أو تعذر قيامه بمهامه لمرض أو لعذر طارئ يقوم نائبه الأول مقامه في جميع اختصاصاته. وتنص المادة "5" على أنه في حالة حدوث موانع قهرية تحول دون مباشرة المرشد مهامه يحل محله نائبه الأول ثم الأقدم فالأقدم من النواب ثم الأكبر فالأكبر من أعضاء مكتب الإرشاد . ونقلت الصحيفة عن مصادر بريطانية - والتي لم يتم تأكيد رسمي لها حتى الآن - لم يتم الكشف عنها أن وجود المرشد العام المؤقت في لندن سيكلف دافعي الضرائب في بريطانيا، حيث سيكون عليها حمايته خوفا من تعرضه لأي محاولات للاغتيال . وعبرت كذلك الصحيفة عن المخاوف من أن يكون وجود "أمين" في بريطانيا سببًا في تدافع الإسلاميين إلى بريطانيا سعيًا للجوء السياسي كما حدث من قبل في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي . ويعد "جمعة أمين" أحد أكبر قيادات جماعة الإخوان سنًا، فهو من مواليد 1934 بمحافظة بني سويف، ويصفه البعض بمؤرخ الإخوان وصاحب كتاب "شرح الأصول العشرين للفهم"، و"تاريخ جماعة الإخوان المسلمين". ويعد جمعة أمين من أقطاب الحرس القديم الذي يتسم بالخطورة، خاصة لانتمائه للتيار القطبي، ويعد أحد أهم مفكري الجماعة والمؤرخ الرسمي للإخوان المسلمين، وله الكثير من الأطروحات السياسية والعديد من المؤلفات مثل "شرح الأصول العشرين للفهم" و"تاريخ جماعة الإخوان المسلمين" والذي يعد الكتاب الوحيد الموثق من قبل الجماعة لتاريخ الإخوان في مصر. جدير بالذكر أن "جمعة أمين" حصل على بكالوريوس الخدمة الاجتماعية بتقدير جيد جدًا مع مرتبة الشرف عام 1961، وعمل باحثًا بمحافظة الإسكندرية، ثم رئيسًا لقسم البحوث، ثم مديرًا لمباني المحافظة، ثم رئيسًا لمجلس إدارة مدارس المدينةالمنورةبالإسكندرية.. واعتُقل أمين من عام 1965م حتى 1971، ثم قُبض عليه عام 1992 لعدة أشهر، وعمل مديرًا للندوة العالمية للشباب الإسلامي بجدة في الفترة من 1981 حتى 1985، وانضم للإخوان المسلمين عام 1951م، ثم أصبح عضوًا للمكتب الإداري بالإسكندرية، ثم نائبًا لرئيسه في الثمانينيات، ثم عضوًا لمكتب الإرشاد منذ 1995 حتى الآن. كما يعد أمين من أهم حراس أصول وأركان البيعة في "رسالة التعليم" الذي يعد المرجع الأساسي للإخوان، لذا فأمين كان عضوًا أساسيًا بلجنة التربية داخل الجماعة، وهى من أهم لجان تربية وإعداد المعتقدات الخاصة بالإخوان. واستعادت الجماعة نشاطها غير المعلن عندما اشترك فيه "جمعة" حتى تم القبض على تنظيم 1965 الذي أعدم فيه "سيد قطب"، واستمر "جمعة" في السجن حتى بداية 1971، وأُفرج عنه حين بدأ السادات في الإفراج عن الإخوان بعد موت جمال عبد الناصر. سافر "جمعة أمين" للحج عام 1981، وظل مقيما بالسعودية حتى 1985 هاربًا من القبض عليه في قضية اغتيال السادات، وخلال هذه السنوات عمل مديرًا لمكتب الندوة العالمية للشباب الإسلامي بجدة، وبعد عودته لمصر شارك في إنشاء مدارس "المدينةالمنورة" بالإسكندرية، بجانب دار نشر ضخمة لنشر مؤلفات جماعة الإخوان المسلمين، وكانت من أهم مقولات "أمين" حول التعليم والتربية: عليكم بالمدارس، فقد كانت هدفًا لتخريب عقولنا وغزونا، حتى العقيدة في هذه المرحلة قد جمدوها". المرشد الجديد إذا صح ذلك، يبلغ من العمر 79 عامًا، وهو متزوج من ثلاث زوجات، توفيت الأولى منذ فترة، ومازالت له زوجتان إحداهما من البحيرة والأخرى من الإسكندرية، وقد أقدم على الزواج الثاني بعد أن ذاعت شهرته، ووجدت كتبه عن تاريخ الجماعة رواجًا بين أوساط الإخوان، فتبدلت أحواله المالية كثيرًا، ثم تحسنت أكثر بعد قرار مكتب الإرشاد بحصوله على بدل تفرغ كان وقتها 7 آلاف جنيه، وصل حاليًا إلى 20 ألف جنيه شهريًا.