صدر عن المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة كتاب "التياترجي ... منير مراد"، للشاعر والباحث المصري "وسام الدويك" والذي يؤرخ من خلاله لحياة وأعمال الفنان متعدد المواهب "منير مراد". ويأتي كتاب "التياترجي" ضمن مشروع بحثي ضخم بعنوان "تأريخ السيرة" يقدم المؤلف من خلاله سير وأعمال مبدعين من مختلف المجالات والبلدان والإبداعات، حيث صدر له "كافافي ... الشاعر والمدينة" عام 2006 عن سيرة وأعمال الشاعر اليوناني الأصل "قسطنطين كافافي" الذي ولد وعاش بمدينة الإسكندرية. "التياترجي" والذي قدم له الكاتب الكبير "محفوظ عبد الرحمن"، يقع في مائتي صفحة من القطع المتوسط، ويتناول الباحث في فصله الأول سيرة وأعمال "زكي مراد" والد "منير وليلى" ومطرب مصر الأول قبل ظهور "محمد عبد الوهاب"، بينما يتناول الفصل الثاني سيرة حياة "منير مراد"، وفي الفصل الثالث نقرأ تحليلا مفصلا لأعماله السينمائية القليلة، وإدخاله فنون التياترو إلى السينما آنذاك، وفي الفصل الرابع نجد توثيقا لأعماله الموسيقية، هذا إلى جانب ملحق خاص بالصور في نهاية الكتاب. الجدير بالذكر أن "وسام الدويك" شاعر وإعلامي ومصور فوتوغرافي، صدر له "يرجع العاديون مكبلين بالياسمين" 1999 و"الخروج في النهار" 2002، و"الشرفات" 2009، و"أبيض وأسود" 2011. ويتناول الكتاب سيرة حياة وأعمال الفنان متعدد المواهب "منير مراد" وذلك من خلال مقدمة وخمس فصول، ونقرأ في المقدمة تحت عنوان "تأريخ السيرة ... إبداع جديد" طرحا للمشروع الذي يقوم به الباحث لرصد سير المبدعين في كل مجال، ومن أجل التمهيد للولوج إلى محتوى الكتاب كانت هناك مقدمة أخرى حول تاريخ البحث والتنقيب والمشكلات التي واجهت الباحث أثناء تأليف الكتاب في الفترة بين يناير 2008 وديسمبر 2010، والتي جاءت تحت عنوان "في البحث عن منير مراد". ويضيف المؤلف، وعلى ذكر الدين وتغييره، ولو أنني لا أحب الحديث في هذا الشأن لأن الدين لله وحده ولأنه لا دخل لنوع الدين في الفنون ولا العكس في رأيي، إلا أنني وجدت أنه من الواجب علي – مادمت اضطلعت بمهمة تأريخ السيرة – أن أذكر التفاصيل لوجه الحقيقة ليس إلا، فمن المعروف أن البعض – بغرض الفرقعة الإعلامية وجذب الزبائن – يقوم بالدعاية لأكذوبة ليس لها أساس من الصحة وهي أن"منير مراد" أسلم ليتزوج من حبيبة عمره الفنانة المعروفة المعتزلة حاليا "سهير البابلي"، وهو أمر عار تماما من الحقيقة فمن المعروف أن"منير" أشهر إسلامه عام 1949، وقد غير اسمه في تلك الفترة التي عمل خلالها كمساعد مخرج في 150 فيلما. وعلى الرغم من قرب المسافة الزمنية إلا أن الكثيرين لا يهتمون بالتدقيق في تاريخ ميلاد أو حتى تاريخ وفاة "منير مراد"، وعلى الرغم من قرب المسافة أيضا إلا أن أفلامه لم تطبع حتى تاريخ كتابة هذا الكتاب على "سي دي" أو "فيديو كاسيت" عدا فيلم واحد ظهر فيه لمدة خمس دقائق هي مدة الاستعراض الذي قدمه مع "سامية جمال"، وهو فيلم "بنت الحتة" لصديقه المخرج "حسن الصيفي".