شعرت براحة نفسية كبيرة عندما نفذت قراري فى التو لأول مرة فى حياتى ،فكل ما أريده كنت أعانى حتى أحصل عليه لكن هذة المرة عندما جاءتنى الفكرة شرعت فى تنفيذها أخبرت أمى بطريقة اللالمبالاة لا لأخبرها لكن لأتلذذ بعدم سماع كلامها هى وأختى الثرثارة قالتا فى نفس اللحظة "لا ياهبلة بطلى جنان" لكن صوتهما أنخفض حتى كاد يتلاشى وغرقت فى نشوتى مع كل خصلة تسقط من شعرى كأنها أخذت معها جزء من معاناة حياتى. كنت أحدق فى المراَة وقد أصبح شعرى قصيراً وجعلنى أبدو أصغر سناً جمعت خصلات شعرى والقيت بها من الشباك كنت أنظر إليها وهى تتطاير فى الهواء ودعتها بنظراتى كما كنت أودع أيام طفولتى وهى تغتال يوماً بعد يوم من الملل والحبس الأنفرادى ، دخلت الحمام خلعت ملابسى والمياة كانت باردة لكنها لم تكن أبرد من حياتى المفتقدة كل معانى الدفء والحب عائلتى المفككة تجاربى السخيفة مع الأشخاص الخطأ أرتديت ذلك الجلباب الذى يكرهه الجميع لانه يجعلنى أبدو نحيلة أكثر ما ينبغى صففت شعرى لم يضايقنى كسابقاً خفيف وقصير تنبهت لنصائح أختى التى تحولت لعتاب وتأكيدها بأنى سأشعر بالندم فيما بعد لم تكن تعلم أنى أصبحت نادمة على كل لحظة محوت فيها رغبتى تفادياً لسخطهم لم أجبها تناولت ورقة وقلماً وخططت فى عشوائية وعندما مللت الرسم وجدتها لوحة رائعة تشبه اللاشئ ككل شئ فى حياتى عندما أمعن فى تفاصيلها أرى اللاشئ يتمركزها غضب أبى ومنعى من ممارسة أى شئ خوفاً من كلام الناس الذى بالنسبة لى لا شئ ، علاقتى بحسام أرتبطت به كمثل صديقاتى لأستطعم ذلك الكلام العذب والسهر الجميل والهدايا والقبلات لكنه زاد أعبائى بمراهقته وتفكيره المحدود كنت أود الهروب إليه لكنه جعلنى أهرب منه مثل حياتى لا طعم له ثقيل على عاتقى أثار شفقتى عندما ودعته مع أن هذا ما كان ينبغى فأن ما نختاره سريعاً خطأ والأستمرار فيه خطأ أكبر . لا أدرى وجدت اللوحة تثير سخطى فمزقتها وذهبت أقلب فى أوراقى القديمة وجدت أجندتى ضحكت عندما رأيتها كانت مذكراتى فى أيام المراهقة كم كنت ساذجة فلا شئ يستحق أن يكتب أو يتذكر قرأت فيها كأن أخرى هى من خطت ذلك الهراء كنت أهتم بتوافه الأمور قرأت "النهاردة أستاذ أحمد ضحكلى يمكن حس بحبى له" كنت حقاً طفلة النظرة ترعشنى وتشقلبنى رأساً على عقب. أما الآن مجلدات كلام الحب لا تهتز لها شعرة من رأسى هل أصبحت كما قال لى صلاح أمرأة باردة أم ناضجة أم أريد رجلاً يرغمنى على حبه يخطف قلبى يسلب عقلى الذى يقف حائلاً بين مشاعرى لا يهم فكلها نتيجة واحدة لاشئ ،فى أشياء ننتظرها كثيراً عندما تحدث لا تغير شيئاً كوجود أبى فى حياتى . كثيراً ما تمنيت موته لأفوز بحريتى وتخيلت الحياة الوردية من بعد رحيله وغياب سخطه وعندما أتى هذا اليوم ألجمنى الخبر ظننت سابقاً أنى سأصطنع البكاء حتى لايشك أحد فى أمرى ويلحظ سعادتى لكننى وجدت نفسى أبكى بحرقة ليس لها مثيل وأودع جثمانه وتذكرت الثوانى التى جمعتنا عندما كنا سعداء ومرت الأيام على رحيله ولم أشعر بطعم الحرية ماهو الشئ الذى سأفعله أو ما هو الشئ الذى لم أفعله فى حياته كل ما أريد فعلته بعد ألحاح حتى غير رأيه أو من وراءه هل ما كنت أريده أن أواجه الناس بأفعالى أم ماذا لا أدرى فحياتى كلها لا شئ.