بمرورك بشارع المعز تجد تحفة المعمار الإسلامي بمصر علي مر العصور فيضم شارع المعز أكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية بالعالم. ومن أشهر مساجد شارع المعز التي تتميز بروعة المعمار الإسلامي بمصر مسجد الحاكم بأمر الله، يعد مسجد الحاكم بأمر الله ثان مساجد القاهرة الفاطمية، و ثان مساجد القاهرة اتساعاً بعد مسجد ابن طولون. يقع مسجد الحاكم بأمر الله في بداية شاعر المعز لدين الله الفاطمي وهو ملاصق لسور القاهرة الشمالي ويبعد عن بوابتي الفتح و النصر عدة خطوات، أمر الخليفة الفاطمي العزيز بالله بإنشاء هذا المسجد سنة 380ه / 1012 م، وكان الجامع عند إنشائه يقع خارج السور الذي بناه من الطوب حول مدينة القاهرة الفاطمية جوهر الصقلي قائد الخليفة المعز لدين الله، وعندما قام بدر الجمالي وزير الخليفة المستنصر عام 480 ه / 1087 م بتوسعة المدينة من الناحيتين الشمالية والجنوبية لمسافة 150 م، أقام السور الشمالي بالحجر ملاصقاً تماماً للجدار الشمالي الشرقي للجامع. ويبلغ طول المسجد 120.5 متراً وعرضه 113 متراً وهو ثاني مساجد القاهرة أتساعاً بعد مسجد ابن طولون. ويتوسط المسجد صحن مكشوف تحيط به أروقة ترتكز عقودها علي دعائم وتبلغ عدد هذه الدعائم 160 دعامة، كما تبلغ عدد الدعامات المتصلة بجدران المسجد الداخلية 14 دعامة. وللجامع مئذنتان ويحيط بهما قاعدتان عظيمتان هرميتا الشكل، تتركب كل قاعدة من مكعبين يعلو أحدهما الآخر والمكعب العلوي موضوع إلى الخلف قليلاً فوق السفلى ويبلغ ارتفاع الأخير ارتفاع أسوار الجامع وتبرز من كل من المكعبين العلويين مئذنة مثمنة الشكل وفى منتصف هذه الواجهة البحرية وبين المئذنتين يوجد مدخل الجامع الأثري وهو أول مدخل بارز بُني في جامع، ويغطي قبو اسطواني عرضه 3.48 متراً وطوله 5.50 متراً وفى نهايته باب عرضه 2.21 متراً ومعقود بعقد أفقي من الحجر وهذا العقد والحائط الموجود فيه حديثا البناء ويوجد في المدخل عن اليمين وعن اليسار بقايا نقوش بديعة ارتفاعها 1.60. أما بوابة المسجد فتوجد في منتصف جدار مؤخره وهى توجد في شارع المعز لدين الله، وتتميز بضخامتها و يحف بها من كل جانب برج عظيم يبرز ستة أمتار خارج هذا الجدار، وتبلغ المسافة طولا بين طرفي البرجين أكثر من 15 مترا، وهذا النوع من المداخل يعتبر أول مثال من هذا النوع للمداخل التذكارية، وقد أخذ الفاطميون فكرته من شمال أفريقيا عن مسجد المهدية بتونس. وأكثر ما يلفت النظر في جامع الحاكم جمال الزخارف وتطور الكتابة الكوفية في شريط الكتابة الذي يسير تحت السقف وعلى المئذنتين، وفيما بقى من النوافذ الصغيرة الموجودة في القبة التي تعلو المحراب، ويعتبر جامع الحاكم ثاني مساجد القاهرة اتساعا بعد جامع احمد بن طولون. وتأثر المسجد بزلزال 1302 م /702 ه الذي أصاب القاهرة و أدي إلي سقوط الكثير من البدنات التي بالمسجد، وأتلف الجزء العلوي بالمئذنتين. وقام السلطان الملك الناصر محمد بانتداب الأمير ركن الدين بيبرس الجاشنكير لإصلاح المسجد وترميمه وإصلاح ما تهدم منه وذلك في سنة 703 ه / 1303 م. وقد صلي الحاكم بأمر الله بالناس في هذا المسجد صلاة الجمعة يوم 21 مارس 1013 م في شهر رمضان. وأشتهر مسجد الحاكم بأمر الله بعدة مميزات جهلته الأشهر بين مساجد شارع المعز لدين الله الفاطمي. فأصبح هذا المسجد الجامع الوحيد الذي يصلى فيه صلاة الجمعة في عهد صلاح الدين الأيوبي، وذلك عندما قام صلاح الدين الأيوبي بإبطال صلاة الجمعة في مسجد الأزهر. واستخدم المسجد في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر لغير الغرض الذي شيد له، حيث : 1-تحول المسجد إلى قلعة أثناء الحملة الفرنسية على مصر، واستخدمت مآذن المسجد كبرج مراقبة. 2-استعمل هذا المسجد كمقر لقوم من الشام ، وأقاموا فيه المغازل ومعامل لصناعة الزجاج والحرير. 3-استخدم في سنة 1880 م متحفا لدار الآثار العربية ( متحف الفن الإسلامي ) . 4-استخدم الجامع كمدرسة وقد أقيمت فيه بعض المباني التي تضم مدرسة السلحدار الابتدائية.