دعا الرئيس التركي عبد الله جول ،الأربعاء 12 يونيو، إلي الحوار مع المتظاهرين الذين يحتجون علي تطوير متنزه في اسطنبول بعد أن أخلت الشرطة ميدان تقسيم بالمدينة. وقال جول الذي تبني أثناء الاضطرابات نهجا أكثر اعتدالا من اردوغان إن من واجب الحكومة الحوار مع منتقديها لكنه أيد فيما يبدو موقف رئيس الوزراء قائلا إن الاحتجاجات العنيفة أمر آخر. ومن المتوقع ان يلتقي أردوغان الذي وصف المتظاهرين بأنهم "رعاع" مع مجموعة من الشخصيات العامة لبحث الاضطرابات التي بدأت بحملة سلمية ضد خطط للبناء في موقع حديقة غازي المتاخمة لميدان تقسيم. وقال جول للصحفيين خلال زيارة لمدينة ريز المطلة علي البحر الاسود "إذا كان لدي الناس اعتراضات ، يتعين أن نبدأ حوارا معهم. لا شك أن سماع ما يقولونه واجبنا." وقالت جماعة "التضامن مع تقسيم" التي تضم جماعات المتظاهرين إن الوفد المتوقع أن يجتمع مع أردوغان لا يمثلها وإن قيمة الاجتماع لا تعدو أن تكون رمزية. ووقعت خلال الليل بعض من أسوأ الاشتباكات منذ بدء الاضطرابات. وأطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع علي آلاف الاشخاص الذين تجمعوا في ميدان تقسيم وبينهم أسر حضرت مع أطفالها. وتفرق الحشد في الشوارع الضيقة المحيطة بينما عاد مجموعة من المتظاهرين إلي الميدان وأشعلوا الالعاب النارية ورشقوا مدافع المياه بالحجارة. ثم شنت الشرطة هجمات بالغاز المسيل للدموع عدة مرات إلي أن تناقص عدد المحتجين. ونظم نحو 500 محام مسيرة احتجاج في أنقرة ونظمت أعداد أصغر من المحامين احتجاجات في مدن أخري. وقال اردوغان يوم الثلاثاء في خطاب غلبت عليه لهجته الحادة إنه "لن يركع" أمام المحتجين وإن "طيب أردوغان لن يتغير". في الوقت ذاته عبرت الولاياتالمتحدة عن قلقها من محاولات معاقبة اشخاص علي ممارستهم حرية التعبير ودعت إلي إجراء حوار لحل الخلافات بين الحكومة التركية والمحتجين. وقال وزير الخارجية الألماني جيدو فسترفيله ،الأربعاء 12 يونيو ، إن الحكومة التركية تبعث بإشارات خاطئة في الداخل والخارج من خلال رد فعلها علي الاحتجاجات ووصف الصور الواردة من ميدان تقسيم بأنها "مقلقة". واستقرت الأسواق التركية بدرجة طفيفة ، الأربعاء 12 يونيو، حيث ارتفعت البورصة بنسبة 1.8% بعد أن تأثرت من الارتفاع الحاد في بيع الأسهم الذي نجم جزئيا عن الاحتجاجات. وهبطت البورصة بأكثر من 20% منذ 31 مايو الماضي. و ذكرت وسائل إعلام أن هيئة البث التركية أعلنت أنها فرضت غرامات علي أربع قنوات تلفزيونية بسبب تغطيتها للاحتجاجات واتهمتها بالتحريض علي العنف. و من الواضح أن اللجوء إلي القمع الشديد قد أدي إلى اضطراب جذب تحالفا من العلمانيين والقوميين والنقابيين والطلبة ، بعضهم لم يكن يفكر أبدا من قبل في المشاركة السياسية.