قال الخبير بالنباتات والأعشاب الطبية المهندس محمود العوضي أن جذور نبات العرقسوس عرفت منذ أكثر من أربعة ألاف سنة عند البابليين كعنصر مقوي للجسم و مناعته ، و عرفه المصريون القدماء وأعدوا العصير من جذوره ، ووجدت جذور العرقسوس في قبر الملك توت عنخ أمون . و كان المصريون القدماء يخلطونه بالأدوية المرة لأخفاء طعم مرارتها و عالجوا به أمراض الكبد و الأمعاء . و كان اليوناني ثيوكريتوس يعالج به السعال الجاف والربو والعطش الشديد. وورد وصفه في كثير من المراجع القديمة، و عرفه العرب حيث كان يستخدم كطعام و دواء ، وجاء فى القانون لإبن سينا إن عصارته تنفع في الجروح وهو يلين قصبة الرئة وينقيها وينفع الرئة والحلق وينقي الصوت ويسكن العطش وينفع في التهاب المعدة والأمعاء وحرقة البول . وقال عنه ابن البيطار " أنفع ما في نبات العرقسوس عصارة أصله وطعم هذه العصارة حلو كحلاوة الأصل مع قبض فيها يسير ولذلك صارت تنفع الخشونة الحادثة في المريء والمثانة وهي تصلح لخشونة قصبة الرئة إذا وضعت تحت اللسان وامتص ماؤها وإذا شربت وافقت التهاب المعدة والأمعاء وأوجاع الصدر وما فيه والكبد والمثانة ووجع الكلى وإذا امتصت قطعت العطش وإذا مضغت وابتلع ماؤها تنفع المعدة والأمعاء كما ينفع كل أمراض الصدر والسعال ويطري ويخرج البلغم ويحل الربو وأوجاع الكبد والطحال وحرقة البول ويدر الطمث ويعالج البواسير ويصلح الفضلات كلها " . وثبت أن عرق السوس يحتوي على مواد سكرية وأملاح معدنية من أهمها البوتاسيوم، والكالسيوم، والماغنسيوم، والفوسفات، ومواد صابونية تسبب الرغوة عند صب عصيره، ويحتوي كذلك مواد مرة و زيت طيار.وبه مادة جليسرهيتينك وهى أشبه بالكورتيزون ، ويتوقف لون المشروب على كمية الكربونات المضافة وفترة التخمير. وأضاف أنه من المعروف دائمًا أن أي مادة مضادة للالتهاب والروماتيزم تؤثر تأثيرًا سلبيًا على المعدة، وقد يؤدي ذلك إلى حدوث قرحة في المعدة، ولكن نجد أن بالعرقسوس مادة طبيعية مضادة للالتهاب والروماتيزم ، وهي نفسها تقي وتعالج الجسم من قرحة المعدة والاثني عشر ، وذلك لأن هذه المادة تبطن جدار المعدة من الداخل لتساعد أماكن القرح على الالتئام وتحميها من حموضة المعدة. كما نجد أن هذا النبات يعمل بطريق غير مباشر على حفز خلايا النخاع على تكوين كرات دم حمراء، ما يساعد على علاج الأنيميا ويخفف تقلصات الأمعاء الناتجة عن استخدام بعض أنواع الملينات، كما أنه مهدئ للمعدة والأمعاء،ويفيد فى الروماتيزم والسعال والتهاب المفاصل وإذابة البلغم . ويستخدم العرقسوس أيضا في علاج بلهارسيا المستقيم، لأن المواد الصابونية الموجودة به تساعد على قتل بويضات البلهارسيا. وللعرقسوس تأثير مميز على خلايا الكبد فهو يقويها ويصلحها وأشارمحمود العوضي الي انه لا يستخدم العرقسوس مع مريض الضغط المرتفع لأنه يساعد على الاحتفاظ بالماء داخل الجسم أطول فترة ممكنة، مما يؤدي إلى التورم وزيادة الضغط، وتزول هذه الأعراض بمجرد التوقف عن تناوله، كما لا ينصح بشرب العرقسوس للذين يعانون من مشاكل أو أملاح فى الكلى لأنه يساعد على تكوين الحصوات لوجود نسبة من الوكسالات به ، كما يتحاشى تعاطيه مرضى القلب ، والسمنة .ولكن ينصح مريض هبوط الضغط بتناوله بصورة منتظمة.