قال مؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي إن وفد الدبلوماسية الشعبية أنجز تصوراً مبدئياً لحل أزمة سد النهضة الأثيوبي وإنه سيعقد ورش عمل لإنجاز تصورات عملية ومقترحات محددة. وأضاف صباحي، أن الوفد سيضع ما يتوصل إليه بين يدي مؤسسات الدولة المعنية بالأزمة، مع طرح بدائل جادة لحفظ مصالح مصر وفي نفس الوقت تُمكن الإخوة في إثيوبيا من التنمية. جاء ذلك خلال مشاركة حمدين صباحي في الجلسة التي عقدها وفد الدبلوماسية الشعبية لبحث أزمة سد النهضة الإثيوبي بمركز إعداد القادة بالعجوزة الأربعاء 5 يونيو، وحضرها عدد من النواب والنشطاء من بينهم جورج إسحق ومصطفي الجندي القياديين بحزب الدستور والكاتبة سكينة فؤاد وعلاء عبد المنعم. وشدد صباحي على أن القوى الوطنية ووفد الدبلوماسية الشعبية لديه إصرار بالغ على أن يؤدي دورا يشاركون به مؤسسات الدولة في حل الأزمة وصيانة حق مصر في مياه النيل، وحماية واحترام حقوق الأشقاء الأفارقة فى النيل الواحد. وأضاف أن أزمة المياه خطر يتعرض له المصريون دون استثناء وأخطر من أن يتم تركها للمؤسسات الرسمية فقط لحلها، بل لابد من توحيد كلمة المصريين فيها. وقال صباحي إنه عقب قيام الثورة أدركت القوى الشعبية أهمية وخطورة مشكلة مياه النيل، فبادر البرلمان الشعبي بتشكيل وفد دبلوماسية شعبية يمثل جميع القوى، وتم تشكيله بالتنسيق مع أجهزة الدولة حينها، وبدأت الزيارة بأوغندا ثم أثيوبيا، وتم الاتفاق مع الحكومة الأثيوبية على تشكيل لجنة ثلاثية من مصر والسودان وإثيوبيا، لمراجعة تصميمات سد النهضة، بما لا يؤثر على حصة مصر من مياه النيل، مشيرا إلى أن موضع الخلل في استثمار نتائج تلك الزيارة هو الإهمال الذي لحق هذا الملف بعد أن عهد به إلى أجهزة الدولة. وأضاف صباحي أن أزمة سد النهضة لا يمكن حلها إلا بالطرق السلمية ولابد أن نتخلى عن لهجة التعالي والتهديد، والمشاركة في إقامة مشروعات علمية عملاقة، بدول حوض النيل، مضيفا أن جميع المسئولين بتلك الدول أبدوا نوايا حسنة للتعاون مع مصر، مشيرا إلى أن المنهج الصحيح في إدارة الأزمة لابد يحكمه الإيمان بحق كافة الشعوب في التنمية، خاصة الشعب الإثيوبي، لأنه حق أصيل وعلى الجميع دعمه. ووجّه صباحي رسالة للشعب الإثيوبي قال فيها: "إننا نحترم حقه في التنمية والحياة كريمة، والمصريون يدركون القيمة التاريخية لإثيوبيا، ويحرصون على العلاقات القوية بين البلدين، لكن لابد الانتباه بأن هذه التنمية يجب ألا تصبح سببا في التأثير على حصة المصريين في نهر النيل". ولفت صباحي إلى أن أزمة سد النهضة في إثيوبيا لا تدخل في باب المزايدة أو المكايدة السياسية أو الانقسام لأنها خطر حقيقي يهدد المصريين، وعلينا السعي لإبراز موقف مصري شعبي ورسمي موحد بحيث تظهر مصر أمام العالم أجمع، خاصة في إفريقيا، أنها دولة متماسكة. وعن الاجتماع الأخير الذي ضم الرئيس محمد مرسى وعدد من ممثلي القوى السياسية، استنكر صباحي مطالبة عدد ممن حضروا اللقاء بالتدخل المباشر في الشئون الداخلية الإثيوبية قائلا "لا نريد أن نندفع لمواجهه تخسر فيها جميع الأطراف وأشعر بأسى وأسف بمستوى الأداء الذي لم يرق إلى حجم المشكلة ، مضيفا أن ما تم بُثه على الهواء لا يعبر عن مصر ولا حقيقة موقف الشعب المصري"، مؤكدا أن دول حوض النيل كانت تعاني من نبرة الاستعلاء عليهم وجاء الحوار الوطني لترسيخ هذا المفهوم.