تصدرت المظاهرات التي تجتاح تركيا بعض صفحات الصحف العالمية ، الثلاثاء 4 يونيو، وأسلوب تعامل رئيس الوزراء التركي "رجب طيب اردوغان" مع هذه الاحتجاجات. فقد استهلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية افتتاحيتها بالإشارة إلى سؤال طرحه مستشار رئيس الوزراء التركي وهو " كيف يمكن أن تكون حكومة حصدت ما يزيد عن 50% من التصويت متسلطة؟ وذلك في الوقت الذي كانت تهاجم فيه الشرطة حشود من المتظاهرين السلميين. وأوضحت الصحيفة أن هذا السؤال يصب في قلب خطأ نظام حكم اردوغان إلا أن الجواب يمكن العثور عليه ليس فقط في السياسات التي اتبعها حزب العدالة والتنمية خلال السنوات العشر الماضية بل أيضا في طريقة استجابته لاحتجاجات مئات الآلاف من المواطنين الغاضبين. وفي السياق ذاته ، ذكرت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية أن "أردوغان" لا يزال على موقفه بشأن تحميل المتطرفين مسئولية إثارة الاضطرابات مع ورود تقارير عن وقوع الضحية الثانية خلال الاحتجاجات السلمية التي بدأت منذ أربعة أيام وامتدت في جميع أنحاء اسطنبول والمدن التركية الأخرى. وتابعت الصحيفة ان بعض المتظاهرين طالبوا باستقالة رئيس الوزراء الذي يتهمونه بأنه "استبدادي" ويفرض رؤيته الإسلامية المحافظة على الحياة اليومية لتركيا العلمانية. وأضافت الصحيفة أن "أردوغان" رفض هذه الاتهامات ووصف المحتجين "بالمتطرفين" و"اللصوص" و"أقلية" تحاول فرض مطالبها على الأغلبية كما دعا إلى الهدوء ورفض القول الذي يرى أن الاحتجاجات في تركيا يمكن مقارنتها بالربيع العربي. ونقلت الصحيفة عن "أردوغان" قوله قبيل توجه الى المغرب في زيارة رسمية "هذه الاحتجاجات منظمة من قبل عناصر متطرفة، لن نرضخ لهؤلاء الذين يعيشون على الإرهاب ". وأضاف أن تركيا تعيش حاليا في ربيع لكن هذه الجماعات تسعى إلى تغيير هذا الربيع إلى خريف".