قال رئيس الوزراء الصيني "لي كه تشيانغ" خلال زيارته للهند، الاثنين 19 مايو، إن علي العملاقين الأسيويين حل جميع المشكلات سلميآ، في إشارة إلى المناوشات الأخيرة بشأن حدودهما في جبال الهيمالايا. ويسعى تشيانغ إلى بناء الثقة مع الهند في أول رحلة خارجية له منذ توليه منصبه والتي تأتي بعد أسابيع قليلة من مواجهة عسكرية بين العملاقين الأسيويين بسبب خلاف حدودي في جبال الهيمالايا غير المرسومة بشكل جيد. وعرض الرجل الثاني في القيادة الصينية على الهند "مصافحة عبر الهيمالايا" وقال إن العملاقين الاقتصاديين الناشئين من الممكن ان يصبحا قاطرة جديدة للاقتصاد العالمي. وهناك خلاف بين الصين والهند بشأن مناطق شاسعة على طول الحدود بينهما التي تمتد لمسافة أربعة آلاف كيلومتر وخاضا حربا قصيرة قبل 50 عاما لكنها كانت دامية. ولم تقع أي حادثة إطلاق نار منذ عقود غير ان الخلافات القديمة تحول دون تحسن العلاقات الاقتصادية بين اكبر دولتين في العالم من حيث تعداد السكان. وقال لي في بيان مشترك مع نظيره الهندي مانموهان سينغ"حيث أننا شريكان استراتيجيان وصديقان حقيقيان يمكنهما التحدث معا بصراحة لذلك فإننا لا ننكر إن هناك بعض المشكلات بين الجانبين." وفي وقت سابق اليوم قال لي في كلمة مرتجلة عقب مراسم الاستقبال الرسمية في قصر الرئاسة الهندي وهو يقف إلى جوار سينغ أنه يريد بناء الثقة وتعزيز التعاون خلال الزيارة. وقال لي إن الهند والصين وضعتا مبادئ محددة لحل النزاعات الحدودية لكنه دعا أيضا إلى تحسين الآليات القائمة وجعلها أكثر فاعلية. وأضاف لي "بخصوص قضية الحدود يعتقد الجانبان أنها قضية خلفها التاريخ ووضع الجانبان مع مرور الوقت مبادئ لتسوية القضية وفي الوقت الحالي نعمل معا للحفاظ على الهدوء والسلام في المناطق الحدودية." وقال رئيس الوزراء الهندي إن ممثلين خاصين من الدولتين من المتوقع أن يلتقوا لوضع حل أكثر استمرارا. وأضاف سينغ وقال "اتفقنا على إن ممثلينا الخاصين سيلتقون قريبا لمواصلة المناقشات سعيا إلى اتفاق مبكر بشأن إطار لتسوية عادلة ومنطقية وتلقى قبولا من الجانبين لقضية الحدود." وعقد الزعيمان الأحد محادثات مغلقة بعد قليل من وصول لي الى العاصمة الهندية. وابلغ سينغ لي إن الخلاف الحدودي يمكن أن يؤثر على العلاقات وحث نظيرة الصيني على بذل جهد أكبر لعلاج الخلل في الميزان التجاري إذ بلغ العجز في تجارة الهند مع الصين 29 مليار دولار في وقت تعاني فيه الهند من عجز قياسي في المعاملات الجارية. وبلغ حجم التجارة الثنائية بين البلدين 73 مليار دولار في 2011 مما جعل الصين اكبر شريك تجاري للهند لكنه انخفض إلى 66 مليار العام الماضي. وقال سينغ للي أن من المهم إحداث توازن في الميزان التجاري بين البلدين مع استهدافهما الوصول بتجارتهما الثنائية إلى 100 مليار دولار في 2015. وأضاف سينغ "نقلت لرئيس الوزراء لي مخاوفنا بشأن العجز التجاري وطلبت زيادة وصول صادراتنا واستثماراتنا الى السوق الصينية. دعوت أيضا إلى زيادة المشاركة الصينية في الفرص الهائلة في قطاعي البنية الأساسية والتصنيع في الهند." ويميل الميزان التجاري بشدة لصالح الصين حيث تصدر معدات الكهرباء والاتصالات التي لا يمكن ان تقدم بصفتها واحدة من أسرع الدول نموا في العالم فرصا أفضل للعمل من الغرب الذي يعاني من الركود.