يثور حاليا الكثير من الحديث عن الشيعة وتطالعنا أصوات من هنا وهناك تهاجم بشراسة وتعتبرهم ألد أعداء الأمة الاسلامية في حين تدافع عنهم أصوات أخري.. ولكن السؤال هل يعرف هؤلاء وأولئك من هم الشيعة؟ هل يعرفون الدروز؟ هل يعرفون الأحمدية القديانية؟ هل يعرفون المرشدية؟ ..إلخ.. ونحن هنا نحاول إلقاء بعض الضوء على هذه الطوائف والفرق.. و المرشدية ظهرت في أوائل القرن العشرين في سوريا في عشيرة "بني غسان" العلوية واستقلت دينياً عن العلويين بعد أن تحولت إلى دين ومذهب روحي" يستند الى "الغيبة" ، ويؤكد أتباع هذا المذهب أن سليمان المرشد لم يدع الناس لأن يتخذوه الهاً ولكنه إمام بشّر بقيام المهدي المنتظر. ويقول المرشديون إنهم مسلمون وهم يعيشون ما بين محافظات اللاذقية، حمص، منطقة الغاب في حماة، وفي دمشق وريفها كما أن هذه الطائفة لا توجد في بلد آخر سوى سوريا، إلا بأعداد محدودة تعود إما لسوريين مهاجرين أو زيجات مختلطة أو أعداد صغيرة قد تكون دخلت المرشدية ويبلغ عددهم نحو نصف مليون شخص. كان سلمان المرشد قد لفت الأنظار إليه في عام 1923 عندما بشر بقرب ظهور المهدي ليملأ الأرض عدلا ولم يدع الناس أن يتخذوه ربا كما يشاع وكان سلمان قد دعى إلى إلغاء الكثير من العادات التي تمس سيطرة مشايخ العلويين على أتباعهم. وحد سلمان طائفته عام 1923 وحارب الفرنسيين، فسجن 3 أشهر تعرض خلالها للتعذيب ثم قامت السلطات الفرنسية بنفيه من اللاذقية إلى الرقة مشياً على الأقدام ولمدة ثلاث سنوات من 1925 لعام 1928. وأعدم سلمان في نهاية عام 1946 بتهمة يقول البعض إنها إدعائه الألوهيه إلا أن العديد من الباحثين يؤكدون أن قرار الإتهام والإعدام لم يتطرق أبدا إلى مسألة إدعاء الألوهية كما يشاع بل أنه أعدم بتهمة قتل زوجته والتحريض على قتل آخرين في المواجهة التي حصلت مع الشرطة في قريته بنهاية عام 1946.. والدعوة الفعلية للمذهب المرشدي تنسب إلى مجيب سلمان المرشد والذي يعتبر المرجع الأول للمرشدية التي أعلنها في 25 أغسطس عام 1951. ويعتبره المرشديون المخلص الذي أعطى المعرفة الجديدة عن الله وقد أشار مجيب قبل قتله إلى أخيه الأصغر ساجي المرشد باعتباره "الإمام ومعلم الدين". وللمرشديين عيد وحيد هو عيد الفرح بالله الموافق ليوم إطلاق مجيب للدعوة ويصادف الخامس والسادس والسابع والعشرين من شهر أغسطس من كل عام..