استقل الصبى "17سنة" التوك توك وأخذ يجوب شوارع أوسيم وسط الموسيقى الصاخبة ويتنقل بعينيه بحثا عن الزبائن ولم يعرف ماذا يخبأ له القدر. استوقفه شخصان وطلبا منه توصيلهما إلى إحدى الأماكن وأخذا يتبادلا أطراف الحديث في محاولة لبعث الطمأنينة بداخله ومجرد وصوله إلى حيث طلبا منه يتراجعا ويطلبان منه العودة والذهاب إلى مكان آخر. تسلل الشك إلى قلب الصبي خاصة بعد أن طلبا منه توصيلهما إلى أحد الشوارع القريبة من الكوبري الدائري وأثناء سيره فوجيء بأحدهما يشهر مطواة ويضع نصلها في رقبته ارتجف واختلت عجلة القيادة في يده مما اضطره للوقوف وبدأت مشادة كلامية وتهديد بالقتل إذا لم يترك لهما التوك توك وينصرف في هدوء. أصر الصبي على عدم ترك التوك توك وتشبث به فأخذا المتهمان بجرحه في يده لكن دون جدوى فقام أحدهما بذبحه في رقبته فانفجرت الدماء وسقط على الأرض بينما استقلا المتهمان التوك توك ولاذا بالفرار ووسط الظلام الدامس. تصادف مرور أحد المارة يستقل دراجة بخارية وما أن شاهد الواقعة بدت على وجهه علامات الدهشة فالصبي رغم إصابته بنزيف حاد وملابسه الملطخة بالدماء إلا أنه طلب منه أن يستقل دراجته وقاما بمطاردة المتهمين ولم يخف الموت من كثرة النزيف بينما سائق الدراجة البخارية أخذ في إطلاق آلة التنبيه في محاولة للاستغاثة بالإهالي لمساعدتهما في القبض على المتهمين. بالفعل تجمع عدد من الأهالى وتمكنوا من القبض عليهما وتلقينهما علقة ساخنة بينما سقط الصبي وسط بركة من الدماء وتم نقله إلى المستشفى لإسعافه. وأمام وكيل أول نيابة أوسيم علي بدوي الذي باشر التحقيقات بإشراف رئيس النيابة بهاء محفوظ، وسكرتارية ماهر طه أوضح الصبي بأنه تحمل مسئولية والدته وشقيقته الصغيرة منذ وفاة والده وبعد معاناة نجح في شراء التوك توك بنظام القسط كي يعينه على سد احتياجات المنزل وأنه لم يشعر بنفسه أثناء مطاردته للمتهمين وكان همه الأول والأخير عودة التوك التوك إليه لأنه مصدر الرزق الوحيد بالنسبة له ولعائلته. قرر وكيل النائب العام عرض الصبي على الطب الشرعي وحبس المتهمين أربعة أيام على ذمة التحقيقات وتحريات المباحث حول الواقعة.