قالت وزارة الصحة السورية إن الانفجار الذي وقع في مسجد بالعاصمة السورية دمشق الخميس 21 مارس، أسفر عن مقتل 42 شخصا على الأقل بينهم رجل الدين الكبير محمد البوطي المؤيد للرئيس بشار الأسد إضافة إلى إصابة 84 آخرين. وكان التلفزيون السوري الرسمي ونشطاء مناهضون للحكومة قالوا في وقت سابق إن 15 شخصا قتلوا في التفجير، وقال التلفزيون إن "تفجيرا انتحاريا إرهابيا" استهدف مسجد الإيمان بوسط دمشق وأن البوطي إمام المسجد الأموي بين القتلى. وكان البوطي يلقي خطبة الجمعة في المسجد كل أسبوع وينقلها التلفزيون الحكومي. وفي إحدى خطبه التي أذاعها التلفزيون وصف البوطي المعارضين للرئيس بشار الأسد بأنهم حثالة المجتمع، ودعا السوريين إلى الإنضمام للقوات المسلحة ومساعدة الأسد في هزيمة معارضيه في الانتفاضة المستمرة منذ عامين. وقال معاذ الخطيب زعيم الائتلاف الوطني السوري المعارض إن نظام الأسد هو المسؤول عن قتل البوطي. وقال الخطيب في تعقيب له على الفيسبوك "لا نكاد نتفق معه "البوطي" في رأي سياسي، ونرى وقوفه مع الحكام اجتهادا غير صحيح، ولكننا ننظر إلى قتله على أنه جريمة تفتح أبوابا من الشر لا يعلمها إلا الله." وأضاف مؤكدا نفيه مسؤولية المعارضة عن مقتل البوطي "وحده النظام الذي اعتقل وأعدم المئات من علمائنا هو الذي يمكن أن يقوم بذلك الفعل الخسيس." وقال الخطيب "لدينا معلومات وشواهد تؤكد بداية انقلاب في تفكير الدكتور البوطي ونعتقد أن النظام قام بتصفيته خشية موقف شجاع منه قد يقلب الموازين كلها". وقال لؤي المقداد وهو متحدث باسم المعارضة إن الوحدات التابعة للجيش السوري الحر المعارض ليست وراء الهجوم. وقال لتلفزيون العربية أنهم في الجيش السوري الحر لا يتحملون أي مسؤولية عن هذه العملية وأنهم لا يقومون بمثل هذا النوع من التفجيرات الانتحارية ولا يستهدفون المساجد. وأظهرت لقطات فيديو بثتها قناة الإخبارية السورية عشرات الجثث التي ترقد على سجادة مخضبة بالدماء في المسجد فيما هرع عمال الطواريء لتقديم الإسعافات الأولية للناجين، وتناثرت الأطراف المهترئة بين الحطام. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان المؤيد للمعارضة والذي له شبكة من الناشطين في أنحاء سوريا إنه لم يتضح ما إذا كان الانفجار سببه سيارة ملغومة أو قذيفة مورتر. ويقع مسجد الإيمان أيضا بجوار مكاتب حزب البعث الحاكم ومجمعات حكومية أخرى. وأصيب السكان بالذعر بعد الإنفجار الذي وقع مساء الخميس، وقالوا إن سيارات الإسعاف هرعت إلى المنطقة وتوقفت حركة المرور، وقال سكان بالقرب من المسجد إن رائحة المتفجرات مازالت تنتشر في الهواء. وأم البوطي "84 عاما" صلاة الجنازة التي اقيمت للرئيس الراحل حافظ الأسد والد بشار. وكانت منتقدو إمام المسجد الأموي يرون أنه داعم للاسد، وعندما بدأت الانتفاضة في مارس اذار 2011 أعلن دعمه على الفور لعائلة الاسد التي حكمت سوريا لأكثر من أربعة عقود. والبوطي سني وهي الطائفة التي ينتمي إليها غالبية السكان في سوريا. ولم يعرف على الفور من الذي وراء انفجار دمشق وإن كان التلفزيون السوري سارع إلى توجيه الاتهام إلى "ارهابيين" وهو التعبير الذي يستخدم باستمرار لوصف المعارضة، وإذا كان مقاتلو المعارضة هم المسؤولين فإن ذلك سيكون مؤشرا على مدى السهولة التي يمكنهم بها توجيه ضربة إلى قلب العاصمة مقارنة مع ما كان الوضع عليه قبل عام.