قالت صحيفة "المدينة" السعودية في افتتاحيتها، السبت 16 مارس، أن اليمن يدخل عهدًا جديدًا للاصطفاف حول الوطن والهوية اليمنية والسلم الاجتماعي بعد الإعلان عن عقد مؤتمر الحوار الوطني. وأضافت الصحيفة أن هذا الحوار يأتي كنتيجة إيجابية وفي إطار التسوية السياسية ونقل السلطة من الرئيس السابق علي عبدالله صالح إلى نائبه الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي وفقًا لما نصت عليه المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقراري مجلس الأمن الدولي "2014،2051" المؤكدين على إنهاء الأزمة السياسية في اليمن تحت سقف وحدة أراضيه. ورأت الصحيفة أن بنود البحث التي يناقشها 565 مشاركًا من جميع الأطياف السياسية والمجتمعية اليمنية واضحة وتقود في نهايات الأمر إلى التحول الديمقراطي السلمي باليمن بما يفتح أمامه الطريق لمستقبل مشرق ويوفر الرفاه لشعبه ويعيد رسم الأولوياتبما يتواءم مع التطلعات المشروعة للإنسان اليمني ويتم هذا بإسناد خليجي ودولي. وأشارت الصحيفة إلى ان الكل يعلم أن الوصول إلى مرفأ الحوار الوطني لم يكن سهلاً، لكنه جاء بعد مخاض عسير وصعوبات ومجهودات بُذلت من قبل مجلس التعاون الخليجي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والفرقاء اليمنيين الذين يدركون قبل غيرهم أن التلاعب في ملف الوحدة الوطنية يعود بالوبال على اليمن أرضًا وشعبًا. وتابعت: "الحوار الوطني يفتح أبواب الشر والتدخلات الأجنبية التي لا تريد الاستقرار لليمن السعيد وتبذر بذور الفتنة والتشرذم بين مكوناته، ويعرّض المنطقة للخطر؛ لذا لا بد من قطع الطريق على تلك التدخلات بتمتين الوحدة الوطنية والحوار الشفاف الصادق وتعميق المشتركات الوطنية وتقريب شقة الخلاف وتقديم التنازلات هنا وهناك حتى يعم السلام والوئام وتولد ديمقراطية ينعم اليمن بنتائجه". ونوهت "المدينة" بما بذلته دول مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية والأمم المتحدة ومجلس الأمن والاتحاد الأوروبي من مجهودات ضخمة حتى وصل اليمنيون إلى هذه المحطة الهامة والفارقة في تاريخ بلادهم والمطلوب من نخبهم السياسية التعامل بالوعي وإعلاء مصلحة بلادهم فوق أي مصالح شخصية أو تدخلات أجنبية هدفها الصيد في الماء العكر وتنفيذ مخططاتها الشريرة. وأعربت الصحيفة عن أملها أن ينجح هذا الحوار وأن يؤتي أكله بما يحفظ لليمن وحدته الوطنية وتماسكه المجتمعي وهي أهداف عليا لا يصعب تحقيقها إذا خُلصت النوايا وجاء الحوار في أطر متحضرة دون تحزبات تقضي على الآمال المشروعة للمواطن اليمني في حياة سعيدة وحكم ديمقراطي راشد وأن يعود فاعلاً في محيطه وعالمه العربي والإسلامي والفضاء الدولي.