قالت وكالة الأناضول، إن الوضع السياسي المتوتر بمصر سيهيمن على زيارة وزير الخارجية الأمريكي للقاهرة المقرر لها يومي 2 و 3 مارس. وأضافت الوكالة أن مصادر أمريكية قريبة من دوائر صنع القرار الأمريكي، أفادت أن كيري سيسعى في هذا السياق لإقناع القيادة المصرية بضرورة الاستجابة لمطالب المعارضة من خلال تشكيل حكومة توافقية تضم مختلف القوى السياسية. المصادر التي تحفظت على الكشف عن هويتها، قالت لمراسلة الأناضول في تصريحات عبر الهاتف من واشنطن، إن "كيري فضَّل أن يلتقي بالأحزاب السياسية قبل لقائه والرئيس المصري محمد مرسي حتى يزيل تحفظاتهم بشأن تصريحاته الأخيرة التي دعا فيها المعارضة - وبالأخص جبهة الإنقاذ - إلى التراجع عن مقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة، وهو ما اعتبرته قيادات الجبهة تدخلاً في الشؤون المصرية". وأوضحت أن كيري سيؤكد خلال لقائه بقادة أحزاب سياسية على أن تصريحاته الأخيرة تأتي في إطار حرص الولاياتالمتحدة على استقرار الوضع في حليفتها مصر، وأن "تراجع المعارضة عن مقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة سيكون الطريق الوحيد الذي يمكنهم من معارضة النظام الحالي". غير أنه قبل قليل من وصول كيري للقاهرة، أبدى معظم قادة جبهة الإنقاذ رفضهم الاجتماع بكيري في تصريحات لمراسلة الأناضول. ومن بين هؤلاء "التيار الشعبي" بقيادة حمدين صباحي، حيث صرحت المتحدثة باسم التيار هبة ياسين، بأن السفارة الأمريكية وجهت بالفعل دعوة لصباحي من أجل لقاء كيري لكنه رفضها على خلفية تصريحات كيري التي سبقت زيارته لمصر ودعا فيها الجبهة للتراجع عن مقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة. كما صرح للأناضول أحمد البرعي، نائب رئيس حزب "الدستور" الذي يقوده السياسي محمد البرادعي، أنه رفض دعوة كيري للقائه، رافضًا إبداء أسباب. في السياق نفسه، قال أحمد إمام، عضو المكتب السياسي لحزب "مصر القوية" برئاسة عبد المنعم أبو الفتوح، أن "الحزب لم توجه إليه دعوة للقاء كيري، لكنه كان سيرفضها لو وُجهت إليه".