مع إشراقه أشعة شمس غدا الجمعة 22 فبراير،تحدث المعجزة الفلكية التاريخية التي خلدتها عبقرية وعظمة المصري القديم حيث تتعامد أشعة الشمس على وجه تمثال رمسيس الثاني السياحي. وتحدث تلك الظاهرة الفلكية يومي 22 فبراير وأكتوبر من كل عام، صرح بذلك د.الأثري أحمد صالح مدير عام أثار ابوسمبل ومعابد النوبة، مشيرًا إلى أن المعبد الكبير شيد للملك رمسيس الثاني على محور شرقي _ غربي ولذا فان أشعة الشمس تدخل بطول محور المعبد وتنير تمثال قدس الأقداس مرتين سنويا الأولى في 22 من شهر أكتوبر والثانية في 22 من شهر فبراير. وأضاف: تدخل الشمس في الساعة 5,50 صباح أكتوبر و6,20 صباح فبراير وتبقى لمدة 23 دقيقة مركزة إطار مستطيل على تمثال أمون رع ورمسيس الثاني ويبلغ طول المستطيل 35,5م وعرضه 1,85 م. وأوضح: كانت أشعة شمس هذين اليومين تدخل في المعبد بموقعة القديم في يوم 21 من شهري أكتوبر وفبراير بسبب إحداثيات الطول والعرض للمعبد فان أشعة الشمس تأخرت يومين كاملا . وأضاف أن هناك من فسر ظاهرة دخول الشمس في هذين اليومين بأنها يمثلان يوم مولد الملك رمسيس الثاني ويوم تتويجه العرش وهذا التفسير شاع وأصبح كأنة حقيقة لا جدال عليها , ولكن لا احد يعرف متى ولد الملك رمسيس الثاني بالضبط ومتى جلس على العرش. وأضاف هناك تفسير أخر وهو أن دخول الشمس في اليومين مرتبطين ببداية فصلى الشتاء و الصيف وهذا ليس بغريب على المصرين القدماء الذين أعطوا أولويات اهتمامهم إلى الفلك والزراعة وهذا تم ملاحظته في الموقع القديم يوم 21 من الشهر مؤكدا أنه لا توجد علاقة بين تعامد الشمس وبين مولد الملك رمسيس الثاني او تتويجه علي العرش لان الشمس تتعامد مرتين سنويا في يوم 22 فبراير بمناسبة بدء فصل الصيف والحصاد عند القدماء المصريين ويوم 22 أكتوبر بمناسبة بدء موسم موسمي الشتاء والزراعة وفقا لتقويم السنة النجمية التي كان يتبعه القدماء المصريين. موضحا أن تعامد الشمس على تمثال رمسيس كان يحدث يومي 21 أكتوبر و21 فبراير قبل عام 1964 وبعد نقل معبد أبو سمبل من موقعه القديم إلى موقعه الحالي ضمن مشروع إنقاذ آثار النوبة أصبحت الظاهرة تتكرر يومي 22 أكتوبر و22 فبراير وذلك لتغير خطوط العرض والطول. وأكد الدكتور الأثري احمد صالح إن عشق ورغبة شعوب العالم لا تتوقف عن مشاهدة أثار مصر العظيمة وخاصة معبدي رمسيس الثاني ونفرتا ري التي تحظي بإثارة عقول وقلوب السائحين الأجانب إليهم من عظمة ما خلده العبقري المصري القديم الذي خلد المعجزة الفلكية في تعامد الشمس علي وجه الملك رمسيس الثاني في معبده الكبير في يوم 22 فبراير وأكتوبر من كل عام. مشيرا إلى أن ضخامة الأثر في واجهة الجبل وداخله يبرهن ويؤكد للعالم أن هذه الحضارة جاءت عن طريق العلم والتقدم في جميع المجالات وان المصري القديم الذي قاد هذه الحضارة العريقة هو الذي قام في العصر الحديث بنقل هذا الأثر التاريخي من مكانه العظيم إلي مكانه الحديث وأكد أن جميع السائحين يستمتعون بطقس جميل أمام المعبدين حيث الشمس الساطعة التي تطفي نوع من المتعة الجميلة أمام بحيرة ناصر.