أعلن تنظيم "دولة العراق الإسلامية" المرتبط بالقاعدة، مسؤوليته عن سلسلة هجمات بالقنابل استهدفت أحياء ذي غالبية شيعية في بغداد. وأسفرت هذه الهجمات عن 21 قتيلا على الأقل وأكثر من 120 جريحا ، بحسب ما أورد موقع سايت المتخصص في رصد المنتديات الالكترونية الإسلامية. وفي تبنيه لموجة الهجمات، أعلن التنظيم أن هدفه الثأر مما اسماها الجرائم المرتكبة من الحكومة التي يترأسها الشيعة في الأحياء الشيعية من العاصمة. ويذكر أن الهجمات نفذت الأحد 18 فبراير، انفجرت ثلاث سيارات مفخخة في حي مدينة الصدر شمال بغداد ورابعة في حي الأمين وخامسة في الحسينية وسادسة في الكمالية، وهي ثلاثة أحياء في شرق العاصمة، إضافة إلى انفجار قنبلة موضوعة على جانب الطريق في حي الكرادة "وسط" بحسب مصادر أمنية وطبية عراقية. ويعتبر تنظيم "دولة العراق الإسلامية" اضعف إجمالا مما كان عليه في أوج أعمال العنف في البلاد بين عامي 2006 و2008، إلا انه لا يزال قادرا على شن هجمات دامية متكررة. وقامت قوات الأمن بفرض إجراءات أمنية مشددة عند مداخل مدينة الصدر كما حلقت مروحيات تابعة للجيش في سماء المدينة. وفي الوقت ذاته، فرضت قوات الأمن إجراءات أمنية مشددة على الطرق الرئيسية في عموم مدينة بغداد بعد وقوع الهجمات. وقال علي كاظم صاحب محل تجاري في الخميسنات، حيث وقع احد الانفجارات "السياسيين يتبادلون التهديد ونحن نفجر ونقتل" وتابع بغضب "الشعب ضحية صراعاتهم". وانتشرت برك الدماء وأثار الدمار الذي تعرض له السوق الذي تباع فيه أشياء بسيطة ويرتاده الفقراء. وتساءل حسين محمد احد الجرحى الذي أصيب اثر تحطم سيارته في إحدى انفجارات مدينة الصدر وانتشرت على ملابسه أثار الدماء قائلا "أمضيت ساعتين لأستطيع المرور عبر نقطة التفتيش وادخل مدينة الصدر" وتابع بصوت مرتفع وغضب "كيف دخلت هذه السيارات المفخخة واين كان عناصر الأمن". وأضاف أن "السياسيين يتصارعون على الكراسي ونحن الضحية". واحتشد الأهالي عند المستشفيات في مدينة الصدر بعد وقوع الانفجارات للبحث عن ذويهم وسط غضب شديد فيما تعالت صرخات وكلمات السب والشتم على السياسيين الذين حملوهم مسؤولية تردي الأوضاع الأمنية، وفقا لمراسل فرانس برس. وقالت سيدة ترتدي ملابس سوداء وعباءة تقليدية عند مستشفى الصدر العام أن "السياسيين يتصارعون ونحن من يموت ...ما ذنبنا لنقتل". وبسقوط ضحايا الأحد يرتفع عدد القتلى في أعمال العنف التي وقعت في عموم العراق خلال الشهر الحالي إلى ما لا يقل عن 157 شخصا وفقا لحصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر أمنية وطبية. وتتزامن الهجمات مع توتر الأوضاع السياسية في العراق جراء استمرار الاعتصامات والتظاهرات في محافظات سنية، شمال وغرب بغداد، ضد حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي التي تتهم ب"تهميش السنة".