قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن هناك مشكلة رئيسية تواجه مهمة المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الأبراهيمي. وأوضح أن هذه المشكلة تتمثل في الأنقسامات بين مواقف الدول الرئيسية في منطقة الشرق الأوسط، وإلى تباين مواقف الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي،علاوة علي الإنقسامات داخل سوريا نفسها. وقال في حوار مع عدد محدود من الصحفيين مساء الخميس 7 فبراير إن "الأخضر الإبراهيمي سيواصل اتصالاته بشكل مكثف وجدي مع مجلس الأمن الدولي والمعارضة والأطراف الرئيسية في منطقة الشرق الأوسط، ولكن المشكلة تتمثل في الانقسامات في مواقف دول المنطقة، وفي تباين المواقف بين الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي". وأضاف الأمين العام في حواره قائلا "ما لم تتم تسوية هذه الخلافات، فإن مجلس الأمن لن يكون قادرا علي تمريراي قرار جديد ،بينما تقترب سوريا من دخول العام الثالث من أزمتها. وتابع "إنني اشعر بالألم بشكل شخصي كلما أفكر في عدد الذين سيتم قتلهم في سوريا ، وعدد الذين سيتم تشريدهم وسيضطرون الي النزوح من بيوتهم بسبب هذا الدمار". وحول مبادرة رئيس الائتلاف الوطني السوري معاذ الخطيب بشأن التحاور مع النظام السوري، قال الأمين العام "إنني شعرت بالتشجع لاقتراحه ،خاصة وأنها المرة الأولى التي تقترح فيها قوى المعارضة السورية الحوار والجلوس الي مائدة المفاوضات مع النظام السوري". وتابع الأمين العام قائلا " إنني أرحب بشدة بهذه الدعوة ويحدوني الأمل في أن تقبل السلطات السورية هذا الاقتراح،والذي يعد بداية لحوار سياسي". واعترف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بشكل واضح بوجود جماعات ارهابية ومتطرفة تحارب القوات النظامية داخل الآراضي السورية،لكنه استدرك قائلا إن "الأزمة السورية لم تبدأ بسبب المجموعات الإرهابية التي توغلت في الآراضي السورية في وقت لاحق وانضمت في هذا القتال،ولا يمكن أن تعطي هذه المجموعات الإرهابية أي مبرر لمواصلة الرئيس الأسد قتل المدنيين وقصف القرى والمجتمعات المحلية، هذا أمر غير مقبول. وأضاف "إننا بطبيعة الحال، ندرك أن هناك مشاركات ارهابية، ولكن علي الرئيس السوري أن يعلم أن هذه الأزمة لم تبدأ بسبب تسلل الإرهابيين ..وعلى أي حال، لقد طلبت من الرئيس السوري منذ زمن طويل التوقف عن هذا العنف ، وكان يمكن للحوار السياسي أن يبدأ منذ وقت طويل. ولكنه استمر في أعمال القتل،ولم يستمع إلى أصوات أبناء شعبه، ولهذا يشعر الناس في سوريا بالإحباط والغضب ويقاتلون ضد حكومتهم". وانتقل الأمين العام للأمم المتحدة في حواره مع الصحفيين المعتمدين بالأمم المتحدة إلى ما يحدث حاليا في مالي، وقال إن العملية العسكرية التي تقوم بها فرنسا هناك تبدو ناجحة وفعالة، مشيرا الي أن "كل الجهاديين والجماعات المسلحة والعناصر الإرهابية فرت على ما يبدوالي مكان ما، ونحن نخشي من امكانية عودتهم مرة أخري، إنه أمر جيد للغاية تطهير تمبكتو وجاو وجميع هذه المدن الرئيسية في مالي". وحول ملف التجارب النووية في كوريا الشمالية، كشف الأمين العام للأمم المتحدة في حواره عن أجرائه مناقشات مكثفة مع الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وقال " أعتقد أنه في حالة قيام سلطات جمهورية كورياالديمقراطية الشعبية، بإجراء تجربة نووية، فإنهم يسيرون في الاتجاه الخاطئ، وإنني أناشدهم أن يصغوا الى نداءات ودعوات المجتمع الدولي وأن يلتزموا بجميع قرارات مجلس الأمن، وأن يبذلوا المزيد من الجهد لتحقيق الرفاهية لشعب كوريا الشمالية". ووصف بان كي مون اعلان السلطات في كوريا الشمالية انتهاء المحادثات السداسية،بأنه أمر غير مقبول، مشيرا الي أن هناك اتفاقا يضم ستة أطراف ، بما في ذلك كوريا الديمقراطية التي ينبغي أن تتقيد بهذه المحادثات من أجل نزع السلاح النووي. وحث الأمين العام في حواره كوريا الشمالية علي الامتناع عن اتخاذ أي تدابيراستفزازية، مثل إجراء التجارب النووية.