ذكرت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية أن الانتقال الذي اقترحه الأخضر الإبراهيمي المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية لا يزال يتعثر حول مصير "الرئيس السوري بشار الأسد". وتحت عنوان "مستقبل سوريا يتفاوض عليه بموسكو"، أشارت الصحيفة - في عددها الصادر الجمعة 28 ديسمبر - إلى أن مركز إدارة الصراع السوري انتقل إلى موسكو حيث من المقرر أن يلتقي الإبراهيمي غدا السبت ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في محاولة لترويج فكرة تشكيل حكومة انتقالية يمكن أن تنهى الصراع الدموي الذي دخل شهره ال21 وأدى إلى مقتل 45 ألف شخص. وأضافت "لوفيجارو" أن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد قد استبق زيارة المبعوث المشترك وقام بزيارة العاصمة الروسية أمس الخميس. وأوضحت الصحيفة أنه "إذا كانت روسيا تعتبر دائما لاعبا رئيسيا في حل الأزمة السورية، فقد برز هذا الدور في الأسابيع الأخيرة، من خلال اتخاذ موسكو لمواقف بعيدة "إلى حد ما" عن حليفها بشار الأسد". وتساءلت الصحيفة الفرنسية عما إذا كان للجهود التي تبذلها روسيا بوزنها الثقيل يمكنها أن تؤدي إلى مخرج للأزمة على المدى القصير؟. ونقلت "لوفيجارو" عن دبلوماسي قريب من الملف قوله إن "الجانب الروسي بات منزعجا بشكل أكبر لأنه يعلم جيدا أن الأسد ليس له مستقبل، ولكن موسكو منغلقة على منطقها وليست مستعدة بعد أن تقول للرئيس السوري أن يرحل". ورأت الصحيفة أنه مما لاشك فيه ان ترى روسيا سوريا تقع في فلك دول الخليج والمملكة العربية السعودية وقطر. وذكرت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية أن الأخضر الإبراهيمي، المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية المخضرم في الدوائر الدبلوماسية الدولية، يظهر كصانع سلام حيث زار دمشق في وقت سابق من هذا الأسبوع حيث التقى والرئيس بشار الأسد، كما شارك المبعوث الدولي في اجتماعين حاسمين بشأن سوريا في كل من دبلن وجنيف بين الروس والأمريكيين. وأوضحت "لوفيجارو" أنه إذا كان المبعوث الدولي الإبراهيمي قد نفى الخميس الماضي "خلال مؤتمر صحفي" وجود خطة روسية - أمريكية للخروج من الأزمة السورية، وفضل الاختباء وراء عبارة غامضة وقعت في جنيف يوم 30 يونيو الماضي، فإن الإبراهيمي مكلف من قبل وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ونظيرها الروسي سيرجى لافروف لتوصيل تلك المبادرة لبشار الأسد. وأشارت الصحيفة إلى أن الخطة الروسية - الأمريكية تشمل تشكيل حكومة انتقالية على أن يبقى الأسد دون سلطة حتى الانتخابات الرئاسية عام 2014 والتي لن يكون للرئيس السوري الحق في إعادة ترشيح نفسه بها، مضيفة "لكن الثابت، أن الرئيس السوري لم يقبل الخطة التي تنفي موسكو أيضا وجودها"، وأوضحت أن موسكو التي تلجأ للتلويح بشبح "الفوضى الدامية" في حال لم يتم العثور على حل عن طريق التفاوض، فإنها ما زالت ترفض رحيل الأسد كشرط مسبق.