كان عام 2012 من الأعوام التى فقدنا فيها نخبة من أبرز المثقفين الذين أثروا المجتمع والحياة الثقافية . وكان من أبز المثقفين الذين فارقونا بعد سنوات من العطاء ومازالوا موجدون بكتبهم وأفكارهم الروائي الكبير إبراهيم أصلان الذى توفي فى 7 يناير 2012 عن عمر ناهر 77 عاماً بعد فترة مرض طويلة. ولد أصلان بمحافظة الغربية ونشأ وتربى في القاهرة وتحديداً في حى إمبابة والكيت كات، وقد ظل لهذين المكانين الحضور الأكبر والطاغى في كل أعمال الكاتب بداية من مجموعته القصصية الأولى "بحيرة المساء" مرورا بعمله وروايته الأشهر "مالك الحزين"، التى حققت نجاحا ملحوظا على المستويين الجماهيرى والنخبوى ورفعت اسم أصلان عاليا بين الجمهور . حصل الأديب الراحل على العديد من الجوائز منها جائزة طه حسين من جامعة المنيا عن رواية " مالك الحزين" عام 1989 ، و جائزة الدولة التقديرية فى الآداب عام 2003 ، 2004 ، و جائزة كفافيس الدولية عام 2005 ، و جائزة ساويرس فى رواية " فضل الله عثمان عام 2006 . و فقدت الساحة الأدبية المصرية والعربية في السابع عشر من يناير واحدا من أهم كتاب أدباء الظل ممن لم يشغلهم سوى الإبداع والكتابة ،ومن عاشوا حياة بسيطة تجلى ثراؤها فى تجربته الإبداعية ، و القاص والروائى أحمد محمد حميدة عن عمر ناهز الثالثة والستين ، الذى عاش فارسا من فرسان الكلمة والسرد بل ، و كان أحد أبناء هذا الوطن ومحاربيه العظماء في حربي الاستنزاف والعبور العظيم. انحازت كتاباته إلى جموع سكان مصر الأصليين, فيمكنك أن تقابل أي من أبطال قصصه ورواياته إذا ركبت قطاراً, أو استقللت أوتوبيسا , أو حتى إذا سرت في الشوارع, حيث ظهر ذلك فى أعمالة أشهرها عبق الشوارع ، وشوارع تنام من العاشرة , التائهون ، أهل الوطن. غيب الموت عنا ثروت عكاشة وزير الثقافة في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وأحد أهم من كتب عن الفنون الأوروبية باللغة العربية عن عمر يناهز 91 عاما. ولد عكاشة عام 1921 وكان ضابطا في الجيش المصري وتسلم بعد تولي الضباط الاحرار الحكم رئاسة تحرير مجلة "التحرير" وتولى بعدها العديد من المناصب في الدولة المصرية بين سفير ووزير ونائب لرئيس مجلس الوزراء. تولى وزارة الثقافة ورئاسة المجلس الأعلى للفنون والآداب ورئاسة مجلس إدارة البنك الأهلي، وفي فترة توليه وزارة الثقافة تم إنقاذ معبدي أبو سمبل من الغرق تحت مياه بحيرة ناصر التي تكونت خلف السد العالي. قام عكاشة بتأليف أكبر موسوعة عربية عن الفنون الأوروبية صدرت ضمن مجلدين، كما له كتاب "مذكراتي في السياسة والثقافة"،و الذي صدر في ثلاثة مجلدات هي "الفن والحياة" و"إعصار من الشرق" و"القيم الجمالية في العمارة الاسلامية". وفارقنا أيضاً فى 13 يونيو2012 الكاتب والفليسوف الفرنسي روجيه غارودى عن عمر ناهز 99 عاماً ، وبما أنه كان عضواً في الحوار المسيحي الشيوعي في الستينيات، فقد وجد نفسه منجذباً للدين وحاول أن يجمع الكاثوليكية مع الشيوعية خلال عقد السبعينيات. وبدأ يميل إلى الإسلام في هذه الفترة وفي 2 يوليو 1982 أشهر جارودي إسلامه، في المركز الإسلامي في جنيف ، له العديد من المؤلفات قبل وبعد إسلامه منها " المسجد مرأه الإسلام ، فلسطين مهد الرسالات السماوية ، الأرهاب الغربى .. حصل على العديد من الجوائز منها جائزة الملك فيصل العالمية سنة 1985 عن خدمة الإسلام ، ودكتوراة فخرية من جامعة قونية فى تركيا سنة 1995 . أما في يوليو 2012وبعد إعلان فوزه بجائزة الدولة بأيام قليلة توفى الكاتب الكبير محمد البساطى الذي ولد عام 1937 عن عمر يناهز 75 عاماً متأثراً بسرطان الكبد ، حيث كانت تدور معظم أعمال البساطي في جو الريف من خلال التفاصيل الدقيقة لحياة أبطاله المهمشين في الحياه الذين لا يهمهم سطوة السلطة أو تغيرات العالم من حولهم، و له العديد من المؤلفات منها " التاجر والنقاش "و " المقهى الزجاجى " ، " الأيام الصعبة " . حصل على العديد من الجوائز منها جائزة أحسن رواية لعام 1994م بمعرض القاهرة الدولي للكتاب عن روايته الموسومة صخب البحيرة ، جائزة "سلطان العويس" في الرواية والقصة لعام 2001م مناصفة مع السوري زكريا تامر. وفارقنا أيضاً في يوليو 2012 الشاعر الكبير حلمي سالم الذى ولد في 1951 بمحافظة المنوفية في مصر عن عمر 61 عاماً ، وهو شاعر وناقد مصري، يعتبر من أبرز شعراء مصر في سبعينيات القرن العشرين. حصل على جائزة التفوق في الآداب للعام 2006 عن مجمل أعماله الأدبية ، اقترن حلمي سالم بجماعة "إضاءة" الشعرية التي كانت برفقة جماعة "أصوات" من أشهر الكتل الشعرية في السبعينيات..له العديد من المؤلفات منها الثقافة تحت الحصار ، الوتر والعازفون ، وحكمة كاتم الصوت . ورحل عن عالمنا في نوفمبر الكاتب الدكتور جابر قميحة عن عمر 78 عاماً، الذى ولد في مدينة المنزلة بمحافظة الدقهلية و من أعماله "فى رحاب دعوة الإخوان المسلمين"، و"منهج العقاد فى التراجم الأدبية"، "أدب الخلفاء الراشدين"، "التقليدية والدرامية فى مقامات الحريرى"، و"أدب الرسائل فى صدر الإسلام"، "الشاعر الفلسطينى الشهيد عبد الرحيم محمود"، "التراث الإنسانى فى شعر أمل دنقل"، "صوت الإسلام فى شعر حافظ إبراهيم"، "الأدب الحديث بين عدالة الموضوعية وجناية التطرف"، "رواية وليمة لأعشاب البحر فى ميزان الإسلام والعقل والأدب". غائبون من عالمنا الغربي وتوفى أيضاً الشاعر الأمريكى ستيفن كوفى الذى ولد بولاية يوتاه الأمريكية عن عمر 79 عاماً كاتب و مؤلف أمريكي ، له العديد من المؤلفات منها كتاب العادات السبع للناس وكان من أكثر الكتب مبيعاً بالولايات المتحدةالأمريكية ، وكتاب القيادة المرتكزة على المبادىء ، وكتابة العادة الثامنة . ورحل عن عالمنا فى فبراير 2012 الشاعرة البولندية "فيسوافاشيمبورسكا" عن عمر يناهز 88 عاماً ، وهى شاعرة وباحثة ومترجمة بولندية ولدت في 2 يوليو 1923، تناولت أعمال شيبمورسكا موضوعين أساسيين هما الحرب والإرهاب ونافست مبيعات أعمالها في بولندا أهم الأدباء ، تستخدم شيبمورسكا دائماً أساليب أدبية مثل الطباق والسخرية والتناقدات والتصريح المقتضب لإلقاء الضوء علي الوساوس والمواضيع الفلسفية .حصلت على جوائز منها جائزة نوبل فى الآداب لعام 1966، وجائزة جوته عام 1991 . وتوفى فى مارس 2012 الكاتب الإيطالى أنطونيو تابوكى حيث توفى عن عمر يناهز 69 عامأ ، هو كاتب واكاديمى إيطالى حيث تأثر كثيراً بالخبير والمترجم فرناندوا بيسوا في مواضيع الحنين إلى الماضى والخيال وتعدد الهوية . تمت ترجمة كتب ومقالات تابوكي في 18 بلد. منهم اليابان، كما أن تابوكي ترجم أعمالاً كثيرة لبيسوا إلى الإيطالية. وألّف كتاباً من مقالات وكوميديات عنه ، نال العديد من الجوائز منها الجائزة الفرنسية "Médicis étranger". وجائزة البريميو كامبيلّو. والأريستوين . ورحل أيضاَ عن عالمنا في يونيو الكاتب الأمريكى راى برادبرى الذى توفي عن عمر يناهز 92 عاماً ، وهو أديب أمريكي يكتب في مجال أدب الرعب ، والفانتازيا والخيال العلمي، ومن أشهر أعماله رواية فهرنهايت 451 ، والتواريخ المريخية.. و تم نشر 13 رواية وأكثر من 400 من القصص القصيرة ومنها ما تحول إلى أفلام أمريکية مثل هيبة الرعد.