اختتمت، الثلاثاء 18 ديسمبر، الجلسة الثالثة من ندوة "الصيغ المتجددة في الفن الإسلامي المعاصر". أقيمت الندوة ضمن مهرجان الفنون الإسلامية في دورته الخامسة عشرة، والذي تنظمه إدارة الفنون بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة بمتحف الشارقة للحضارة الإسلامية. أدار الجلسة د.أحمد رجب صقر من مصر، وشارك بها محمد عبدالرحمن أبوسبيب من السودان، ود. نصار منصور من الأردن والباحث محمد مهدي حميدة من مصر. قدم أبو سبيب ورقته البحثية بعنوان (فى خارطة الفكر الجمالى الإسلامى: مكامن الصراع وآفاق الحوار)، وقال: "تتناول هذه الورقه مفهومى الصراع و الحوار وتجلياتهما فى موروث وراهن الفكر والممارسة فى ساحة الفن الإسلامى، وتناقش عدد من الثغرات فى خارطة الفكر الجمالى الإسلامى باعتبارها مكامن للصراع بحكم مفارقتها لحقيقة و واقع الممارسه الإبداعيه للفنان المسلم والتى عكست حالة الحوار و المثاقفه مع إبداعات الشعوب عبر التاريخ. وكان أول هذه الثغرات عدم وجود منظومه فكريه تبحث فى الظاهره الفنيه فى حد ذاتها، إذ إرتبط تناول الفلاسفه المسلمين الأوائل للفن و الجمال بمشاريع فكريه غايتها الربط بين المقولات الفلسفيه و الدين. ثانياً، قصور الإجتهاد الفقهى عن الإحاطه بظاهرة الفن و اختزاله النشاط الفنى فى الحياة الدينيه دون تمييز. ثالثاً، الركون إلى بنية اللغه العربيه القديمه فى مواجهة المفاهيم المعاصره. رابعاً، الإصرار على وجود ثوابت معياريه خاصه بالفن الإسلامى لا تتغير. خامساً، الفجوه بين منظومة الثقافه العربيه الإسلاميه و ثقافات الشعوب المسلمه الأخرى. وجاءت ورقة منصور بعنوان (الفنون الإسلامية بين الأصالة والمعاصرة) و ذكر خلالها أن معهد الفنون والعمارة الإسلامية يقدم أنموذجاً متميزاً وفريداً في إبراز جانبي الأصالة والمعاصرة في الفنون الإسلامية في وقتنا الحالي؛ فقد تأسس المعهد على واحد من أهم المنجزات الفنية الإسلامية التي تعد رمزاً فنياً عالياً في الجودة والإتقان، كما تعد رمزاً للانتصارات الإسلامية العظيمة، وهو"منبر صلاح الدين". فقد قام المعهد في العام 2007 ببنائه في مكانه الأصيل في المسجد الأقصى المبارك بعد حوالي أحد عشر عاماً من العمل على إعادة تصميم رسومه وتنفيذها بمختلف فنون الصنائع الإسلامية. فكانت إحدى ثمرات هذا المشروع المبارك أن تأسس معهد الفنون والعمارة الإسلامية في الأردن ليقوم على إحياء هذه الفنون على أسسها التقليدية لكن بروح معاصرة. أما محمد مهدي فكانت ورقته بعنوان (إسهابات تبحث عن جدواها) وبينت أن الفنونُ الإسلاميةُ التاريخيةُ في عمومها قد ارتكزت على هيئات بنائية تمتاز بالإفصاح المنضبط عن تفاصيل المكون البصري المؤلف لأنسجة المسطحات الحاوية لها، مع الإسهاب في التكرار والارتقاء بصنعة الجمال، على نحو وضع قسماً كبيراً من نتاجات هذه الفنون، ضمن أطر تطبيقية لصيقة بحياة خصوص الناس وعمومهم، خاصة ما يرتبط منها بفن العمران الحافل بالزخرف والنقش ومشغولات الخشب والمعدن إلى جانب الزجاج وإزارات الخط العربي وبلاطات الخزف، ونحو ذلك من ممارسات التطبيق اللا حصرية المرتبطة. واختتمت الندوة بإعلان مجموعة من التوصيات أبرزها: - إنشاء مركز للدراسات الإسلامية في الفنون بصفة عامة والتشكيلية بصفة خاصة، ومن بينها الفنون الممارساتية المرتبطة بالعمران والتصميم بصفة عامة، وأن يعنى هذا المركز بإقامة وتنظيم المؤتمرات التخصصية بشكل دائم، اعتماداً على طرح علمي مقنن. - تشكيل هيئة استشارية على نطاق الوطن العربي للتداول في موضوعات الندوات والفعاليات القادمة. - الإعداد الزمني المناسب لتجهيز متطلبات المؤتمرات وتلقي المقترحات بما لا يقل عن ستة أشهر سابقة على التنظيم. - يصاحب الندوات الفكرية فعاليات تطبيقية معاصرة كإقامة معارض موازية تدور في فلك الندوات والمؤتمرات. - دعوة المؤسسات الأكاديمية العربية والدولية التي تعنى بالفنون الإسلامية للإسهام بمعرض حول الصيغ المتجددة. - دعم الدراسات والبحوث وكذلك الباحثين المشتغلين في نطاق الصيغ المتجددة. - إيجاد آليات مناسبة لتوثيق الفنون الإسلامية. - الاهتمام باستضافة الورش التطبيقية المرتبطة بموضوع الندوة. - تشكيل لجنة لإعادة ضبط مصطلحات الفنون الإسلامية وإصدارها في مكنز. - تعزيز برامج تعليم الفنون الإسلامية. - إقامة هذه النوعية من الندوات داخل الأكاديميات والمؤسسات التخصصية. - نشر البحوث وترجمتها في إصدار منقح وإرساله إلى كافة المراكز البحثية والجامعات. - إنشاء موقع الكتروني يضم اصدارات رقمية توثق لجميع فعاليات المهرجان والندوة الفكرية.