قال مراقبون في إسرائيل إن صدى خطاب رئيس المكتب السياسي لحماس، خالد مشعل، والذي ألقاه قبل مدة قصيرة في قطاع غزة، يتردد في الضفة الغربية. إذ خرج أنصار حماس في مدن الضفة في مسيرة استعراضية لنهوض الحركة في مناطق السلطة الفلسطينية. وذهب بعض المراقبين إلى وصف مشاهد المسيرات والمظاهرات الأخيرة في الضفة الغربية كأنها انتفاضة حماس في أرجاء الضفة الغربية. وقال محللون في إسرائيل إن حركة حماس التي تعارض نهج الرئيس عباس، وتتهم حركة فتح بأنها خاضت مفاوضات عبثية مع إسرائيل، تُعد المصالحة مرحلة لزيادة نفوذها في الشارع الفلسطيني. وأشار بعضهم إلى أن أبو مازن هو الذي يقدم التنازلات لحماس، متبنيا خاطبا أكثر "حماسي" في الآونة الأخيرة ليرضي الحركة. ففي حين تتحدث قيادة حماس في غزة عن المصالحة مع حركة فتح، بعد انشقاق عميق، طردت خلاله أزلام فتح من غزة عام 2007، وسيطرت على القطاع بالقوة والعنف، يبدو أنها تزيد على أرض الميدان من نفوذها في مناطق الضفة الغربية، وتدعو إلى نشر المقاومة المسلحة. وكان رئيس المكتب السياسي لحماس، خالد مشعل، قد خاطب الشعب الفلسطيني في غزة، قبل فترة قصيرة، ودعا إلى تدمير إسرائيل معتبرا فلسطين "من النهر إلى البحر". وينسب مطلعون على الشؤون الفلسطينية صعود حركة حماس في الضفة الغربية، ورفع الرايات الخضراء التي كانت محظورة في شوارع الضفة، إلى نتائج القتال الأخير بين حركة حماس وإسرائيل، إذ نالت الحركة من خلال التهدئة التي أبرمت برعاية مصرية على شرعية أكبر، وسارعت بعدها إلى ترويج نصرها رغم الدمار الذي لحق القطاع. وأشار محللون كذلك إلى جمود عملية السلام بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، ولا سيما خطوات القيادة الفلسطينية أحادية الجانب في الأممالمتحدة، أنها تصب في مصلحة حماس، لأنها تزيد من خيبة أمل الفلسطينيين من نهج المفاوضات، وتقرّب كثيرين من عقلية المقاومة التي تتبعها حماس. وأظهرت نتائج استطلاع للرأي العام الفلسطيني، نُفذ في بداية الشهر الجاري، ارتفاعا في شعبية حركة حماس، وتزايد التفضيل لمنهجها في الشارع الفلسطيني. ويدل الاستطلاع كذلك على صعود حركة حماس في الضفة الغربية. وكانت السلطة الفلسطينية قد بطّأت، بموجب المصالحة مع حماس، في نشاط المخابرات الفلسطينية الموجهة ضد نشطاء حماس، وقللت من وتيرة اعتقال عناصر الحركة في الضفة الغربية، مما ساهم في زيادة نشاط حماس. وعدا عن شؤون الساحة الفلسطينية التي رفعت من شأن حماس، تتمتع الحركة من التغييرات الإقليمية الراهنة، التي تخاطبها أكثر مما تخاطب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وقد كتبت مواقع إسرائيلية أن الرئيس المصري محمد مرسي، لا يعتبر محمود عباس، ويظهر الاحترام لقيادة حماس. واعلنت الحكومة الإسرائيلية سابقا عن رفضها للمصالحة بين أبو مازن وحركة حماس، معتبرة المصالحة تحالفا فلسطينيا يدعم إرهاب حماس، ويُضعف من نهج أبو مازن.