بقلم: تهاني إبراهيم ابتلانا الله بوزراء ومسئولين في مواقع كثيرة يقدسون شعار كله تمام.. ويرفضون أي كلام عن المشاكل والسلبيات مهما كانت واضحة أمام العيون ومهما ارتفع حجم الأنين منها.. وزادت خطورتها علي الجميع.. لذا لم يكن غريبا أن يثور ويغضب الدكتور هلال وزير التعليم العالي إلي درجة الانفعال في الكلام والتصرف مع الدكتور محمد السعدني رئيس مدينة مبارك العلمية لان الرجل العالم أوضح بأمانة وشفافية ومن خلال مذكرة قدمها أمام لجنة التعليم بمجلس الشعب وفي حضور الوزير بعض المشاكل والعقبات الفنية والعلمية والمالية التي تواجه نشاط تلك المدينة العلمية التي أنفقت عليها الدولة ملايين طوال السنوات الماضية. الوزير تجاوز في غضبه إلي درجة اهانة رئيس الأكاديمية أمام اللجنة وطرده من الاجتماع واعطائه أمرا بانتظاره في مكتبه.. ثم توجيه اللوم إليه والغاء انتدابه للأكاديمية وتعيين استاذ آخر مكانه.! الواقعة المؤسفة والغريبة لم يحدث لها مثيل في تاريخ الجامعات ولا المجتمع العلمي.. لان الأساتذة كلهم تجمعهم الزمالة الاكاديمية ونفس الشهادات العلمية بكل درجاتها العليا.. والوزير أي وزير هو زميل لهم.. وليس رئيسا عليهم لان أغلبهم علماء كبار علي المستوي المحلي والعالمي.! لهذا لم يكن يليق بالوزير ان يتعامل مع زميل له من العلماء بهذا الاسلوب الذي يتنافي مع قواعد الزمالة والأخلاق والاحترام الواجب بين الأساتذة »القدوة« الذين يعلمون الأجيال! لعل الأهم من هذا هو موقف لجنة التعليم في برلمان مصر المحروسة.. والذي يترأسه أساتذة جامعات ولهم مكانتهم العلمية.. كيف سمحوا بذلك.. والتزموا الصمت إزاء اهانة رئيس المدينة العلمية أمامهم.. ثم طرده.. وانهاء انتدابه أيضا رغم ان الرجل كان في ضيافتهم ومن حقه عليهم أن يعامل علي الأقل بالاحترام الواجب لمكانته العلمية.. وأن يكون للمجلس وقفة مع الوزير وقراراته العشوائية لانه استهان واهان لجنة التعليم والبرلمان ايضا الذي يملك حق الرقابة علي الحكومة ووزرائها الأذكياء مثل الدكتور »الهلال«!