عندما قال يوما: أنا علي يقين من أن كتبي وأعمالي ستظهر في يوم من الأيام وتأخذ مكانها اللائق بين الناس، ولهذا فأنا لن أتوقف عن الكتابة ولا يهمني أن ينشر ما أكتب في حياتي.. اني أري جيلا مسلما قادما يستلم أعمالي ويرحب بها، لم يكن يعرف انه بعد مائة عام من ميلاده يتحقق حلمه بإقامة احتفالية كبري وركن خاص لمقتنياته مع كبار المبدعين داخل متحف اتحاد الكتاب في القلعة. فالكثير منا يعرف الكاتب علي أحمد باكثير من خلال روايته التاريخية »وا اسلاماه« التي كانت تدرس لنا في المرحلة الثانوية، فلا أحد يستطيع أن ينسي جهاد ومحمود وسلامة الممسك بعصاه وهو ينادي علي جهاد ومحمود لإعادة كل منهما إلي الآخر بعدما فرقت بينهما الأيام والحروب، كانت من أمتع الروايات التي درست لنا علي الاطلاق، فالكاتب له أسلوب مميز يجعلك تشاهد القصة لا أن تقرأها، كان يوصف المعركة وكنا نشعر بأنها معركة حقيقية نشم فيها غبار المعركة ونسمع صوت السيوف وركل الأحصنة، وكنا نعيش لحظة الانتصار ووقع الهزيمة في قلب الأعداء! انها من أروع الروايات التاريخية التي تحكي سيرة البطل سيف الدين قطز الذي حارب التتار والصليبيين، وتصور جانب الجهاد في حياته أروع ما تكون سير المجاهدين العظام، وقد تحولت هذه القصة إلي فيلم سينمائي شهير حمل نفس الاسم قام ببطولته الفنان أحمد مظهر والفنانة لبني عبدالعزيز والقدير حسين رياض ودارت الأحداث بين عامي 336 856 ميلادية عندما اجتاحت جحافل التتار مملكة السلطان جلال الدين بن خوارزم شاه الذي ظل يقاتلهم حتي هزم لكثرة جنودهم ووجود بعض الخونة في جيشه، ولكنه قاوم حتي قصره الملكي ثم قام بتهريب ابنته »جهاد« مع ابن اخته محمود مع الشيخ سلامة ووصلوا إلي مصر، ثم قرر سلامة بيعهما مع العبيد حتي لا يقعا في يد »اطاي« بعد أن يقوم بعمل علامة لهما في الكتف وبعد ان يتمكن من بيع محمود ضمن المماليك الأرقاء وجهاد ضمن راقصات الملكة ولكن »اطاي« يتمكن من القبض عليه ليفقده بصره، وتتوالي الأحداث التي ينتصر فيها المسلمون ويعود »قطز« أو محمود إلي »جلنار« أو جهاد بعد رحلة فراق تعذب فيها كل من الحبيبين إلي أن وصلت قصتهما إلي نهاية سعيدة.